«السرطان أصبح واقعا مقلقا بيننا، شبحا مخيفا، تكاد تجد في كل حي مصابا، إنه لايرحم أحدا، سواء كان طفلا صغيرا أو شخصا راشدا، أكان غنيا أو فقيرا، رجلا أو امرأة، لا يستثني أحدا من احتمال الإصابة... إنه مرض أحمق قد يقتل ضحيته بسرعة قياسية وقد يتسبب في بتر جزء منه ، أو قد يتعايش معه المرء على نحو طبيعي، لكن الحكمة منه تكمن في تقوية العزم على الحياة وأن يحيا المريض مجددا و يتذوق طعم الحياة بمزاولة أنشطة مختلفة بدل الانهزامية والاستسلام...». بهذه العبارات وصف أحد المرضى داء السرطان الذي يعاني منه، والذي أضحى يؤثر في يومياته. إذا كان العالم بأجمعه يخلد يوم 4 فبراير من كل سنة كيوم عالمي لمكافحة السرطان بمختلف أنواعه، وإذا كان شهر أكتوبر يشكل مناسبة للتحسيس والتوعية بخطورة سرطان الثدي، وأهمية وضرورة الخضوع للفحص المبكر تفاديا لمضاعفات هذا الداء، فإن شهر نونبر الجاري، هو الآخر يعتبر مناسبة بالعديد من الدول، للتحسيس والتوعية بمخاطر سرطان الرئة، الذي يعد السرطان الأكثر فتكا بالأشخاص عبر العالم، فوفقا للإحصائيات والأرقام المعلن عنها فإنه في كل 30 ثانية، يموت شخص ما، في مكان ما في العالم بفعل الإصابة بسرطان الرئة، وشخص واحد فقط من بين 10 أشخاص يعانون من هذا الداء القاتل يبقى حيا بعد 5 سنوات من تشخيص المرض. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن النساء هن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة من الرجال، فالنساء المدخنات هم أكثر عرضة مرتين للإصابة بسرطان الرئة من المدخنين الذكور، بل إنه حتى بين غير المدخنين ترتفع احتمالات إصابة المرأة بسرطان الرئة مقارنة بالرجل. ويؤكد الأطباء على أن هناك اختلافا بين الرجال والنساء في ما يخص انتشار أنواع السرطان، مضيفين بأن 30 في المئة من وفيات السرطان هي تقع بسبب خمسة عوامل خطر سلوكية وغذائية رئيسية، هي ارتفاع نسبة كتلة الجسم، عدم تناول الفواكه والخضروات بشكل كافٍ، قلة النشاط البدني، تعاطي التبغ، وتعاطي الكحول. ويشكل التدخين أهم عوامل الأخطار المرتبطة بالسرطان، إذ يقف وراء 22% من وفيات السرطان عالميا، و71% من الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة. ويشير الأخصائيون إلى أن حوالي 70% من مجمل وفيات السرطان التي سجلت خلال السنين الأخيرة، وقعت في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ومن المتوقع أن يتواصل ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن السرطان على الصعيد العالمي، وأن يصل هذا الرقم إلى حوالي 13.1 مليون وفاة سنة 2030 . والسرطان مصطلح عام يشمل مجموعة من الأمراض التي يمكنها أن تصيب كل أجزاء الجسم، ويشار إلى تلك الأمراض أيضا بالأورام والأورام الخبيثة. ومن السمات التي تطبع السرطان التولد السريع لخلايا شاذة يمكنها النمو خارج حدودها المعروفة واقتحام أجزاء الجسد المتلاصقة والانتشار إلى أعضاء أخرى، ويطلق على تلك الظاهرة اسم النقيلة، وتمثل النقائل أهم أسباب الوفاة من جراء السرطان. من بين الأرقام والمؤشرات على انتشار السرطان عبر العالم ، نجد إحصائيات تهمّ سنة 2008 والتي تتحدث عن كون سرطان الرئة قد تسبب في 1.37 مليون وفاة، سرطان المعدة 736 ألف حالة وفاة، سرطان الكبد 695 ألف حالة وفاة، السرطان القولوني المستقيمي 608 آلاف حالة وفاة، سرطان الثدي 458 ألف حالة وفاة، سرطان عنق الرحم 275 ألف حالة وفاة .