في مثل هذا اليوم من عام 1374 ه / 1955 م طلبت الحكومة السورية طرد إسرائيل من الأممالمتحدة بسبب جرائمها المتكررة ضد الشعب الفلسطيني ، الذي تعرض للمذابح على أيدي جيش الاحتلال في مختلف القرى والمدن الفلسطينية حيث تشرد بعدها مئات الآلاف من المواطنين، وتشير التقارير إلى أن عدد الفلسطينيين الذين يتواجدون خارج فلسطين قد بلغ حوالي أربعة ملايين ونصف نسمة، منهم حوالي مليونان وستمائة ألفا يعيشون في الأردن وثلاثمئة وخمسة وثمانون ألفا في لبنان وما يقارب أربعمئة ألف نسمة في سوريا، بينما يعيش في مصر حوالي سبعة وخمسون ألفا وخمسمئة وخمسة وأربعون ألفا موزعين بين باقي الدول العربية، وحوالي مائتان وثلاثة وعشرون ألفا بالولايات المتحدةالأمريكية ومائتان وأربعة وثمانون ألفا في الدول الأجنبية الأخرى . الزعيم المصري جمال عبد الناصر يعلن في مثل هذا اليوم من عام 1380 ه / 1961 م أنه سيؤمن جميع الأراضي التي يمتلكها الأجانب في مصر. ولد جمال عبد الناصر في يناير من عام 1918م و هو الرئيس الثاني لجمهورية مصر العربية ، قاد الثورة عام 1952م ضد الملك فاروق الأول مستبدلا إياه بالنظام الجمهوري عام 1953م وفي بداية عام 1954م نهج عبد الناصر نهج القومية العربية المعتدلة لعلاقات جيدة مع الغرب إلا أنه مال إلى المعسكر الشرقي وهو معسكر الاتحاد السوفياتي، وفي صيف عام 1956 م خرج بقرار يؤمم به قناة السويس الذي أغضب كلا من فرنساوبريطانيا لامتلاكهما معظم أسهم شركة قناة السويس، وبمساعدة إسرائيل شنت كل من فرنساوبريطانيا حربا على مصر خمدت نيرانها نتيجة تدخل أمريكا والاتحاد السوفياتي وبالتالي لم تتمكن فرنسا ولا بريطانيا من نيل مأربهما في قناة السويس . طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 15 رمضان 1394 ه / 1975 م بضرورة إشراك منظمة التحرير الفلسطينية في المؤتمرات التي تعقد بشأن الشرق الأوسط على قدم المساواة مع سائر الأطراف على أساس قرار رقم 3236. في عام 1976 م انضمت فلسطين إلى الجامعة العربية وقد ازدادت مسؤولية منظمة التحرير الفلسطينية وارتفع شأنها إثر عقد اتفاقات «كامب ديفيد» وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن أي اتفاقات ترمي إلى حل قضية فلسطين تستدعي أن تكون هذه الاتفاقات داخل إطار الأممالمتحدة وفق ميثاقها وقراراتها على أساس نيل الشعب الفلسطيني حريته وممارسة حقوقه الثابتة بما في ذلك الحق في العودة والاستقلال الوطني والسيادة الوطنية في فلسطين لدى اشتراك منظمة التحرير الفلسطينية في هذه الاتفاقات. في فجر يوم الجمعة 15 من رمضان المبارك 1414ه، الموافق 25/2/1994م كانت ثلاث مذابح في مذبحة واحدة، شارك فيها الجيش الإسرائيلي وجموع مستوطني "كريات أربع" في تحدٍّ سافر لكل ما يتردد عن السلام مع العرب، قام المجرم السفاح "باروخ جولدشتاين" اليهودي الأمريكي الأصل، الذي يعمل ضابطًا في جيش العدو الصهيوني، بارتكاب مذبحة ذهب ضحيتها حوالي 90 شهيدًا وثلاثة أضعاف هذا العدد من الجرحى، كانوا داخل الحرم الإبراهيمي، وكانوا يؤدون صلاة الفجر، هذا النبأ الذي تناقلته وكالات الأنباء العالمية بشأن المجزرة يؤكد بأنها مذبحة جماعية وليست فردية، وقد وضعت هذه المجزرة القضية الفلسطينية مرة أخرى في بؤرة الأحداث، ورفعت من فعاليات الانتفاضة. وكان الحرم الخليلي مِلكًا خالصًا للمسلمين، إلى أن وقع الاحتلال الصهيوني عقب حرب الأيام السبعة سنة 1967م، وسمحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمتطرفين اليهود بتدنيسه، بحجة إقامة الطقوس اليهودية فيه، وككل خطوات الإسرائيليين ابتدأت الطقوس بالأفراد، لتنتهي بالاستيلاء على أكثر من ثلثي الحرم، وإحاطته بحراسة دائمة ومشددة بحجة حماية المستوطنين، ومنع وقوع احتكاك بينهم وبين المسلمين. والإرهابي الذي نفَّذ المجزرة يهودي أمريكي الأصل، استقر في الخليل، عرف عنه تشدده وكراهيته لكل ما هو عربي مع معارضته للانسحاب من أي جزء من الأراضي المحتلة، ودعوته إلى ترحيل كل العرب عمَّا بقي لهم من أراضٍ بمختلف الوسائل إلى خارج فلسطين كلها. وليست هذه المجزرة يتيمة في سجل اليهود الأسود في نيلهم من أهل فلسطين وما جاورها من البلدان، فالمجزرة ذكَّرت اللبنانيين بمجزرة «صبرا وشاتيلا" التي ذهب ضحيتها ما لا يقل عن خمسة آلاف ما بين رجل وامرأة وطفل، يوم كانت بيروت تحت الاحتلال الإسرائيلي صيف عام 1982م، كما أعادت المجزرة إلى الأذهان مذابح دير ياسين، وكفر قاسم، والهجوم المسلح على الحرم القدسي الشريف يوم 11/4/1982م والهجوم المسلح على الطلاب داخل حرم كلية الخليل الجامعية ومقتل مجموعة منهم يوم 26/7/1983م، ومذبحة "ريشون ليتسون" في ضاحية تل أبيب عندما قتل مجند إسرائيلي ثمانية عمال عرب مسلمين أمام عين الشرطة الصهيونية في 20/5/1990م، ومذبحة الحرم القدسي يوم 8/11/1990م، وذهب ضحيتها 18 فلسطينيًّا برصاص جنود الاحتلال في أعنف مواجهة عرفتها القدس، هذا بالإضافة إلى حريق المسجد الأقصى الشهير عام 1969م.