نظمت المديرية الإقليمية بسيدي البرنوصي بالدارالبيضاء، بتاريخ 25 ماي 2018 ، بقاعة الندوات بالمركب الثقافي حسن الصقلي ، المناظرة التلاميذية الإقليمية الثانية، تحت شعار: « من أجل مدرسة المواطنة و الإبداع «. وتأتي هذه المناظرة في إطار تفعيل برنامج العمل السنوي للمديرية الإقليمية سيدي البرنوصي و المجلس التلاميذي الإقليمي، الذي يرتكز على مرجعيات عدة، أهمها التوجيهات الواردة في خطب جلالة الملك محمد السادس، و الرؤية الاستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين 2015-2030، وخاصة ما يتعلق منها بالارتقاء بالعمل التربوي داخل المؤسسات التعليمية، و ترسيخ قيم المواطنة والديمقراطية والمساواة بين الجنسين، وهي فرصة يعبر خلالها التلميذات و التلاميذ عن تصوراتهم ووجهات نظرهم في المواضيع المطروحة للنقاش. وقد اعتمدت المناظرة في مناقشتها للتيمة المختارة: « العنف بالوسط المدرسي»، على عروض وتقارير قدمت من طرف ممثلي الأحواض المدرسية الخمسة ( الحوض المدرسي سيدي البرنوصي – الحوض المدرسي الأزهر – الحوض المدرسي أناسي – الحوض المدرسي سيدي مومن – الحوض المدرسي التشارك). بعدها تمت مناقشة هذه التقارير من طرف التلاميذ، الذين أبدوا من خلالها آراءهم حول ظاهرة العنف، عبر محاور متعددة شملت أسباب ونتائج هذه الظاهرة، مرفوقة بتطلعاتهم لمدرسة الغد. وفي نهاية المناظرة رفع التلاميذ المشاركون توصيات هامة ومقترحات عملية مفيدة، تساهم في الحد من ظاهرة العنف بكافة أشكاله، وإرساء الأمن الإنساني في الحياة المدرسية، ومن بين أهم هذه التوصيات: نشر ثقافة التسامح ونبذ العنف، وتعزيز آليات الإنصات والتواصل بين التلاميذ فيما بينهم، وبين التلاميذ والأطر التربوية والإدارية؛ نشر قيم النزاهة، وخلق جو ملائم للتعلم، وتوطيد العلاقات بين الأستاذ والتلميذ؛ تنظيم لقاءات تواصلية مع الآباء والأمهات وأولياء الأمور لتقوية أساليب الحوار البناءة، ومنح التلميذ مساحة للتعبير عن آرائه والإنصات له؛ إعادة هيكلة الأنشطة الثقافية والرياضية واعتماد التحفيز لاكتشاف وتشجيع المواهب؛ مراجعة نظام التأديب المدرسي، ليصبح نظام تعديل سلوكي وقائي لا عقابي؛ التكثيف من حصص الإرشاد النفسي والتربوي والاجتماعي، والتوعية الوقائية عبر خلايا الإنصات ونوادي المصاحبة التربوية؛ إحداث آليات رصد ظاهرة العنف والإبلاغ عنها في حينها. وقد حضر أشغال هذه المناظرة، إلى جانب التلاميذ المشاركين، المدير الإقليمي، وممثلون عن مقاطعة سيدي البرنوصي، ومجموعة من الأطر الإدارية والتربوية، وآباء وأمهات التلاميذ، وكذا بعض فعاليات المجتمع المدني و بعض ممثلي وسائل الإعلام. وعلى هامش فعاليات هذه المناظرة، تم تنظيم معرض خاص بالمنتوجات الإبداعية للتلاميذ، عبر لوحات تشكيلية تعبر عن وجهة نظرهم لظاهرة العنف، وتكشف رؤيتهم المستقبلية للمدرسة المغربية، مدرسة المواطنة والقيم. كما تم عرض فيلم تربوي يعالج ظاهرة العنف، ومختلف الضغوطات النفسية التي يتعرض لها التلميذ من الأسرة والمدرسة والمجتمع، وآثارها وانعكاساتها السلبية على نفسيته.