سيواجه رئيس الحكومة الإسبانية تصويتا على الثقة في قيادته يوم الجمعة فيما أدين بالفساد عشرات الأشخاص ممن لهم صلات بالحزب الشعبي الذي يتزعمه راخوي. ووافق البرلمان الإسباني أمس الاثنين على إجراء المناقشة ثم التصويت يومي الخميس والجمعة رغم أن الحزب الاشتراكي العمالي المعارض الذي اقترح التصويت قد يجد صعوبة في حشد ما يكفي من الدعم في البرلمان المنقسم للإطاحة براخوي. وتستغل أحزاب المعارضة ضعف راخوي بعد أن أدين 29 شخصا على صلة بالحزب الشعبي يوم الخميس الماضي بجرائم تتضمن استغلال النفوذ وتزوير حسابات في ذروة محاكمة طويلة في قضايا فساد. وحث حزب سويدادانوس ( مواطنون)، وهو حزب ليبرالي تظهر استطلاعات الرأي تقدمه وترجح فوزه في حال إجراء انتخابات مبكرة، حث راخوي على الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة. وزاد الحزب ضغوطه على رئيس الحكومة ماريانو راخوي أمس الاثنين مما يكثف المطالبة بالدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة بعد أن تضررت الأسواق الأسبوع الماضي من اقتراح بإجراء تصويت بسحب الثقة. وقال زعيم الحزب ألبرطو ريبيرا في مقابلة مع صحيفة إلموندو إن حكومة راخوي ضعيفة وملطخة بإدانات الفساد. وقال إن «الطريقة الديمقراطية اللائقة الوحيدة هي منح صوت للشعب الإسباني كي يختار حكومة وبرلمانا جديدين». وأبدى الحزب الشعبي الحاكم دعمه لراخوي الذي قال يوم الجمعة الماضي إنه يعتزم إكمال فترة ولايته المؤلفة من أربع سنوات وإن الإدانات بالفساد لم تشمل أي عضو في حكومته. ونجا راخوي (63 عاما) من تصويت بسحب الثقة في يونيو الماضي. واعتبر ماريانو راخوي أن مقترح سحب الثقة الذي طرحه الحزب العمالي الاشتراكي ضد الحكومة المركزية «ليس جيدا لإسبانيا ومن شأنه أن يضر بمستقبل الإسبان». وأكد ماريانو راخوي في ندوة صحفية عقدها بقصر (المونكلوا) بمدريد في أعقاب اجتماع المجلس الوزاري «أن هذا المقترح سيء بالنسبة إلى إسبانيا كما أنه سيء بالنسبة للإسبان لأنه سيساهم في خلق الكثير من الشك وعدم اليقين ويضر بمستقبل جميع المواطنين». وأوضح راخوي أن الغرض الأساسي والوحيد من مقترح حجب الثقة عن الحكومة هو تمكين الأمين العام للحزب العمالي الاشتراكي بيدرو سانشيز من أن يصبح رئيسا للحكومة «بأي ثمن ومع أي حليف» في إشارة من ماريانو راخوي إلى الأحزاب الداعمة للانفصال التي ستكون على استعداد لدعم هذا الاقتراح . كما انتقد رئيس الحكومة فكرة الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة وهي التي دافع عنها حزب سويدادانوس مؤكدا أن اقتراح سحب الثقة من الحكومة إلى جانب إجراء انتخابات مبكرة لا يخدمان إلا المصالح الحزبية الضيقة « بينما تؤكد المصلحة العامة على ضرورة ترك الحكومة تقوم بوظيفتها وتستكمل ولايتها من أجل ضمان الاستقرار اللازم والضروري للحكم». في حين قال حزب سويدادانوس، المتقدم في استطلاعات الرأي والمرجح أن يفوز في حال أجريت انتخابات مبكرة، إنه مستعد للعمل مع الاشتراكيين على دعم مرشح محايد للإطاحة براخوي لكن لم يتضح بعد إن كان الاشتراكيون وحزب سويدادانوس سيتحدان للإطاحة بحكومة راخوي.