التأم رجال أعمال عرب وألمان، أول أمس الخميس في برلين، في إطار منتدى الأعمال بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا) لتسليط الضوء على فرص الأعمال التجارية وإمكانات الاستثمار في المنطقة. وأبرز المتدخلون في المنتدى المؤهلات التي يقدمها قطاع السيارات في منطقة المغرب الكبير كأرضية بين السوقين الأوروبي والإفريقي، وكذلك فرص التحول الاقتصادي في منطقة الخليج إلى جانب التجربة المصرية في مجال الطاقة وتكنولوجيا الإعلام والاتصال. وقال ماكرو فيدمان، مدير عام الغرفة الألمانية للتجارة والصناعة في المغرب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن العلاقات الاقتصادية بين المغرب وألمانيا تشهد نموا مطردا إذ ارتفعت قيمة المبادلات التجارية بين البلدين خلال السنوات الأخيرة. وأشار في هذا الصدد إلى أن قيمة الصادرات المغربية إلى ألمانيا بلغت مليار أورو سنة 2017 فيما تقدر قيمة الصادرات الألمانية إلى المغرب بملياري أورو، مؤكدا أنه يمكن تسجيل نتائج أفضل من هذا بالنظر إلى الإمكانات التي يتوفر عليها المغرب لاسيما في قطاع الصناعة الغذائية. وأضاف أن الغرفة ستنظم ملتقى حول الصناعة الغذائية في أكتوبر المقبل في مدينة هانوفر الألمانية، مؤكدا أنه يمكن بفضل إرادة المغرب في الدفع بهذا القطاع ومخططه الأخضر، خلق قيمة مضافة ليس فقط في التصدير ولكن أيضا في تصنيع هذه المنتوجات. وأبرز أن الغرفة تقوم أيضا بتنظيم ندوات ولقاءات إخبارية لإبراز المؤهلات التي يتوفر عليها المغرب خاصة الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية من أجل تعزيز الاستثمارات الألمانية في المغرب، مذكرا في هذا الصدد بالاستثمار الألماني في مشروع ورزازات للطاقات المتجددة الذي بلغ 834 مليون أورو إلى جانب استثمارات شركات ألمانية كبرى في المغرب من قبيل «سيمنس» و«أديداس». من جانبه، قال رجل الأعمال والإعلامي المصري أسامة كمال أن المغرب ومصر يشهدان نموا متسارعا في المنطقة، معربا عن إعجابه بالتنمية الاقتصادية في المملكة التي اعتبر أنها تعد مجالا خصبا للاستثمار وتحقق إقلاعا مدهشا تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس. وأضاف في تصريح مماثل أن مصر مرت خلال السنوات السبع الأخيرة بظروف صعبة لكنها بدأت تستعيد توازنها وتسعى إلى رفع تحدي ضمان الأمن والاستقرار. وشدد على أن هناك اهتماما من لدن الأوروبيين بالاستثمار في المنطقة مما يتطلب توفير الظروف المناسبة لذلك وفي نفس الوقت وضع الشروط التي تحافظ على الهوية والثروة الطبيعية للمنطقة. وأبرز أن رجال الأعمال الألمان لا يجازفون في الاستثمار إلا إذا كانوا واثقين من نجاحه، مشيرا إلى أن ألمانيا قد توفر التكنولوجيا لكنها ستكون عملية بيع وشراء في حين أن المطلوب هو إقامة شراكة وتعاون دائمي المدى بين الجانبين. وتميز هذا المنتدى الذي نظمته جمعية غرف التجارة والصناعة الألمانية وغرف التجارة الألمانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بمنح جائزة أفضل مقاولة ناشئة في المنطقة والتي كانت من نصيب مقاولة سعودية. يشار إلى أن العلاقات الاقتصادية العربية الألمانية شهدت خلال السنوات الماضية تطورا هاما ونموا على صعيد الاستثمار والتجارة. وحسب معطيات للغرفة العربية الألمانية للتجارة والصناعة، وصلت قيمة التبادل التجاري بين الجانبين إلى 48,3 مليار يورو سنة 2017، كان نصيب الصادرات العربية إلى ألمانيا منها 11,3 مليار يورو وبنسبة بزيادة بلغت 33,9 في المئة عن العام 2016. كما توسعت الاستثمارات العربية في ألمانيا خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ في العديد من الشركات الألمانية الكبيرة والمتوسطة لتصل إلى حوالي ال 100 مليار يورو. وقدمت ألمانيا خبراتها العلمية للعديد من المشاريع الاستراتيجية في الدول العربية ومنها في تنفيذ الكثير من مشاريع البنية التحتية في دول الخليج العربي ومشاريع البيئة والطاقة في دول شمال إفريقيا، ما يشكل أسسا متينة لعلاقات اقتصادية مستدامة.