مضيفو طيران جزائريون هربوا الكوكايين من إفريقيا وأوروبا نحو الجزائر لعدة سنوات كشفت وسائل إعلام جزائرية اللثام عن تطورات مثيرة بخصوص ملف أثار ضجة كبيرة، بعد كشف 22 متورطا هربوا الكوكايين جوا من باماكو ومرسيليا وإسبانيا عبر مطار هواري بومدين، من بينهم مغني الفلامينكو رضا سيكا ومضيفو طيران بشركة الخطوط الجوية الجزائرية، وابن شقيق المخرج السينمائي لخضر حمينة وإطارات بالأمن الوطني، وقد وجهت لهم جميعا تهمتا استيراد وترويج المخدرات ضمن شبكة إجرامية دولية منظمة والمشاركة فيها، وخلال جلسة المحاكمة، تضاربت تصريحات المتورطين في القضية، على رأسهم المتهم «ف، عبد النور»، قائد الشبكة الإجرامية بالجزائر، الذي كلف عددا من مضيفي الطيران في الخطوط الجوية الجزائرية بإحضار كميات معتبرة من المخدرات من صنف الكوكايين من باماكو عاصمة مالي، وإسبانيا ومرسيليا، حسب اعتراف عدد منهم، ونفى هذا الأخير الاستيراد والمتاجرة في المخدرات واعترف بأنه يستهلكها فقط، على عكس تصريحات المتهمين الآخرين، من بينهم المتهم «ح، يوسف»، وهو مضيف طيران وابن رئيس محطة بمطار هواري بومدين الدولي، الذي اعترف بأنه قام بجلب الكوكايين لصالح المدعو «ف، عبد النور» الذي يعمل مضيف طائرة من باماكو، وكان قد تعرف عليه عن طريق المدعو «ح، منير»، مبرزا أنه قام بعمليتين مقابل مبالغ مالية تتراوح بين 10 و60 ألف دينار. وأكد المتهم أن المدعو «س، شكيب» عرفه على أشخاص آخرين كانوا يجلبون الكوكايين من باماكو، مرسيليا وإسبانيا، من بينهم «رضا سيكا»، مغني الفلامينكو، ومضيف الطائرة، مؤكدا أن موظفات بالخطوط الجوية الجزائرية بالإضافة إلى المدعو «ل، منير» ابن شقيق المخرج السينمائي لخضر حمينة وآخرين كانوا يستهلكون هذه المادة السامة. وقالت مصادر قانونية اطلعت على الملف أن المضيفين الخمسة كانوا ضمن مجموعة من 14 شخصا قدمتهم مصالح الأمن رسميا أمام العدالة، بعد أن ضبطت مصالح الأمن 205 غرامات من الكوكايين، في الملابس الداخلية للمتهم (ح،ي)، وهو مضيف بالخطوط الجوية الجزائرية، على متن الرحلة القادمة من باماكو، مساء 2 أكتوبر، وأدى القبض على المعني إلى توقيف باقي أعضاء المجموعة، لتتوسع دائرة الاتهام وتشمل رجل أعمال يشتغل في استيراد التجهيزات الطبية، وكذا مسؤول الفرع النقابي للمضيفين بالجوية الجزائرية (ب،م)، وأحد مطربي الشعبي المعروفين، الذين وضعوا تحت الرقابة القضائية، كما وجه قاضي التحقيق الاتهام بالتواطؤ والتغطية على عمل الشبكة، إلى ثلاثة من عناصر الشرطة منهم ضابط ومفتش. وعن القيمة المالية للمحجوزات، قال نفس المصدر إن 205 غرامات من الكوكايين بإمكانها عند تقطيعها وإعادة معالجتها أن تنتج كيلوغرامين من الكوكايين المعالج، يمكن تسويقه بأكثر من ملياري سنتيم بالأسعار المطبقة حاليا في الجزائر العاصمة «وإذا اعتبرنا أن هذا هو المتوسط في رحلة واحدة، يمكن أن تتصور القيمة المالية لما جرى نقله خلال السنوات الماضية في عشرات الرحلات» . فهل يعلم وزيرا الداخلية والخارجية الجزائريان ما يقع ببلادهما من ترويج للمخدرات الصلبة، وأماكن التسليم والاستلام؟ إن «قمة الفساد» هو أن «عملية التسليم والاستلام» كانت تتم في فندق «ليكو لاميتي» في وسط العاصمة المالية بماكو، الفندق الذي يربطه عقد بالجوية الجزائرية لإيواء طواقم رحلاتها، طيارين ومضيفين ومسؤولي محطات وإطارات مسيرة، وكان الممون الرئيسي لأفراد المجموعة هو شخص مالي مجهول الهوية حتى الآن. وكان مسؤولون جزائريون اتهموا المغرب وبالضبط الخطوط الجوية المغربية، بنقل الممنوعات، وهو ما ردت علية الشركة المغربية برفع دعوى قضائية.