ودعنا سنة 2017 الرياضية بكثير من الأفراح.. فرحنا بتأهل فريقنا الوطني المغربي لكرة القدم إلى مونديال روسيا 2018، كما سعدنا بانتفاضة رياضات أخرى حققت إنجازات وألقابا قارية وعالمية، خاصة رياضات ألعاب القوى، كرة السلة، سباق الدراجات. في كرة القدم، من ينكر أن 2017 كانت سنة مميزة بالنسبة للكرة الوطنية والوداد يفوز بعصبة الأبطال الإفريقية؟ فعلها الوداد كما فعلها المنتخب الوطني في 1986، وفي 2004 حين جعلنا نخرج للاحتفال في كل شوارع مدننا وقرانا. ففي تلك الليلة التي تلت مباراة الوداد والأهلي المصري، حلق بنا الإنجاز الرائع للوداد لسموات الفرح والفخر بعد سنوات عجاف طويلة عجزت خلالها أنديتنا المغربية عن رسم تلك الصورة التي نريدها لكرتنا الوطنية على المستوى الإفريقي. ودائما على المستوى الكروي، فرحنا بتتويج منتخبنا الوطني للشبان لأقل من 20 سنة، ببطولة الألعاب الفرانكفونية. فريقنا الوطني توج بالميدالية الذهبية وأدخل البهجة في عز حرارة فصل الصيف وشهر يوليوز الماضي وهو يفوز في المباراة النهائية للدورة وعلى حساب أصحاب الأرض منتخب الكوت ديفوار. وفي كرة السلة.. تميزت السنة التي ودعناها بتتويج أكثر من رائع حققه جمعية سلا وهو يفوز بكأس إفريقيا للأندية البطلة ومن قلب تونس وعلى حساب نادي رادس التونسي العريق في عالم كرة السلة. في ألعاب القوى، توجت أم الألعاب، قاريا عربيا ودوليا، بما مجموعه 109 ميداليات في موسم 2016/2017، منها 41 ذهبية، و35 فضية، و33 برونزية. ومن أبرز إنجازات القوى المغربية في سنة 2017، فوز العداء المغربي سفيان البقالي بالميدالية الفضية في بطولة العالم، في مسابقة 3000 متر موانع. في سنة 2017، فرحنا أيضا بتتويج منتخبنا الوطني للريكبي بلقب البطولة المغاربية وكان على حساب منتخب الجزائر بنتيجة 20 مقابل 13. على نفس المستوى، فرحنا بما حققته رياضات الجيدو خصوصا في بطولة العالم للشبان وتألق أبطالنا في ألمانيا، وفرحنا بإنجازات محمد الربيعي في الملاكمة الاحترافية، وبأبطالنا في سباقات الدراجات وتألقهم في البطولة العربية، وفي طوافات أفريكاتور، وسعدنا بإنجازات المصارعة، والكراطي والفول كونطاكت، وغيرها من الرياضات. إنها إنجازات تسجل في صفحات التاريخ الرياضي الوطني، وقد تحققت خلال هذه السنة التي ودعناها، لكننا وللحقيقة، لم نحس بالاطمئنان الكافي على مستقبل رياضتنا رغم تعدد كل تلك الإنجازات. فالواقع يؤكد أن الطريق لا تزال طويلة أمام رياضتنا لترقى لمستوى الطموح ولتصل إلى تلك الدرجة من النهضة التي نأملها. هناك عمل كبير مازال أمامنا للرقي برياضتنا، وللأسف، تابعنا عدة جموع عامة عقدتها جامعات رياضية خلال الأيام الأخيرة من سنة 2017، لم تمنحنا ذلك الاطمئنان، وصدمتنا بطريقة أشغالها وما رافقها من نقاشات، بعد أن كان الأمل أن تشكل تلك الجموع العامة المحطة فعلا نحو رسم أفق جديد للرياضة الوطنية. عمل كبير ينتظرنا.. لنودع 2017 بأفراحها وبأخطائها، ولنستقبل 2018 ببذل مجهودات أكثر لتصحيح الأخطاء ولبعث الأمل من جديد.. ! 2018، نتمناها سنة تفعيل مضامين دستور 2011 المتعلقة بالرياضة.. نتمناها سنة الاقتناع بأن الرياضة رافد أساسي لتحقيق التنمية الشاملة.. نتمناها سنة النظر إلى المستقبل الرياضي بحس وطني، وبرؤية علمية. سنة رياضية سعيدة !