تعيش منطقة سيدي اعمرو بإقليم خنيفرة، منذ عدة أشهر، على إيقاع توتر واحتقان شعبيين جراء قرار السلطات الإقليمية بإقامة مطرح عمومي للأزبال بقلب النفوذ الترابي للجماعة، ما رأى فيه السكان «كارثة بيئية» مضرة بالصحة والإنسان والفلاحة، ناهيك عما ينجم عنها من روائح كريهة وتهديد للمراعي والفرشة المائية، وانتشار للأمراض والأوبئة. وقد سبق لسكان سيدي اعمرو، من دواوير آيت عفي، آيت عبدالكريم وإغمارين، أن نظموا مسيرة احتجاجية نحو مقر عمالة الإقليم، خلال منتصف يناير الماضي، وعبروا عن سخطهم الشديد إزاء مشروع المطرح الذي شددت السلطات على إنشائه ضدا على رغبة الأهالي، وهو المشروع الذي لم يكن منتظرا في وقت كان فيه السكان بسيدي اعمرو يترقبون مشاريع تنموية تحد من مظاهر التهميش والإقصاء. ومعلوم أن السلطات الإقليمية، بحسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، كانت قد اختارت «سلويتان» بسيدي اعمرو موقعا للمطرح، بناء على خارطة صاغها مكتب للدراسات تم تكليفه بوضع جرد بالمواقع المرشحة لاستقبال المشروع، حيث خرج باختيار عشرة مواقع، بينها «سيدي اعمرو» التي تم إدراجها ضمن المواقع الأولى، استنادا لتبريرات معينة عمدت إلى الدوس على صيحات السكان، والقفز على وجهات النظر الجماعية في إطار المقاربة التشاركية الممنهجة، وعلى حقوق الإنسان في البيئة والسلامة والحياة الكريمة، وكان طبيعيا أن يطفو موضوع «مطرح سيدي اعمرو» من جديد عقب «جس النبض» بعملية تسجيل تعرضات الساكنة المحلية، والتي تم فتحها، خلال شهر غشت الماضي، إلى غاية الفاتح من شتنبر الجاري. رئيس جماعة سيدي اعمرو، نفض يديه من المسؤولية بتأكيده لوسائل الإعلام أنه، ورغم أهمية ودور مشروع المطرح العمومي في تدبير النفايات وفق مضمون العرض المقدم من طرف مكتب الدراسات، فإن تحديد موقع «سلويتان» يظل إشكالا بيئيا بالنظر لوجوده بمنطقة غنية بخصوبة أراضيها وأنشطتها في الفلاحة والزراعة وتربية المواشي والخيول، مشددا على ضرورة التعاطي مع شكاوى الساكنة بالجدية اللازمة، في حين اقترح، في تصريحات إعلامية، إمكانية نقل الطرح لموقع آخر كمنطقة «أيت بويشي» مثلا التي أضحت غير آهلة بالسكان تقريبا، نتيجة نزوح آهاليها إلى المدينة بسبب مخلفات الجفاف، أو منطقة «إسرفان» على الأقل. ولم يفت مصادر سكانية متطابقة الإشارة، في تصريحات ل «الاتحاد الاشتراكي»، إلى وعود سبق للسلطات الإقليمية بعمالة الإقليم أن وعدت بها السكان، في لقاء بممثلين عنهم، على أساس التراجع عن إنشاء المطرح، غير أن هذه السلطات، بحسب مصادرنا السكانية، أخلت بالتزاماتها بصورة غير متوقعة، ما يفتح الباب أمام جميع الاحتمالات المعنونة بالمزيد من التصعيد والاحتقان، سيما أنه لم تتم استشارة لا المجلس القروي ولا سكان المنطقة في الموضوع.