ينظم مختبر مركز الدراسات الرشدية: «فريق البحث في الفلسفة الإسلامية والنصوص التأسيسية»، لقاء دراسيا حول كتاب:ابن طملوس الفيلسوف والطبيب 620ه/1223م سيرة بيبليوغرافية للدكتور فؤاد بن أحمد أستاذ الفلسفة ومناهج البحث بدار الحديث الحسنية في الرباط، وذلك يوم السبت 30 دجنبر 2017 في الساعة العاشرة صباحا بمقر المختبر، يشارك فيه كل من الأساتذة: ذ.امحمد ايت حمو، ذ. محمد الصادقي، ذ.يونس اجعون، ويسيره ذ.محمد ابركان. جدير بالذكر أن اهتمام الأستاذ فؤاد بن أحمد بابن طملوس يعود بالأساس إلى اهتمام خاص جدا بتتبع الإرث الرشدي في الأندلس، وهو ما عبر عنه محمود منير في نص له نشر بصحيفة العربي الجديد : رابطا هذا العمل بما أنجزه بن أحمد في رسالة دكتوراه عام 2008 بعنوان «منزلة التمثيل في فلسفة ابن رشد»، في سياق بحثٍ يناقش تساؤلات أساسية عن منهج وبناء القول الفلسفي الرشدي. وكان لا بد أن ينتهي به هذا البحث إلى أسئلة من قبيل: ماذا بعد رحيل ابن رشد في العالم العربي الإسلامي؟ مشيراً في حديث ل»العربي الجديد» إلى تفكيكه مقولة رائجة تدّعي بأن «الفلسفة العربية الإسلامية قد انتهت عنده؛ وأنه على عظمة مُنجزه، لم يتمكّن من خلق مدرسة فكرية لنفسه ولم يترك تلامذة خُلّصاً يبلورون فكره». ويرى الباحث المغربي أن هذه الدعوى ظهرت مع كتاب إرنست رينان «ابن رشد والرشدية» أواسط القرن التاسع عشر، وعلى الرغم من تقادمها، فإنها لا تزال إلى اليوم تُستعاد، بل تستنسخ بطريقة كسولة، أحياناً، من قبل كتابات عربية وغير عربية. لذلك أتى اهتمامه بابن طملوس كجزء من مشروع أكبر يتعلّق بالسعي إلى فهم الحياة الفكرية والثقافية بعد رحيل صاحب «تهافت التهافت»، عن طريق تعقّب أخبار الأعلام والنصوص وتنقلها، بالاعتماد أساساً على أصحاب التراجم والفهارس وعلى المخطوطات. ابن طملوس لا يمثّل الرشديةَ العربية في مقابل الرشدية اللاتينية، إنما يمثل تلميذاً لابن رشد بالمعنى الأول لهذه المفردة، وفق بن أحمد، الذي يؤكد أن ابن طملوس كانت له شخصيته الفكرية المستقلّة التي لم تستعد توجهات معلّمه، ففضلاً عن أن نصوصه لم تحمل الهواجس التي كانت لدى ابن رشد تجاه علم الكلام مثلاً، فإنه قد ذهب، في مواضع بعينها، في اتجاه بلورة مواقف خارجة عن الخط الرشدي، كتخصيص كتاب «التحليل للنظر في مفهوم الموضع»، وهو مبحث منطقي شغل الفارابي كثيراً من قبل؛ وتخصيص قول للقياس الفقهي في كتاب القياس؛ والدفاع عن القوة القياسية للقياس الشعري».