هي حكاية فرق كانت و»اندثرت»، لم تكن رقما عاديا من بين الأرقام المتعددة التي تسمى مجازا فرقا. كانت مناجما تصقل المعادن وتحولها إلى لآلئ دون الحاجة إلى كثرة الديبلومات والمبالغ المالية الكبيرة دون نتيجة. كم يلزم من أوراق لكتابة أسماء تلألأت وصنعت فرحا في المدرجات، لا نرغب في ذلك حتى لا ننسى أحدا منهم، وحتما سننسى الكثيرين لكثرتهم. فرق تأسست أغلبها في زمن لم يكن سهلا تأسيس الفرق في الأربعينات، لظروف الوطن الذي كان يقاوم الاحتلال، ولأن الكرة آنذاك، كان يحركها الهاجس الوطني ويقودها رجال وطنيون، وهو ما جعل التأسيس يزداد تعقيدا. حينها وبعدها بسنوات عديدة أو بعقود، لم يكن اللاعبون يتوفرون على «خنات» اليوم، لم تكن الملاعب هي الملاعب، ولا التجهيزات هي التجهيزات، ولا الوسائل هي الوسائل، ولا الحوافز هي الحوافز، لم يكن بيد اللاعب سوي قطع أرضية متربة، ومرمى بشباك في الغالب مرقعة، وحمامات شعبية للاستحمام بعد كل مباراة. حينها لم يكن رؤساء الفرق من رجال الأعمال أو من المستغلين المجال الرياضي لأهداف معلومة، رجال بسطاء دون أهداف غير رياضية، ومع ذلك صنعوا فرقا لا تعوّض، بنجوم لا تعوّض. لا مجال هنا حتى للحديث عن أبسط الأمور، فحتى الأحذية الرياضية كانت معروفة لدى «خرّاز» الحي لكثرة ترقيعها قبل أي مباراة. نسأل اليوم، عن شباب المحمدية، والنهضة السطاتية، والاتحاد البيضاوي، والنهضة القنيطرية، والنادي المكناسي، والمغرب الرباطي وغيرها، ونسائل الكثيرين عن واقعها، الذي يسئ، أولا، لمن أوكل إليهم تسيير الشأن العام لمدنها، وبعدهم أعيانها وأغنياؤها، وهو ما يدفعنا إلى التساؤل، بماذا سيتغنون في مدن جامدة؟. لنجعلها حكاية تحدي ونسأل، لنجعلها استطلاعا لنعرف من الجمهور الرياضي الذي يتجاوز عدد «المناضلين» والمنتسبين للأحزاب وغيرها، من يعرف من الأسماء من هنا وهناك، مابين رئيس جماعة ومستشاريه، وما بين مجلس مدينة ومساعديه، ورئيس جهة، وغيرهم، ومابين لاعبي تلك الفرق وغيرها، سيكون الفارق حتما كبيرا، قد لا يصدقه من كان سببا في موت هذه الفرق، ويحلم أنه مهم في مدينة لم يعد فيها ما يجعل الناس يتذكرونها، سوى التغني بأسماء فرقها ونجومها من اللاعبين. سيكون الفارق شبيها بنجاح رئيس عربي في انتخابات رئاسية بنسبة 99.99% .