نوه مجلس وزراء الخارجية العرب بمجهودات جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في الدفاع عن المدينة المقدسة وحماية سكانها. وذكر البيان الختامي الصادر عن مجلس وزراء الخارجية العرب، في ختام اجتماع غير عادي عقده الخميس بالقاهرة وخصص لبحث مستجدات قضية مدينة القدسالمحتلة والمسجد الأقصى، والناجمة عن الاعتداءات الإسرائيلية، أن المجلس ثمن الجهود التى يبذلها جلالة الملك رئيس لجنة القدس فى هذا الصدد. كما أشاد بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وجهود الملك عبد الله الثانى عاهل المملكة الأردنية الهاشمية من أجل إنهاء الإجراءات الاسرائيلية التصعيدية الخطيرة التى تمس بالوضع التاريخى والقانونى القائم فى المسجد الاقصى . ودعا مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين وتطبيق قراراته ذات الصلة بمدينة القدس الشريف، وإلزام إسرائيل بوقف سياستها واعتداءاتها المتواصلة على مدينة القدس الشرقية، والمسجد الأقصى والتى تشكل انتهاكات جسيمة للقوانين والقرارات الدولية. وطالب جميع الدول بتنفيذ القرارات الصادرة عن الأممالمتحدة والمجلس التنفيذي لمنظمة الأممالمتحدة للعلوم والثقافة (اليونسكو) بخصوص القضية الفلسطينية، والتي أكدت أن المسجد الأقصى هو موقع إسلامي مخصص للعبادة وجزء لا يتجزأ من مواقع التراث العالمي الثقافي. وأدان الانتهاكات والاعتداءات والتدابير الإسرائيلية غير القانونية بالمسجد الأقصى والقدس الشريف ، ودعا الإدارة الأمريكية لمواصلة جهودها لاستعادة الأمن وإنهاء التوتر على أسس تضمن أمن المقدسات وحمايتها، واحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم وإلغاء اجراءات اسرائيل الأحادية في المسجد الأقصى، والتأكيد على أنه وفي حال عدم حل الأزمة من جذورها ستبقى الأمور مرشحة للانفجار في أي وقت. ونوه مجلس الجامعة في هذا السياق بموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص حل الصراع وتحقيق السلام، مؤكدا ضرورة التعاون على إنهاء حالة الانسداد السياسي من خلال إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة للتقدم نحو تحقيق السلام على أساس حل الدولتين الذي يضمن اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، والتنويه أيضا بالجهود الدولية التي تدعو إلى تضافرها لضمان استعادة الهدوء وضمان عدم تكرار ما حدث. ودعا مجلس الجامعة العربية، الدول الأعضاء إلى توظيف علاقاتها الثنائية والدولية لحماية مدينة القدسالمحتلة وكافة مقدساتها الاسلامية والمسيحية، ومنع اية اعتداءات مستقبلية عليها، وكلف المجموعة العربية في نيويورك ومجالس السفراء العرب وبعثات جامعة الدول العربية بالتحرك الفوري من أجل كشف المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم للمسجد الأقصى المبارك. وأكد وزراء الخارجية العرب أهمية تعزيز التنسيق والتعاون بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لحماية مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك ، ودعوا جميع الدول والمنظمات العربية والإسلامية والصناديق العربية ومنظمات المجتمع المدني إلى توفير التمويل وتنفيذ المشروعات التنموية الخاصة بالقطاعات الحيوية في القدس بهدف إنقاذ المدينة وحماية مقدساتها وتعزيز صمود أهلها من خلال زيادة رأس مال صندوقي الأقصى والقدس بقيمة 500 مليون دولار أمريكي تنفيذا لقرار القمة العربية الأخيرة في الأردن. وأكد وزراء الخارجية العرب مساندة ودعم الخطوات والإجراءات التي أقرتها القيادة الفلسطينية لحماية المسجد الأقصى، والتصدي للإجراءات غير القانونية لسلطات الاحتلال في القدسالمحتلة، والدعم والمساندة الكاملين لصمود الشعب الفلسطينى ومؤسساته فى مدينة القدسالمحتلة، ودفاعهم عن المدينة والمقدسات الاسلامية والمسيحية فيها. وجدد مجلس وزراء الخارجية العرب تأكيد مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية، وأن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين ، وأدان بأشد العبارات الخطط والسياسات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد مدينة القدسالمحتلة وتشويه طابعها العربي والإسلامي وتغيير تركيبتها السكانية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها. وحذر المجلس من أن التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق في القدسالمحتلة والمسجد الأقصى وقيام سلطات الاحتلال بفرض حقائق جديدة على الأرض تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى ، الأمر الذي من شأنه أن تكون له تبعات وانعكاسات خطيرة على مستقبل السلام في المنطقة ويهدد السلم والأمن الدوليين ويشعل صراعا دينيا في المنطقة تتحمل إسرائيل (القوة القائمة بالإحتلال) المسئولية الكاملة عنه. وقرر الوزراء الإبقاء على مجلس الجامعة العربية في حالة انعقاد لمتابعة التطورات والانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى المبارك ومراقبة مدى التزام إسرائيل بعدم تكرار القيام بأية إجراءات تصعيدية من شأنها أن تهدد الأمن والاستقرار في المدينة المقدسة وبعدم المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف. وكان الاجتماع غير العادي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية شهد إشادة واسعة بالرسالة الملكية التي وجهها جلالة الملك الأربعاء إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، والتي تدين السياسات الإسرائيلية غير المقبولة في المسجد الأقصى ومدينة القدسالمحتلة. ونوه الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في التقرير الذي قدمه إلى الاجتماع، بهذه المبادرة من أجل وقف الإجراءات الإسرائيلية، مؤكدا أن أزمة القدس لم تكن لتجد طريقها إلى الحل إلا بهذه الصورة المرضية للرأي العام العربي وعبر تحرك سريع يقظ وإرادة فاعلة. وقد تميز الاجتماع بتوزيع نص الرسالة الملكية المذكورة على المشاركين في الاجتماع من رؤساء وأعضاء الوفود. كما ذكر بمضامين الرسالة الملكية السامية وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة في الكلمة التي ألقاها خلال الاجتماع، والتي أكد فيها رفض المملكة المغربية أي مساس بالوضع القانوني والتاريخي للقدس الشريف. وقد تمت كذلك الإشادة بشكل موسع بالرسالة الملكية من طرف عدد من وزراء الخارجية العرب ورؤساء الوفود في الكلمات التي ألقوها خلال هذا الاجتماع