شارت وثيقتان ماليتان، كذّب من خلالهما محمد بودريقة الرئيس السابق لفريق الرجاء البيضاوي ما صرح به سعيد حسبان الرئيس الحالي للفريق، بان ديون الفريق تصل إلى 23 مليار، وكتب بورديقة من خلال صفحته الرسمية على الفيس بوك بأن الديون لا تتجاوز أربعة مليارات، كما كذب ما قاله حسبان بخصوص منحة كأس العالم للأندية . تضارب الأرقام، ما بين الرئيس الحالي والسابق، يجعلها غامضة في غياب تقرير مالي محايد يفصل في حقيقة الدين أو العجز. وإذا كان الرئيس السابق يعتمد في تصريحاته على التقرير المالي الذي « صودق « عليه في الجمع العام الذي تم فيه انتخاب الرئيس الحالي وعلى كشف بنكي، فإن خرجة سعيد حسبان الأخيرة في الندوة الصحفية تبقى غير مفهومة، مع الإشارة إلى أننا لا نملك أن نكذّب أو نصدق ما قاله، خاصة في غياب شروحات بالأرقام حول الدين الحقيقي الموجود في ذمة الفريق، لأن الحديث عن مبلغ 23 مليار في حاجة إلى تفاصيل دقيقة، تخص ما خلّفه المكتب السابق، والمحدّد في أقل من الرقم المذكور في الندوة الصحفية حسب تصريح سابق لحسبان، وأيضا الزيادة التي طرأت خلال الموسم الذي أشرف فيه حسبان على تسيير الفريق. فما تمّ التصريح به في ندوة الأربعاء الأخير لا يعدو أن يكون رقما فضفاضا دون تفاصيل، خاصة وأن ما تم تسريبه حول ما قامت به سابقا لجنة افتحاص تابعة للجامعة حول مالية الأندية، قد أشار إلى أن ديون الرجاء تقدر بحوالي 11 مليار سنتيم، وأن ديون الرجاء تفوق مداخيله لسنتين كاملتين، على اعتبار أن مداخيل الفريق في موسم واحد تصل ما بين أربعة وخمس مليارات سنتيم. قد يكون حسبان قد اعتمد في تحديد الرقم المذكور، على ديون قد تكون «غير مدلى بها» في التقرير المالي للرئيس السابق. التصريحات المتباينة جاءت على بعد أيام من انعقاد الجمع العام للرجاء، وهو معطى لن ييسر أشغاله مع التوتر الحاصل بين الرئيس الحالي ومجموعة من المنخرطين المطالبين برحيله، وهو الذي يصر على إكمال مدة انتخابه كرئيس للفريق، علما أن استعداده للتخلي عن الرئاسة الذي عبر عنه خلال الندوة الصحفية الأخيرة، كان مشروطا بوجود بديل قادر على تسديد ديون الفريق، وهو أمر يظل مستعصيا في غياب مرشح قادر على ضخ الملايير في صندوق الرجاء. لا أحد اليوم يعرف إلى أين تسير سفينة الرجاء ولا إلى أين ستتوقف، ولم يعد المتتبع قادر على التمييز بين من الأصلح للفريق في هذه المرحلة الحرجة من تاريخه، كما أن لا أحد اليوم يمكنه الوقوف على حقيقة الصراع، إن كان مقتصرا فقط على الظاهرين في الصورة، أم أن هناك رجال ظل يحسنون استعمال « التيليكوموند «، فما يتم تداوله اليوم بين أبناء الفريق، لا يتجاوز حربا تطغى عليها الشخصنة والعناد في غياب صوت العقل القادر على تجاوز الأشخاص والنظر إلى المؤسسة ومصلحتها، وهو ما سيتحول الجمع العام القادم إلى مزيد من التطاحنات التي لن تعمل سوى على توسيع الهوة بين الأطراف المتنازعة. فالمطلوب أن يكون الجمع العام مسبوقا بتوافقات وتنازلات من جميع الأطراف تيسّر أشغاله رغم الاختلافات، لأن الخوف هو أن يتحول الرجاء/الهرم، إلى شيء آخر مع ما نسمعه يوميا من مشاكل وتصرفات واتهامات لن تساعد إطلاقا على تجاوز الأزمة.