وجوه علمية تربوية وإدارية سياسية ونقابية, مسؤولون كبار حلوا جميعهم ظهر يوم الثلاثاء 25 ابريل بمقر ثانوية الخوارزمي بتراب المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية -الفداء مرس السلطان ,لإحياء الذكرى المئوية لتأسيس هذه الثانوية. منهم من كان احد تلامذتها أو احد أطرها التربوية أو الإدارية . لقد مرت مائة سنة على وجود هذه المعلمة التعليمية التربوية الاقتصادية والصناعية التي تأسست سنة 1917 أي بعد عقد الحماية الفرنسية بخمس سنوات بأحد الفنادق قرب ضريح سيدي بليوط ,وفي سنة 1924 انتقلت الى مقرها الجديد بتراب عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان, فخصصت لها مساحة تبلغ 8 هكتارات ,ثلاثة منها كانت ملاعب رياضية توجد فوقها ألان الثانوية التأهيلية بئر انزران. حملت هذه المعلمة التاريخية اسم الخوارزمي سنة 1963 حيث كانت تسمى في البداية المدرسة الصناعية والتجارية بالدارالبيضاء LIN DU5 ما ميز هذا الحدث الذي ترأسه والي جهة الدارالبيضاء – سطات وعامل عمالة مقاطعة الفداء مرس السلطان والمدير الجهوي للأكاديمية الجهوية لجهة الدارالبيضاءسطات والمدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالفداء مرس السلطان ,هو حضور عشرات التلاميذ والتلميذات الفرنسيين والفرنسيات القادمين من فرنسا لتخليد هذه الذكرى المئوية بلغوا من الكبر عتيا ,لكن ذاكرتهم مازالت تحتفظ بكل جزئيات فترة تواجدهم بهذه البناية حين كانوا ضمن تلاميذتها. اسماء مغربية وفرنسية مرت من هذه الثانوية تقلدوا مناصب سامية داخل وخارج الوطن. جمعية قدماء تلاميذ وتلميذات ثانوية الخوارزمي كان لوجودها وزن في هذا الحدث التاريخي, فقد استطاعت ربط الحاضر بالماضي بعد ان تمكن رئيسها من عقد مجموعة من لقاءات وتجمعات استطاع من خلالها ربط الماضي بالحاضر, واستحضر العديد من الذكريات بأماكن معينة من مرافق هذه الثانوية سرعان ما يتدخل احد الفرنسيين من التلاميذ القدامى ,فتتعالى صيحات الفخر ممزوجة بالضحك والابتسامة لسرعة التذكر لأهمية الحدث أو الواقعة. بالقاعة الكبرى للثانوية,اجتمع الماضي بالحاضر, فغصت الصفوف الأمامية بالتلاميذ السابقين والعديد من الأطر التربوية السابقة ومجموعة من المديرين السابقين من ضمنهم فرنسيون ,فيما الصفوف الباقية امتلأت عن آخرها بالاطر التربوية والادارية ورؤساء المصالح بالأكاديمية الجهوية لجهة الدارالبيضاءسطات ورؤساء المصالح بالمديرية الاقليمية الفداء مرس السلطان,ثم تلميذات وتلاميذ هذه الثانوية الذين يمثلون الجيل الحالي . في كلمته الترحيبية اشار المدير الاقليمي لوزارة التربية الوطنية بعمالة الفداء مرس السلطان ان ثانوية الخوارزمي,شكلت منذ تأسيسها زمن الحماية الفرنسية رمزا للتمييز وقبلة للباحثين عن تكوين جاد يضمن لهم ولوج المدارس العليا بكل آفاقها .وعلى امتداد تاريخها قامت المؤسسة بالمساهمة في تكوين الاف الاطر من المغاربة والاجانب المقيمين بالمغرب والذين ساهموا في تشغيل مشاريع البنيات التحية التي افتتحتها ادارة الحماية الفرنسية وكذا بناء مغرب ما بعد الاستقلال من خلال تحمل المسؤولية داخل ادارات الدولة والشركات بالقطاع الخاص, أو تطوير مبادراتهم الفردية .وفي تعريفه كما تتضمنه ثانوية الخوارزمي حاليا, أكد المدير الاقليمي ان الثانوية ما زالت الى اليوم تقوم بدورها كاملا بوصفها ثانوية تقنية, كما عرفت على مر تاريخها ,حيث تستقبل شعب التعليم التقني STE .STM إضافة إلى شعب العلوم الرياضية من التعليم العالي كما تتوفر على مراكز تحضير شهادة التقني العالي بعد الباكالوريا وهو أول مركز يتم افتتاحه بالمغرب والأكبر من حيث الشعب وعددها9 ,اغلبها موجه للقطاع الصناعي ضمن قطبي الهندسة الكهربائية والهندسة الميكانيكية وأيضا من حيث عدد الطلبة . كما تم إحداث الباكولوريا المهنية بالثانوية ضمن القطب الصناعي «مسلك الهندسة الميكانيكية والهندسة الكهربائية « بالتعاون مع مركز التكوين المهني وإنعاش الشغل, ويدخل ذلك في إطار إستراتيجية الوزارة الرامية لتشجيع التوجه إلى المسارات المهنية, مسجلا اعتزازه بتسجيل ثانوية الخوارزمي ضمن تراث مدينة الدارالبيضاء, مذكرا في الآن نفسه ان هذه الثانوية أصبحت ملكا للجميع. موجها الدعوة للجميع للمساهمة في الحفاظ على هذا الإرث التاريخي عمرانا وذاكرة. الحفل عرف أيضا فقرات فنية عبارة عن مساهمات غنائية لتلميذات الخوارزمي بالفرنسية على شرف التلميذات الفرنسيين السابقين الذي وقفوا متأثرين لحفاوة هذا الاستقبال والتعبير النبيل ,كما رحب رئيس جمعية التلاميذ القدامى للخوارزمي بالحاضرين ورفاقه التلاميذ الفرنسيين وبالمديرين السابقين والاطر التربوية, مشيرا إلى انه بهذه الثانوية درس أستاذ فرنسي كان تلميذ «انشطاين» مما يعظم من جلال هذه المعلمة المغربية التاريخية . وقد تم تكريم مجموعة من المديرين والتربويين الذين مروا من هذه الثانوية وشكلوا أحد رموزها ,وبالتالي هم جزء من تاريخها الذي يخلد اليوم مائة سنة.