قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس بمكناس ، هو مرتع لمعاناة وإهانة المواطن المكناسي وابتزازه !! يؤكد هذا ما تعرضت له أم وطفلها (نتوفر على هويتهما ) بهذا القسم يوم الثلاثاء 8 يوليوز 2014 ، عندما توجهت الى قسم المستعجلات ، حوالي الساعة السادسة مساء ، تحمل ابنها ذا الثلاث سنوات ، والدم ينزف من رأسه ، إثر سقوطه على حافة طاولة خشبية .. وبعد معاينة الطبيب المداوم لحالة الطفل ، وجه الأم الى قسم الأشعة لإجراء بعض الفحوصات ، وفي هذا القسم خير الممرض المشرف الأم بين أن تسلمه "ثمن" الفحص مباشرة ، أو أن تؤدي ذلك في الصندوق !! فاختارت الأداء في الصندوق ، لكنها لما لم تجد أحدا تؤدي له واجبات الفحص ، اضطرت للرجوع الى الممرض المداوم ، الذي ما إن رآها ، حتى بادرها بالقول : ياك قلتها لك !! أجرت الأم الفحص لابنها بمبلغ سبعين درهما ، سلمتها مباشرة للممرض ، يدا بيد !! وهي تسابق الزمن ، من أجل أن تصل الى مرحلة ( تخييط ) الجرح الذي ينزف دما في رأس ابنها .. لكن ممرضا آخر مكلفا بالعلاجات الأولية ، رفض تخييط الجرح .. لأن المستشفى المختص بالأطفال في مثل هذا السن حسب قوله هو مستشفى القبيبات .. وعلى وجه السرعة استقلت الأم وابنها سيارة أجرة صغيرة الى المستشفى المذكور .. وكلها أمل في أن تنقذ الرضيع .. لكن خيبة أملها كانت كبيرة لما لم تجد أحدا تكلمه، لتعود أدراجها الى قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس تتوسل للممرض ، أن يخيط جرح ابنها !! لكن مبررات الرفض هذه المرة كانت هي انعدام الدواء والوسائل من خيط ضمادات وغيرها .. ولما أبدت الأم على الرغم من فقرها استعدادها لاقتناء هذه الأدوية ، " رق " الممرض لحالها فأحضر لها كل متطلبات رتق الجرح ؟؟ وما يستتبع ذلك من أدوية و"بثمن مزيان" غير 200 درهم ؟؟ !! هذه حكاية من صميم الواقع اليومي لقسم المستعجلات بمكناس، وهي تتكرر كل يوم مع اختلاف السياقات والشخصيات !!فهل انعدمت المروءة الى هذا الحد ؟