يعتبر الرأي العام المحلي وكذا المهتمون بالشأن المحلي خصوصا، أن الإهمال الذي طال عددا من البنايات الثقافية خلال الولايات الثلاث الاخيرة، هو مبيت ومقصود وأن اصحاب هذا الاختيار الخاطئ طبعا ، يعتقدون بأن هذه المنجزات بما أنها ليست من صنعهم ولا من تفكيرهم وبالتالي، فلا شأن لهم بها، بما أنها محسوبة للاتحاديين (مسرح السي عبد الرحيم بوعبيد، دار الثقافة سيدي محمد بلعربي العلوي، المركب الرياضي والترفيهي المصباحيات، حديقة المصباحيات...) كمنتخبين تحملوا مسؤولية تدبيرالشأن المحلي خلال فترات معينة (1981 -1997) استطاعوا بكفاءاتهم وحسهم الوطني وتعاليهم عن المصلحة الضيقة ، أن يكون همهم هو إعادة الاعتبار للمجال الثقافي للمدينة من خلال بناء وتشييد وتنظيم ملتقيات وطنية ومحلية (على سبيل المثال : الملتقيات الوطنية للأيام المسرحية للهواة في سنتي 1993 و1994 والمهرجان الوطني الأول للأغنية المغربية في سنة 1988... . في هذه الورقة الثانية (في مراسلة أولى كان موضوعها يتعلق بحديقة المصباحيات نشرت بالجريدة في عدد يوم الجمعة 23 ماي2014) معلمة أخرى عرفت إهمالا خلال التجارب الجماعية الثلاث الأخيرة، وهي الآن في الطريق إلى الخراب. بشارع الرياض وعلى مساحة تقدر ب 000. 60م2 تم تخصيص ما يقارب 27.900 م2 لإنجاز مشروع ترفيهي ضخم تم الإعلان عن اسمه» المركب الرياضي والترفيهي المصباحيات «والمصادقة على الغلاف المالي المخصص له في إحدى دورات المجلس البلدي للمدينة ، منها 12.700 م2 لمناطق خضراء و6.300 م2 ممرات الراجلين، وما تبقى منها خصص لإنجاز مستودع ملعب كرة القدم ومطعم وقاعة الاجتماعات و4 ورشات وقاعتين للتوثيق وللتربية البدنية وجناحين لغرف النوم مخصصة لمبيت 600 فرد ذكورا وإناثا، ومسرح في الهواء الطلق ومسبح ومستودعين للرجال والنساء وملاعب للرياضة ومرافق رياضية أخرى وبنايات إدارية و منزلين للمدير والحارس. ولأجل هذا المشروع فقد تم تخصيص اعتماد يقدرب500. 000. 61 ده موزعة على شطرين الأول بمبلغ يقدر ب 00 ،40 000 000 ده لبناء28 مرفقا والشطر الثاني خصص له مبلغ 00، 21 500 000 ده. (من 1994إلى 2001) تم صرف 00 ،27.594.327ده من أصل 00،31.412.216، ووصلت نسبة الأشغال فيه 88 % .. وتعاقب على تسيير مجلس مدينة المحمدية منتخبون ينتمون إلى ثلاث تجارب: الإستقلال، التجمع الوطني للاحرار و حاليا الاصالة والمعاصرة، دون إعطاء أية أهمية للمشروع ودون أدنى اعتبار لما تم إنفاقه من مال ساكنة المحمدية . صرح رئيس المجلس الحالي ذات مرة عبر إحدى القنوات التلفزية في كلمة المتأكد المسؤول فعلا عن تدبير شأن مرافق ومنشآت وكل الملك العمومي بتراب مدينة المحمدية وليس فقط عن بناياته ومرافقه وممتلكاته كمقاول، صرح مطمئنا ساكنة المحمدية بأن المنشآت الثقافية التي لا أثر لها في أجندات المسؤولين المتعاقبين لن تظل كذلك وأن المركب الرياضي الترفيهي على وجه الخصوص سيعرف الانطلاقة خلال سنة 2010 وهو ما لم يتم. وخلال الزيارة الملكية في 2011 وضمن مجموعة المشاريع التي تم التوقيع عليها تم تخصيص غلاف مالي قدره 00 800000 ده للمركب الرياضي الترفيهي المصباحيات، لكن اللا رغبة في استكمال المشروع جعلت أصحاب القرارباعتبار الأغلبية ليس إلا تحاول جاهدة تحويل المبلغ المرصود إلى ما يسمى بمدرسة الأشبال لكرة القدم . وهكذا أفلح المشوشون في تعليق استكمال المشروع وتجميد المبلغ . التشويش وإيهام المواطنين بأن مصلحتهم فوق كل اعتبار، زعمهم تحويل مسرح السي عبد الرحيم بوعبيد إلى مستشفى يضاهي مستشفى ابن رشد لتخفيف العبء عن الفقراء (كذا). وتجلى ايضا في اتخاد قرارات جائرة تنم عن مستوى سياسوي ضيق وقد بدأ هذا مباشرة بعد إجهاض التجربة الاتحادية النموذجية حيت تم حشد الأغلبية بمختلف تلاوينها من أجل التصويت على قرار تفويت المركب الرياضي الترفيهي المصباحيات إلى دار الطالبة وتوقيع اتفاقية في هذا الشأن مع جامعة الحسن الثاني. ثم جاءت «الفكرة الجهنمية الأخيرة» في العهد الحالي التي تدعو إلى عقد اتفاقية شراكة مع وزارة الشباب والرياضة، حيث تتكفل هذه الأخيرة بتدبيره وهو ما تمت المصادقة عليه في إحدى الدورات. عبث وسوء نية ونظرة ضيقة واعتبارات غير مسؤولة وغير مفهومة ومصالح شخصية... المعالم الثقافية المنجزة هي من مال الضرائب المستخلصة من جيوب ساكنة المحمدية ..هي مجمل الخلاصات التي تتردد في أية مناسبة حينما يكون الحديث عن هذه المنشآت الثقافية والرياضية خصوصا من الغيورين على الشأن المحلي محملين المسؤولية للسلطة الوصية حول هذا الصمت غير المبرر منذ ما يقارب 18 سنة، باعتبار أن المسألة تتعلق بمعالم ثقافية عمومية.