زوال السبت الماضي (7 يونيو 2014)، احتضن فضاء مؤسسة عبد الواحد القادري الرائع بالجديدة حفل تقديم وتوقيع المصنف الجماعي "ولدت غدا: تحية لعبد الكبير الخطيبي" الصادر عن مطبعة "سليكي إخوان"، الحفل الذي نظمته المؤسسة المذكورة وجمعية "ربيع الإبداع"، وشارك في أشغاله، برفقتي، كل من الشاعر مراد الخطيبي، منسق الكتاب وكاتب مقدمته، والقاص المتميز شكيب عبد الحميد. وجوه وازنة في المشهد الثقافي والفني والجمعوي بدكالة وعاصمتها حضرت اللقاء وساهمت في إغنائه بتدخلات عميقة تناولت الفكر المتعدد للمفكر المغربي الكبير، كما ألقت الضوء على جوانب من علاقاته بمسقط رأسه وأسرته، وزاد اللقاء بهاء حضور بعض أفراد عائلة الخطيبي، تتقدمهم أخته. في بداية مداخلتي في اللقاء الاحتفالي قمت بالتذكير بما ختمت به القراءة التي أنجزتها للملحق الثقافي حول الكتاب :"ولدت غدا" كتاب يستحق الاحتفاء لأنه يحتفي بأناقة بأحد أعمدة الثقافة والفكر المغربيين، فهل تكون الجديدة، مسقط رأس عبد الكبير الخطيبي والمدينة التي كان يكرر أن الذاكرة تربطه بها، هل تكون المحطة الأولى في الاحتفاء بهذا الجهد الجماعي الذي سهر عليه بحب وعشق لا يخلوان من عناء الصديق الشاعر مراد الخطيبي؟ وبعد تسجيل تحقق هذا الأمل عن طريق جمعية ربيع الإبداع ومؤسسة عبد الواحد القادري مهندس التظاهرات لثافية الجميل خالد السفيني، والتذكير ببعض سمات الخطيبي وكتاباته، دعوت الحاضرين، وعلى رأسهم أفراد عائلة الراحل الكبير، إلى التفكير في إنشاء هيئة جمعوية تعنى بجمع منجزه الفكري ليكون في متناول الباحثين وعموم القراء، وتنظم لقاءات وندوات وأيام دراسية حوله، خاصة والخطيبي لم يقرأ بما فيه الكفاية بلغته الأم. الصديق الشاعر والمترجم مراد الخطيبي، الذي هو ابن أخ المفكر الراحل، عقب على دعوتي هذه موضحا أن لجنة تحضيرية قد بدأت الاشتغال بالفعل لتأسيس "جمعية أصدقاء الخطيبي"، وأنه شرع من جهته في الاتصالات بالعديد من الباحثين والكتاب المغاربة والأجانب قصد إنجاز كتاب آخر حول الراحل يتناول جوانب من عطائه أهملها الكتاب الأول. الحاضرون صفقوا جميعهم للفكرتين، معلنين انخراطهم في أفق تحقيقهما. غدا تولد إذن "جمعية أصدقاء الخطيبي"، وهي تحتاج إلى احتضان الجميع لها، وإلى الدعم من قبل المؤسسات الرسمية والمدنية محليا ووطنيا، تأسيسا لثقافة الاعتراف وحفاظا على استمرار الحضور المائز لإحدى العلامات المشعة في الفكر المغربي والعالمي.