لم تؤثر الأحداث السياسية التي عاشتها أوروبا في مطلع تسعينيات القرن الماضي على خارطتها السياسية فحسب، بل إن ذلك التغيير امتد ليصل مستقبل كرة القدم في القارة العجوز. ففي طريقها لمونديال 1990 بإيطاليا، لم تتوقع يوغوسلافيا أن تهب رياح التغيير على هذا البلد، وأن المشاركة بتلك الكأس ستصبح تاريخية لفريق سيختفي بين صفحات التاريخ. وأسهمت الأحداث السياسية والعسكرية التي شهدتها منطقة البلقان بتحويل يوغوسلافيا إلى مجرد ذكرى ترتبط ب7 دول، ويتحول أصدقاء الأمس، لخصوم اليوم. ففي مونديال 1998، شارك جزء من بقايا الجمهورية الاشتراكية السابقة، وحتى وإن بقي الاسم، إلا أنها كانت مكونة من جمهوريتي صربيا والجبل الأسود فقط، وخرجت كرواتيا للعلن في مشاركتها الأولى بعد الاستقلال الرسمي، وفي الأدوار الاقصائية خرجت يوغوسلافيا، فيما واصل دافور سوكر ورفاقه الطريق حتى نصف النهائي قبل الخسارة ضد فرنسا، البطل لاحقاً، وتحصل كرواتيا على المركز الثالث بفضل فوز على هولندا. وفي مونديال 2002، شهد العالم مشاركة جمهورية جديدة من البلقان، هذه المرة سلوفينيا، التي بحثت عن طريق النجاح الذي سار عليه رفاق الأمس كرواتيا لكنها لم تجده، فكان الخروج بثلاث خسائر أمام إسبانيا والباراغواي وجنوب إفريقيا، ليعود منتخب سلوفينيا إلى بلاده باكرا. وفي مونديال ألمانيا 2006 ظهر فريق صربيا والجبل الأسود، وهو الاسم الجديد ليوغوسلافيا، بعد أن كونت الجمهوريتان اتحادا بينهما انتهى بخروج المنتخب الممثل لهما من الدور الأول، وفي البطولة التالية وبعد استفتاء قاد إلى انفصال الجبل الأسود عن اتحاده مع صربيا.. تواجدت صربيا للمرة الأولى بوضعها السياسي الجديد، ونتيجة مشاركتها كانت سوداء رغم عدم ارتباطها بالجبل الأسود، وعادت مبكرة إلى العاصمة بلغراد بعد أن حل الفريق رابعا في مجموعته. دولة أخرى من دول جمهورية يوغسلافيا السابقة شقت طريقها نحو مونديال البرازيل، وهي البوسنة والهرسك، الوافد الجديد الذي يشارك في المونديال، على أمل أن لا تنتهي مغامرته عند الوصول إلى الشواطئ البرازيلية.