الحديث عن الوضع الصحي بالمدينة أضحى يسائل الجميع كل من مسؤوليته ، فمثلا المجلس الجماعي بمدينة القصر الكبير ماذا قدم في هذا الموضوع ؟ كذلك الأمر بالنسبة للمسؤولين الإقليميين عن الصحة ، وكذلك وزارة الصحة نفسها، والتي في حقيقة الأمر أنها لم تقدم أي بديل عن مستوصف يرجع تاريخه إلى الاستعمار الاسباني، وكأن هذه المدينة التي يضرب عمق تاريخها المغرب باعتبارها أقدم حاضرة، أن يكون قدرها المحتوم بهذا الشكل . إن ما آلت إليه الأوضاع في هذا المرفق الحيوي بات يطرح تساؤلات عميقة ، ويستدعي من الجميع أن ينظر كل طرف من زاوية الرهان عليه ، وهو رهان استراتيجي حقيقي يلمس الجميع عمق الاختلالات وعلى جميع المستويات ، سواء تعلق الأمر من جانب الخدمات المقدمة للمواطنين والتي لا ترقى إلى المستوى المطلوب ، أوغيره ، فمنذ الوهلة الأولى التي تطأ فيها قدماك باب المستوصف يتبين لك عمق الاختلال ، بدءا من قسم المستعجلات ، والذي من المفروض أن يقدم الخدمات الاستعجالية والمستعجلة للمواطنين، بات هو الأخر متباطئا في خدماته ، لأن بعض الساهرين على تقديم هذه الخدمات لايعنيهم أمر السهر على صحة المواطنين بقدر ما أصبح يعنيهم أمر آخرلا يعلمه الا الله ... كذلك عندما نتحدث عن قسم المستعجلات يجرنا الحديث أيضا عن قسم الولادة ، فما خفي فيه أعظم ويستدعي وقفة تأمل حقيقية من أجل استجلاء عمق الاختلال ، وفظاعة المحسوبية والزبونية ... وأمر آخرلا يعلمه إلا الله .... إن هذه الوضعية بعمق الاختلالات الظاهرة فيها للعيان ، وبوضعية المستوصف المدني بالمدينة، تسائل المسؤولين الإقليميين عن الصحة، وماذا قدموا من أجل إيقاف زحف هذه التمظهرات ، كذلك المجلس الجماعي باعتباره مسؤولا في المدينة ، ماذا قدم في هذا الموضوع ، من حيث الدفاع عن مصالح المواطنين في كل الواجهات ، وباعتباره كذلك مسؤولا ماذا قدم من بدائل على مستوى الدفاع عن بناء مستشفى يكون في حجم المدينة التاريخية والتي يجاوز عدد سكانها 150.000 نسمة ؟! ان الأمر أضحى يتطلب الإرادة من أجل النظر إلى المصلحة الآنية للمواطنين أم أن الأمر هو الترجمة البراغماتية في اقتناص الأصوات فقط ، وإذا كان الأمر كذلك وبدون النظر إلى عمق الأشياء، فإنه لن يكتب له النجاح على الإطلاق ... كذلك الأمر بشأن الخصاص المهول في الموارد البشرية ، واللوجستيكية ، لأنها الأساس في تلبية الحاجيات الأساسية من منظور يجيب عن الطلبات الملحة للمواطنين أولا وأخيرا ...