الأطفال تلاميذ اليوم, أصبح يطلق عليهم الجيل الرقمي. بسبب ارتباطهم الشديد بأحداث تيكنولوجيا العصر، لا سيما الانترنيت والموبايل: فقد اصبح الأطفال أكثر قدرة على استخدام الكومبيوتر والتليفونات الخلوية حتى قبل تعلمهم استخدام أدوات المائدة. ... يستخدم غالبية الاطفال الانترنيت بصورة منتظمة وفضلا عن استخدام أجهزة المحمول للاستمتاع بالالعاب الإلكترونية والخدمات اللاسلكية التي توفرها شركات الاتصال. ومن البديهي ان يكون ابناؤنا فاعلين مهمين في هذه الثورة الرقمية التي تهز العالم. فهم يشاركون في تطور وتبلور البيئة المعلوماتية التي ينخرطون فيها منذ نعومة اظافرهم و في مرحلة مكبرة جدا, ما من شأنه ان يثير اعجابنا. فقدراتهم على فهم هذه الوسائل والمعدات الرقمية الجديدة والتحكم فيها وتطوير الخبرة قد تفوق خبرة ابائهم. وقد أكدت بعض الابحاث ان الاطفال يتصلون بالانترنيت بأعمار اصغر وأصغر. بل هناك حقيقة ان الجزء الاكثر نموا من مستخدمي الانترنيت هم اطفال لا يذهبون الى المدرسة بعد. كما يستخدم العديد من الاطفال الانترنيت في المدارس بعمر الست سنوات. لذلك من المرجح ان يرغبوا في الاتصال بالانترنيت في المنزل خلال هذا العمر ايضا. فالانترنيت اداة رائعة للشباب. و خاصة لهؤلاء الذين يعانون من صعوبات في التفاعل مع نظرائهم. فالاطفال الاذكياء في مجال الكمبيوتر يمكن ان يلمعوا على الانترنيت لأن المظهر والامكانيات الرياضية غير هامة, وهذا يساعد على زيادة اعتزازهم بانفسهم. ومن هنا نجد ان الطفل التلميذ يفضل الكمبيوتر والانترنيت. فعبر الابحار فيهما يشعر بأنه يتحكم في اختيار المواقع والمعلومات, كما تعد الالعاب الالكترونية وسيلة تربوية تنافس الوسائل كلها. وتؤثر على النمو الذهني والاجتماعي والحركي الذي يؤثر على التحصيل الدراسي للطفل. ولكن لكل وسيلة ما يحدد تأثيرها السلبي والايجابي. وهو مضمونها. فهناك جانبين سلبيين للالعاب الالكترونية. الأول يتمثل في العنف والثاني هو الموقف المتميز من بعض الشعوب. ولا ننسى ان تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات تعمل على تغيير الطريقة التي يتفاعل الاطفال مع نظرائهم والطريقة التي ينفذون بها الى المعلومات ويعبرون عن ارائهم. ونشر تبادل المحتويات الخلاقة. كما يحظى الطابع التفاعلي المرتفع للكثير من الخدمات المتصلة بالانترنيت بولع الاطفال والنشء .وعموما تعتبر الانترنيت بالنسبة للاطفال التلاميذ شيئآ يشعرون بالامان تجاهه. وشيئا يحبونه. شيئا مثيرا للاهتمام وممتعا و ويساعد على الاسترخاء ومفيد او سهل الاستخدام ويبدون من خلال العديد من التجارب والابحاث ان النشاط المفضل على الانترنيت هو البحث عن المعلومات المتصلة بالهوايات والاهتمامات الشخصية واداء الالعاب والقيام بابحاث من أجل الواجبات المدرسية. مجازفات الانترنيت لا أحد ينكر فضل الانترنيت والأفاق الواسعة التي وفرها لجميع الافراد من كبار وصغار. فقد قدمت فوائد عديدة لا تحصى في شتى المجالات المعرفية والتجارية. فهذه الثورة التقنية ايضا جلبت معها العديد من المجازفات على الصعيد التقني والتفاعلي. صحيح ان خدمة الانترنيت تقدم موارد فرصا هائلة للتعلم. ولكنها تحتوي ايضا على كمية كبيرة من المعلومات التي قد لا تكون مفيدة ولا موتوق فيها. وبما انه يمكن لاي شخص ان يضع تعليقات او معلومات على الانترنيت, فعلى المستخدمين تطوير مهاراتهم للتفكير بسرعة. والحكم على دقة المعلومات الموجودة على الانترنيت. وبشكل خاص الاطفال التلاميذ الذين يميلون الى الاعتقاد بأنه اذا كان على الانترنيت فلا بد وان يكون صحيحا. فكما هو معلوم ان للموارد المطبوعة عادة حراس مثل المحررين والمدققين والنحويين والاملائيين والمدققين في صحة الحقائق. وذلك للتخلص من الاخطاء والاكاذيب والمعلومات غير الدقيقة. ولكن الانترنيت في العديد من الحالات ليس لها وحراس للتحقق من صحة كل ما ينشر فيها. سلامة الأطفال على الانترنيت اذا كان الانترنيت مكان رائع للترفيه فهو كغيره من الاماكن الكثيرة التي تشوبها بعض المناطق المشبوهة, التي لا يفضل الاباء ان تقع بين ايدي ابنائهم , ورغم تعاون المجتمع عبر العالم بشكل ايجابي من أجل حماية الاطفال والتلاميذ. فما من قيود اجتماعية ومادية لتصفح الانترنيت. ويعتبر المحتوى غير المرغوب فيه. او غير المطلوب والذي يعمل على توجيه الاطفال الى المواد التي تشتمل على عري او مشاهد جنسية مصورة أو جنسية صريحة. محتوى غير لائق. حيث يعاني الكثير من مرتادي شبكة الانترنيت من المحتوى غير اللائق على بعض المواقع بسبب احتوائها مواد خارجة عن القيم والاخلاقيات الاجتماعية. ان مشاهدة الاطفال التلاميذ للمواد الاباحية قد تجعلهم فريسة للعنف الجنسي ,حيث اثبتت الدراسات ان الانترنيت اداة على درجة عالية من النفع لهؤلاء المولعين بالأطفال وذئاب الجنس، فهذه الفئة من الناس هي التي تقوم بتوزيع المواد الإباحية التي تعرض الأطفال للجنسو تدخل في محادثات جنسية صريحة مع الاطفال. وكلما زاد تعامل هؤلاء مع المواد الإباحية ارتفعت مخاطر ممارستهم لما يشاهدونه، سواء أكانت هذه الممارسة في صورة اعتداء أم اغتصاب جنسي أم تحرش . فعادة ما يفرح الآباء عندما يتعامل أطفالهم مع وسائل التكنولوجيا الحديثة بكل سهولة وسلاسة, الأمر الذي يجعلهم يثقون بهم الى أقصى درجة. ويتركونهم يتعاملون مع الانترنت بكل حرية. ولكن هل يتساوى تصفح الأطفال لموسوعة علمية على سبيل المثال وتصفح مواقع إباحية....؟!!! فقد لا يمكن الانترنت من ارتكاب جرائم في شكل اعتداءات مباشرة على الأطفال /التلاميذ. إلا أنه يمكن إما من التحريض غير المباشر على ارتكاب هذه الجرائم, وذلك عبر التنظير لها باستعمال حجج شبه علمية مخرجة عن إطارها. هذه الجرائم التي قد تتحول في أذهان البعض إلى أفعال مشروعة، كما يمكن أن يحدث التحريض عبر عرض أو بيع صور أو أفلام خليعة تتعلق بالأطفال أو حتى المتاجرة بهؤلاء. كيف يمكن معرفة ما إذا كان الطفل مستهدفا؟ من المحتمل أن يكون كل طفل تلميذ هدفا لمحتال عبر الانترنت في الحالات التالية: معظم الأطفال أو المراهقين الذين يقعون ضحية المحتالين عبر الانترنت يمضون وقتا طويلا عبر الأنترنت. وخاصة في غرف المحادثة. وقد يقومون بإغلاق أبواب غرفهم ويعتمدون السرية فيما يتعلق بما يقومون به أثناء عملهم على الكمبيوتر. أيضا حين يتلقى التلميذ الطفل أو المراهق مكالمات هاتفية من أشخاص لا تعرفه أسرهم. أو يجرى مكالمات »خارجية في بعض الأحيان« بأرقام لا يمكن لأسرته التعرف عليها بعد تأسيس الاتصال بهذا الطفل أو المراهق عبر الانترنت. فقد يحاول بعض المحتالين بالاتصال للشروع في الكلام الجنسي عبر الهاتف، أو قد يحاولون الاعداد للقاء وجها لوجه في العالم الحقيقي. وإذا تردد الأطفال في اعطاء رقم هاتفهم المنزلي، فإن المتهمين بجرائم جنسية عبر الانترنت سيوفرون رقم هاتفهم، حتى أن البعض منهم لديهم رقم مجاني. لذا يمكن للضحايا المحتملين الاتصال دون معرفة الأسرة بالأمر، ومن الممكن أن يطلب البعض الآخر من الأطفال الاتصال مع تحملهم مسؤولية دفع رسوم الاتصال. وهكذا وبواسطة معرفة الطالب أو شاشة الطلب يستطيع المحتالون بسهولة تحديد رقم هاتف ذلك الطفل. ومن مبدأ السلامة يجب أن لا يسمح لأي طفل بمقابلة شخص غريب تعرف عليه عبر الانترنت دون مراقبة الأسرة. إن إرسال الرسائل، والهدايا والطرود والصور الي الضحايا المحتملة هو أمر شائع بالنسبة الى مخالفي القوانين حتي أن المتهمين بجرائم جنسية عبر الانترنت يعمدون الى ارسال تذاكر سفر لاغراء الطفل أو المراهق على مقابلتهم شخصيا. - ايضا حين يبتعد الطفل التلميذ أو المراهق عن العائلة والأصدقاء أويوقف تشغيل شاشة الكمبيوتر بسرعة أو يغير الشاشة إذا ما دخل شخص بالغ إلى الغرفة، يعمل المحتالون عبر انترنيت على دق اسفين بين الاطفال وعائلاتهم. وفي أغلب الأحيان تضخيم المشاكل البسيطة التي تحدث في المنزل. فالأطفال الذين يتعرضون للخداع الجنسي يميلون الى الانطواء والاكتئاب, حتى الأطفال الذين أصبح من الصعب عليهم دخول الانترنت في المنزل فقد يلتقون بمخالف للقوانين أثناء اتصالهم بالانترنت في منزل صديق أو مكان عام آخر, »مقهى الانترنت« حتى المكتبة، ويقوم المحتالون أحيانا بتزويد الضحايا من الأطفال التلاميذ أو المراهقين بحساب كمبيوتر يتيح لهم التواصل عبره. فما الذي يمكن القيام به إذا كان طفل الأسرة مستهدفا؟ إذا تلقى الطفل صورا جنسية فاضحة من مراسل عبر الانترنت أو إذا تعرض لاغراء جنسي عبر البريد الإلكتروني أو عبر المراسلات الفورية، أو طريقة أخرى عبر الانترنت. فلابد من الضروري أن تتصل الأسرة بالشرطة المحلية. بعد حفظ أي وثائق تشمل عناوين البريد الإلكتروني. وعناوين مواقع ويب، وسجلات التحادث لتمكين الشرطة من المشاركة فيها. ثم لابد من أن تدقق الأسرة في الكمبيوتر بحثا عن ملفات صور إباحية أو أي نوع من التواصل الجنسي. فهذه هي إشارات تحذير في أغلب الأحيان. هذا بالإضافة الى ضرورة مراقبة قدرات الطفل على الوصول الى كل الاتصالات الإلكترونية الحية. مثل غرف المحادثة. والمراسلات الفورية والبريد الإلكتروني. فالمحتالون عبر الانترنت يلتقون عادة بالضحايا المحتملة في غرف المحادثة أولا. ثم يتابعون التواصل معهم من خلال البريد الإلكتروني أو المراسلات الفورية. كيف يمكن مساعدة الطفل على استخدام مواقع ويب للتعارف الاجتماعي على الشبكة بأمان أكبر الكل أصبح يعلم على الأرجح أن تسجيل المدونات، أي الاحتفاظ «»بموقع سجل ويب« «عمومي أو يوميات شخصية على الانترنيت، أمر شائع بين المراهقين وحتى الأطفال والتلاميذ الأصغر سنا، حيث يستطيع الأطفال الآن إنشاء صفحات خاصة في نفس الموقع للتعارف الاجتماعي، وغالبا ما يمكن لأي شخص متصل بالانترنيت أن يعرض هذه الصفحات على ويب، مع هذه الخدمات الشائعة جدا بين المراهقين يمكن للأطفال تعبئة ملفات يمكن أن تحتوي على: صور - فيديو - معلومات شخصية مثل الأسماء الكاملة والمواقع وأرقام الهاتف المحمول. وغالبا ما توفر الخدمات التي تستضيف التعارف الاجتماعي طرقا عديدة ومختلفة للناس ليتصلوا بعضهم البعض، بما في ذلك تسجيل المدونات وميزات المراسلات الفورية. ويستخدم الاطفال مواقع التعارف الاجتماعي للاتصال بأطفال قد يعيشون في النصف الثاني من الكرة الأرضية وبآخرين يلتقون بهم كل يوم في قاعات المدرسة، كما يمكن أن توفر مواقع التعارف الاجتماعي طريقة تساعد الطفل والتلميذ على التعبير عن عواطفه أو حتى على التحقق الرسمي من خلفية الأطفال الآخرين الذين يلتقي بهم الطفل في الحفلات وفي المدرسة. مثلا بعد أن يلتقوا بالطفل الآخر شخصيا، يمكن للطفل زيادة موقع ذلك الطفل على ويب لمعرفة ما إذا كان شخص يرغب بأن يكون صديقه، لكن ولسوء الحظ، فإن المعلومات التي ينشرها الاطفال على صفحاتهم يمكن أن تجعلهم غير محصنين ضد المحتالين. طرق عديدة يمكن اتباعها لمساعدة الاطفال على استخدام مواقع التعارف الاجتماعي بأمان أكبر. من الأجدر أن يضع كل مسؤول على بيته وأسرته قوانين خاصة بالانترنيت، إذا بدأ أطفاله باستخدام الانترنيت لوحدهم، فمن الحكمة وضع قائمة بالقوانين التي يمكنهم الاتفاق عليها. ويجب أن تتضمن هذه القوانين ما إذا كان يمكن للأطفال استخدام مواقع التعارف الاجتماعي على ويب وكيفية استخدامهم لها. ويجب التأكد من أن الأطفال يتقيدون بالحد الموضوع على الأعمار في الموقع. إن العمر الموصى به للتسجيل في مواقع التعارف الاجتماعي هو عادة 13 وأكثر، إذا كان الأطفال لم يبلغوا العمر الموصى به لهذا الموقع، فلا يجب السماح لهم باستخدامها. لابد للأسرة أن تتعرف على هذا الموقع، وتقوم بتقييم الموقع الذي يخطط الطفل لاستخدامه، مع قراءة نهج الخصوصية ومدونة السلوك بعناية والتحقق أيضا مما إذا كان الموقع يراقب المحتويات التي ينشرها الناس على صحافتهم والقيام بمراجعة صفحة الطفل بشكل دوري. ويجب الحرص على ألا يستخدم الأطفال أسماءهم الكاملة وان يستخدموا أسماءهم الأولى أو ألقابهم فقط، بشرط ألا يجدب اللقب انتباه الأشخاص الخطأ وعدم السماح للأطفال أيضا بنشر الأسماء الكاملة لأصدقائهم، مع الانتباه لأي معلومة يمكن التعرف عليها في ملف تعريف هذا الطفل أو ذاك, مع ضرورة توخي الحذر عندما يكشف بعض الأطفال عن ذلك وعن غيرها من المعلومات التي يمكن استخدامها للتعرف عليهم مثل مكان العمل أو اسم البلدة حيث يسكنون خاصة إذا كانت بلدة صغيرة. إن التعامل مع الصور يجب أن يكون بذكاء كبير, يجب أن يشرح الجميع للأطفال بأنه يمكن للصور أن تفصح عن الكثير مما يتعلق بالمعلومات الشخصية، لهذا وجب تشجيع الأطفال على عدم نشر صورهم أو صور أصدقائهم التي تحتوي على تفاصيل يمكن التعرف عليها بوضوح مثل اشارات الشوارع أو لوحات السيارات أو اسم مدرستهم على قمصانهم. من هم صغار السن المعرضون لهذا الخطر؟ يشكل المراهقون صغار السن فئة العمر الأقل حصانة ويكونون عرضة لخطر كبير جراء تقرب المحتالين عبر الانترنيت منهم، فالمراهقون الصغار بصدد اكتشاف حياتهم الجنسية والابتعاد عن المراقبة الأبوية، والبحث عن علاقات جديدة خارج نطاق العائلة. وتحت ستار اخفاء الهوية سيكون على الأرجح أكثر عرضة للمخاطر عبر الانترنيت دون فهمهم للتورط المحتمل. وقد يكون الأشخاص صغار السن الأقل حصانة بالنسبة للمحتالين: أشخاص يعتبرون النشاط عبر الانترنيت أمرا جديدا بالنسبة لهم وهم غير مطلعين بشكل كاف على أصول التعامل مع الانترنيت : مستخدمو الكمبيوتر المغامرين - من النوع الذي يرغب في تجربة نشاطات جديدة ومثيرة في الحياة - من النوع الذي يبحث عن الاهتمام أو العطف - الثائر - المعزول أو الوحيد - الفضولي يعاني من الارباك بالنسبة إلى هويته الجنسية - يسهل خداعه من قبيل البالغين , تجذبه الثقافات الخاصة بعيدا عن عالم الأهل.