تشهد سوق أربعاء الغرب منذ مدة طويلة ظاهرة لافتة للنظر وخطيرة على مستعملي الطريق، راجلين وسائقين. يتعلق الأمر بتحويل بعض أصحاب الدراجات الرياضية الكبيرة الطريق الوطنية رقم واحد (الرابطة بين سوق الأربعاء وطنجة) إلى حلبة لاستعراض جنونهم في سياقة هذه الدراجات بسرعة مفرطة، مع القيام بحركات بهلوانية في طريق تعرف حركة مرورية دائمة لوسائل النقل والراجلين على السواء. هذا، وقد عاينت الاتحاد الاشتراكي على مستوى نفس الطريق، غير ما مرّة، أصحاب هذه الدراجات وهم يقلّون راكبا رفقتهم ويرفعون العجلة الأمامية بشكل ينذر بوقوع كارثة لو فقد السائق توازنه، وهو ما يهدّد الراجلين، وأيضا وسائل النقل التي تكون عادة خلفه، لاسيما وأنّ هذه الطريق تشهد مرور حافلات لنقل الركاب وشاحنات من الحجم الكبير. ولعلّ هذا ما حدث بالفعل في السنة الماضية، حيث أوجد القدرُ رجلَ تعليم في هدف صاحب دراجة رياضية كبيرة كان يسير بسرعة فائقة على نفس الطريق المذكورة، رافعا العجلة الأمامية، وبعد لحظات فقد تحكّمه في الدراجة لينحرف صوب الطوار الذي كان يقف عليه الضحيّة، ويدهسه بقوة مخلفا عدة كسور على مستوى رجليه. حادثة أخرى وقعت قبل أشهر قليلة، كان بطلها أيضا صاحب دراجة رياضية يسوق بسرعة مفرطة داخل المجال الحضري، حيث اصطدم بسيارة صغيرة على مستوى تقاطع شارعين، ولحسن حظ السائق المتهوّر لم تخلف الحادثة غير رضوض وكدمات على جسده، الغريب في الأمر والمؤسف أيضا أنّ هذا التهوّر والاستهتار يقع منذ مدّة، وفي كثير من الأحيان، على مرأى ومسمع عناصر من رجال الأمن الخاص بتنظيم المرور على نفس الطريق. من جهة أخرى، يتعمد أصحاب الدراجات المذكورة - وبشكل مستفز ومفزع- المرور من الشارع الذي تتموقع فيه ثانوية سيدي عيسى التأهيلية بسرعة جنونية ناشرين هلعا ملحوظا في صفوف التلميذات على الخصوص، علاوة على التحرش بهنّ طول اليوم، كما يؤثر ضجيج هذه الدراجات على العملية التعليمية والتعلمية داخل أقسام الثانوية المذكورة، لاسيما وأنّ أصحابها لايبارحون محيط المؤسسة جيئة وذهابا، كما أفادت لنا مصادر من داخل الثانوية. أماّ خلال الأشهر الساخنة الممتدة من ماي وحتى شتنبر، فإنّ طرقات المدينة، وفي قائمتها الطريق الوطنية رقم واحد، تتحوّل إلى حلبة للسباق والمنافسة بين أصحاب هذه الدراجات الرياضية الكبيرة، من المساء وحتى منتصف الليل، الأمر الذي يسبّب إزعاجا وضررا مستمريّن للساكنة كما صرحت للاتحاد الاشتراكي بعض المصادر. هذه الظاهرة التي باتت تؤرق بال سكّان سوق أربعاء الغرب، خصوصا آباء وأولياء التلاميذ ومستعملي الطريق، خلّفت استياءً وتذمّرا كبيرين في صفوفهم، وجعلتهم يحمّلون مسؤولية ما يحدث للأجهزة الأمنية بالمدينة، التي تسكت عن هذه الظاهرة الخطيرة المحدقة بسلامة وحياة المواطنين، كما عبّر للجريدة العديد منهم، بل إنّ البعض تساءل عن مدى قانونية اقتناء وامتلاك هذا النوع من الدراجات، ناهيك عن احترام شروط سياقتها، من استعمال للخوذة أو التحصّل على رخصة السياقة الخاص بها، أو على الأقلّ احترام السرعة المسموح بها داخل مجال حضري آهل بحركة السكان ووسائل النقل. السؤال الذي أمسى يقضّ مضاجع ساكنة سوق أربعاء الغرب في الوقت الراهن - كما تطارحته العديد من الفعاليات- هو: لماذا لم تتحركّ الأجهزة الأمنية بالمدينة لوقف هذا الاستهتار بحياة المواطنين وراحتهم، ورفع الضرر الذي يلحقهم، علما بأنّ أصحاب هذه الدراجات المعدودة معروفون، ويمارسون حماقاتهم وتهوّرهم في أحيان كثيرة أمام رجال الأمن أنفسهم؟ ولماذا تغضّ هذه الأجهزة المسؤولة الطرف عن هذه التجاوزات ؟ هل لأنّ أصحاب هذه الدراجات هم أبناء ذوي النفوذ والجاه بالمدينة (كما أضافت مصادرنا بحسرة) ؟