اختتام أشغال الدورة ال10 العادية للجنة الفنية المعنية بالعدالة والشؤون القانونية واعتماد تقريرها من قبل وزراء العدل في الاتحاد الإفريقي    من يحمي ادريس الراضي من محاكمته؟    شركات الطيران ليست مستعدة للاستغناء عن "الكيروسين"        حداد وطني بفرنسا تضامنا مع ضحايا إعصار "شيدو"    الموساد يعلق على "خداع حزب الله"    ترامب يؤكد التصدي للتحول الجنسي    "إسرائيليون" حضروا مؤتمر الأممية الاشتراكية في الرباط.. هل حلت بالمغرب عائلات أسرى الحرب أيضا؟    أنشيلوتي يشيد بأداء مبابي ضد إشبيلية:"أحيانًا أكون على حق وفترة تكيف مبابي مع ريال قد انتهت"    حكيم زياش يثير الجدل قبل الميركاتو.. الوجهة بين الخليج وأوروبا    توقيف شخص بالبيضاء بشبهة ارتكاب جريمة الإيذاء العمدي عن طريق الدهس بالسيارة    معهد "بروميثيوس" يدعو مندوبية التخطيط إلى تحديث البيانات المتعلقة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة على على منصتها    كيوسك الإثنين | إسبانيا تثمن عاليا جهود الملك محمد السادس من أجل الاستقرار    مواجهة نوبات الهلع .. استراتيجية الإلهاء ترافق الاستشفاء    إنقاذ مواطن فرنسي علق بحافة مقلع مهجور نواحي أكادير        تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منى المري، المديرة العامة للمكتب الإعلامي لحكومة دبي: تحديات الصحافة العربية تستدعي حوارا واعيا حول الموقف الراهن

شددت منى المري، المديرة العامة للمكتب الإعلامي في حكومة دبي رئيسة اللجنة العليا المنظمة لمنتدى الإعلام العربي الذي نطلق أمس، على أن المنتدى يسعى لتهيئة المناخ الملائم لحوار عربي متوازن بنَّاء، يسمح للجميع بطرح تحليلهم ورؤاهم لواقع الإعلام وتقييمهم للفرص والمشكلات التي تواجهه، وما يرونه ضروريا أو واجبا لتجاوز تلك التحديات.
وقالت المري، في حوار مع »الشرق الأوسط« قبيل انطلاق الدورة الثالثة عشرة من منتدى الإعلام العربي، إن موضوعات المنتدى ستتناول باقة من الموضوعات المهمة التي ترسم في مجملها أبرز ملامح المشهد الإعلامي العربي، وذلك من خلال مناقشة «الظواهر الجديدة» التي أفرزتها الأوضاع العربية الحالية، وربما كان منها ما هو غير مألوف أو اعتيادي، للوقوف على أسباب تلك الظواهر وإلى أي حد سيكتب لها الاستمرار، وإلى أي مدى سيكون تأثيرها، كما كشفت عن الكثير من الملفات التي تعكس واقع الإعلام العربي من خلال الحوار التالي:
يركز منتدى الإعلام العربي خلال الدورة الحالية على استشراف الملامح الأساسية لمستقبل العمل الإعلامي في المنطقة، ومدى مواكبته للتطور الحاصل في الصناعة على المستوى العالمي، فكيف يمكن قياس تلك المواكبة في ظل المتغيرات السريعة التي تشهدها صناعة الإعلام؟
قد لا يختلف اثنان على أن التغيرات التي تشهدها الصناعة بلغت من السرعة مبلغها، خاصة مع التطور التكنولوجي الهائل الذي تبعه تغيير مماثل في القواعد والإجراءات التقليدية، التي استبدلها العصر بنسق مغاير من المعايير باتت المؤسسات الإعلامية تتسابق في وضعها موضع التطبيق وفق ما توافر لكل منها من إمكانات وما أتيح أمامها من مجالات الاجتهاد، وبالطبع ما يتماشى مع نهجها الأساسي في العمل. وأتفق معك في أن عملية القياس صعبة، إلا أنها غير مستحيلة، والواجب علينا، نحن أهل الصناعة، أن نبذل من الجهد ما يمكننا من إخضاع المتغيرات المحيطة لتحليل يوضح انعكاساتها المباشرة وغير المباشرة على المشهد الإعلامي، ومتابعة ما ينجم عن ذلك من تحول في الإعلام شكلا ومضمونا، في حين يظل الجمهور المتلقي هو الفيصل الأول والأهم في عملية التقييم، فهو الحكم الرئيس والمرجعية الأساسية في هذا الصدد؛ ومما لا شك فيه أن سرعة التغيير باتت تفرض أعباء حقيقية على الكثير من المؤسسات لكون مواكبتها الضمانة الأساسية للبقاء وتذكرة عبور للمستقبل.
ما الأهداف الأساسية التي يسعى منتدى الإعلام العربي لتحقيقها؟
ولدت فكرة المنتدى على خلفية رغبة حقيقية في توفير مساحة رحبة لحوار مهني موضوعي متوازن يشارك فيه جميع الأطراف المعنية بالعملية الإعلامية، ليس فقط من داخل القطاع ولكن أيضا من القطاعات الأخرى ذات الصلة، لا سيما الأكاديمي منها والبحثي، علاوة على القطاع الاقتصادي الذي يظل وثيق الصلة بالإعلام في شقه المعني بالاستثمار فيه كصناعة ذات مردود استثماري، للاجتماع وتجديد الحوار حول واقع ومستجدات الإعلام، وما يشغل بال الإعلاميين من هموم المهنة، والمعوقات التي قد تعترض طريقهم؛ وذلك التزاما من المنتدى برسالته التي انطلق بها منذ ما يقرب من عقد ونصف العقد من الزمان، بغية التوصل إلى أفضل الصيغ التي تضمن إيجاد الأطر المثلى التي تعين الإعلام على القيام بوظيفته وأداء رسالته على الوجه الأكمل بوصفه شريكا في بناء المجتمع وتعينه على التطور المستمر ليكون أهلا لهذه الرسالة وقادرا على تنفيذ استحقاقاتها، لذا نحرص على أن يكون اللقاء كل عام وثيق الارتباط بالأوضاع الإعلامية على الأرض، يفتش في الفرص لمزيد من التطوير والتحسين، ويعرض للمشكلات والمآزق بأسلوب موضوعي ومهني محايد هادئ ومتزن يبتعد عن المغالاة، بغية إيجاد الحلول الملائمة، في حين يبقى الهدف الأسمى في النهاية «إعلاما عربيا متطورا شكلا وموضوعا»، ومناخا إعلاميا محفزا على الإبداع، ورسالة نافعة تخرج على الناس بما يفيدهم، ليصبح الإعلام بذلك عنصرا فاعلا في تحقيق التنمية العربية وضمن كل مساراتها الثقافية والفكرية والاجتماعية وكذلك الاقتصادية، وربما يزيد من أهمية المنتدى في هذه الفترة، تلك الأوضاع الاستثنائية التي تعيشها مناطق عدة من العالم العربي، وأفرزت بدورها مزيدا من التحديات وضعت مصداقية الإعلام، وهي بمثابة الروح من الجسد، على المحك، ما يستدعي حوارا واعيا حول الموقف الإعلامي الراهن بمختلف أبعاده ومسبباته، كي نجد الحلول الناجعة لمعاونة الإعلام العربي على اجتياز أوضاع مؤقتة فرضتها الظروف، وتأصيل دوره في إقرار مقومات التطور في كل ربوع المنطقة، بل نريد لإعلامنا العربي أن يكون في مقدمة الصفوف وأن يقود المجتمع إلى مرحلة جديدة من العمل الجاد لاستعادة المكانة الحضارية العظيمة لأمتنا العربية، في الوقت ذاته يضع المنتدى الشباب في بؤرة اهتمامه كل عام، ويركز على تحقيق أعلى فائدة ممكنة لهم سواء من خلال الموضوعات المطروحة على جدول نقاشاته، أو عبر إشراكهم في الجوانب التنظيمية والإدارية للحدث، خاصة دارسي الإعلام منهم، ومنحهم فرصة الاحتكاك المباشر مع رموز الإعلام للتزود من أفكارهم وخبراتهم ومعارفهم بما ينفعهم في مستقبلهم المهني.
يتطور منتدى الإعلام العربي في كل دورة، فما الشيء الجديد في هذه الدورة؟
التطوير عنصر أساسي وأصيل في استراتيجية المنتدى، وربما قد لا يعلم الكثيرون أن الإعداد للدورة التالية يبدأ عقب أسابيع قليلة من انتهاء الدورة الحالية، وهذا تقليد سنوي نحرص عليه ضمانا لاستيفاء مرحلة الإعداد الوقت اللازم من البحث والدراسة والتعرف على آراء وأفكار الإعلاميين من شتى أنحاء العالم العربي، كي يأتي المضمون مرآة تعكس ما يتطلعون إلى نقاشه في أروقة اللقاء السنوي الذي يجمع بين جنباته أهل الإعلام في المنطقة والعالم، وبالنسبة للدورة الثالثة عشرة، وعلاوة على التطوير على صعيد نوعية الأفكار المطروحة للنقاش ضمن الجلسات وورش العمل على مدار يومين كاملين، فقد حرصت اللجنة التنظيمية على تنفيذ مجموعة من الأفكار الجديدة المواكبة لشعار المنتدى هذا العام، وروعي في تلك الأفكار مفهوم «المستقبل» بما يحمله من دلالات الحداثة والابتعاد عن القوالب التقليدية، ومنها معرض «غرفة أخبار المستقبل» الذي يأخذ الزائر في رحلة بصرية لما ستكون عليه غرف الأخبار في الغد القريب وما ستشمله من تقنيات وآليات حديثة ومتطورة للعمل الإخباري، علاوة على »حديقة التواصل الاجتماعي« التي تمنح بعدا جديدا يساهم في توسيع دائرة الحوار بين الضيوف والمشاركين خارج إطار الجلسات، في حين سيستضيف المنتدى توقيع كتب لثلاثة من كبار الكتَّاب العرب، لتتضافر الفعاليات في خلق مناخ إبداعي متميز، يزيد المناسبة ثراء.
كيف يمكن أن يسهم منتدى الإعلام العربي في دعم القطاع لمواجهة التحديات التي تواجهها الصناعة خلال الفترة الحالية؟
لا شك في أن التشخيص السليم هو منتصف الطريق إلى العلاج الناجح، والحوار المتوازن والموضوعي هو أول السبل في تشخيص التحديات واكتشاف أبعادها والوقوف على أسبابها، ومن ثم تقديم الاقتراحات بشأن الحلول اللازمة لإزالة أسباب تلك التحديات، وهذا بالتحديد صلب الرسالة التي يسعى المنتدى لتحقيقها؛ فرغم صعوبة التحديات الحالية، فإن إتاحة المجال للقائمين على الإعلام في عالمنا العربي، وكبار الكتاب والخبراء والمتخصصين، للقاء وتبادل الأفكار والتباحث في واقع الإعلام والمشكلات التي تثقل كاهله، تفتح الطريق نحو إرساء أسس النهضة الإعلامية المنشودة لإعلامنا العربي، وهذا ما يحاول المنتدى الإسهام به عبر تهيئة المناخ الملائم لحوار متوازن بناء يسمح للجميع بطرح تحليلهم ورؤاهم لواقع الإعلام وتقييمهم للفرص والمشكلات التي تواجهه، وما يرونه ضروريا أو واجبا لتجاوز تلك التحديات، كما أن المنتدى يضم كل القطاعات المعنية بالإعلام، بما في ذلك القطاعات الأكاديمية والتربوية، والحقوقية والاقتصادية أيضا، فالإعلام صناعة ضخمة ومتشعبة، والتحديات قد تتلون وتتبدل لتطال الكثير من الجوانب المرتبطة بهذه القطاعات في متن صناعة الإعلام ذاتها، حيث نحاول دائما أن يكون الحوار جامعا يغطي قدر المستطاع كل الأوجه ذات الصلة، وبذلك نرجو أن يكون المنتدى سببا في وضع الأقدام على بداية طريق جديد نحو مزيد من التطوير والتحسين والإجادة.
ما أهم المحاور التي ستطرح في هذه الدورة من منتدى الإعلام العربي؟
سيتناول المنتدى باقة من الموضوعات المهمة التي ترسم في مجملها أبرز ملامح المشهد الإعلامي العربي، وذلك من خلال مناقشة «الظواهر الجديدة» التي أفرزتها الأوضاع العربية الحالية، وربما كان منها ما هو غير مألوف أو اعتيادي، للوقوف على أسباب تلك الظواهر وإلى أي حد سيكتب لها الاستمرار وإلى أي مدى سيكون تأثيرها، في حين سيتطرق المنتدى أيضا إلى مناقشة تداعيات ما يسمى «الربيع العربي» التي لا تزال تهيمن على المشهد الإعلامي وتعد من أبرز المؤثرات فيه خلال السنوات الثلاث الماضية، كما سيشمل النقاش ظاهرة «الحروب الافتراضية» في باحات الفضاء الإلكتروني، والدور الذي ربما اقترن بالإعلام أحيانا في هذا الصدد، ومدى تأثر البنية التقنية للمؤسسات الإعلامية بهذه الحرب، في الوقت الذي سيتعرض فيه المنتدى أيضا لقضية التكنولوجيا من منظور آخر، وهو أسلوب تسخيرها لخدمة أهداف التطوير الإعلامي وتحقيق التميز، إلا أن من أهم المحاور التي سيعرض لها المنتدى هذا العام موضوع «المصداقية» التي يرى الكثيرون أنها باتت على المحك جراء معاناتها مأزقا حقيقيا نجم عن أزمة الثقة لدى جمهور المتلقين بسبب تبعة ثقيلة من الإخفاقات التي نالت من رصيد بعض الأجهزة الإعلامية، خاصة من اختار منهم أن يغض الطرف عن أخلاقيات المهنة وقيمها النبيلة.
يطرح المنتدى الكثير من الأفكار والمفاهيم، فكيف يمكن تحويل تلك الأفكار والمفاهيم إلى حلول عملية تسهم في رفع كفاءة الإعلام العربي؟
كما ذكرت، فإن الحوار هو دائما الخطوة الأولى في درب لا يصل إلى مبتغاه إلا بخطوات تالية تعتمد في الأساس على مدى التزام المجتمع الإعلامي بتبني ما يجري طرحه خلال هذا الحوار من أفكار ورؤى، ولا شك في أن هناك دائما تباينا في هذا الالتزام وفق تقييم كل مؤسسة لمجموعة من المعطيات التي لا بد أن تكون حاضرة في الذهن عندما نتحدث عن عملية التطوير؛ فالمنتدى ساحة حوارية غير ملزمة بتنفيذ قرارات، ولا يصدر عنها توصيات بالمعنى المفهوم للكلمة، ولكن أغلب ما يمكن أن نصفه ب«التوصيات» يأتي في صلب الحوار خلال الجلسات، حيث تخرج كل مجموعة من المتحدثين، عبر تفاعلهم مع الحضور، بباقة من الأفكار التي تساهم في تفتيح الآفاق أمام مؤسسات الإعلام لوضع خارطة التطوير بما يتماشى مع سياستها ونهجها في العمل والخط الذي تتبعه في تقديم رسالتها، وأود أن أشير هنا إلى الجهد البحثي المشرِّف الذي اضطلع به المنتدى على مدار أكثر من دورة بالتعاون مع جهات مهنية متخصصة، وكانت ثمرته تقرير «نظرة على الإعلام العربي» الذي أصبح يمثل مرجعا علميا موثوقا يقدم صورة مفصلة لواقع الإعلام وتصورا دقيقا يمكن الاعتماد عليه في الاستدلال على الحال الذي سيكون عليه مستقبله في عالمنا العربي، ونرى أن هذا التقرير يمثل نقطة ارتكاز يمكن لخطط التطوير الإعلامي في المنطقة أن تنطلق مستعينة به في ضوء ما يحتويه من قراءة موضوعية لحال الإعلام مدعومة بالحقائق والأرقام.
خلال الدورة الماضية كان هناك تقييم لجلسات المنتدى، فكيف كانت نتائج ذلك التقييم؟ وما مدى انعكاس ذلك التقييم في تطوير الدورة الحالية؟
بحمد الله وتوفيقه جاءت نتائج التقييم إيجابية ومرضية للغاية، حيث أعرب الجميع عن تقديرهم للجهد الواضح المبذول وراء إعداد المنتدى وما تضمنه من محاور وموضوعات اتسمت بالتنوع والشمولية، وهو ما نحرص عليه كل عام، أن تكون محاور النقاش معبرة عن طيف واسع من الموضوعات بما يؤكد ثراء النقاش وتضمنه لأكبر قدر ممكن من المسائل المهمة ذات الصلة، ورغم أن هناك بعض الأمور التي لا ينتبه لها الحضور، فنحن نحرص كل الحرص على التفاصيل لبلوغ أقصى درجات الإجادة الممكنة، وقد أثنى المشاركون في التقييم على حسن التنظيم ودقته، ولا يفوتني أن أذكر بكل الشكر والتقدير فريق العمل الذي يتواصل جهده تقريبا على مدار عام كامل رغبة في تقديم حدث يرقى لمستوى التوقعات المأمولة له من جانب المجتمع الإعلامي العربي الذي نهتم كثيرا بأفكاره واقتراحاته التي تكون دائما حاضرة خلال مرحلة الإعداد للمنتدى. وعوضا عن التقييم الذي تفضلتم بالإشارة إليه، تحرص اللجنة التنظيمية للمنتدى على التواصل مع المجتمع الإعلامي خلال فترة الإعداد وفي مختلف الدول العربية، للتعرف على آرائهم وما يتوقعون أن يجري طرحه من موضوعات للنقاش، فالمنتدى أولا وأخير منهم وإليهم، والجميع شريك في بنائه، ونحن نسعد ونعتز بهذه الشراكة التي لا نألو جهدا في توطيدها وتعميق أسسها، سواء من خلال المنتدى أو في المبادرات الأخرى التي يطلقها »نادي دبي للصحافة«، الجهة المسؤولة عن تنظيم المنتدى، تحقيقا لصالح الإعلام والإعلاميين.
من المعروف أن «جائزة الصحافة العربية» يجري الكشف عن الفائزين بفئاتها المختلفة فور انتهاء جلسات المنتدى.. ما تقييمكم لمسيرة الجائزة وحجم المشاركات فيها ونوعيتها هذا العام؟
الجائزة أصبحت تتمتع بمكانة فريدة في الأوساط الصحافية والإعلامية عموما، سواء داخل المنطقة وخارجها، حيث يتنافس على جوائزها سنويا آلاف الصحافيين من مختلف أنحاء الوطن العربي، وكذلك الصحافيون العرب المقيمون في الخارج، وتشهد الجائزة ازدهارا مطردا في المشاركات حجما وكيفا عاما تلو الآخر، نظرا للمكانة الأدبية الكبيرة التي أضحت تتمتع بها بوصفها أرقى شكل من أشكال تكريم الإبداع الصحافي في المنطقة العربية، وللسمعة الناصعة التي تمكنت من بنائها على مدار ما يزيد على عقد من الزمان بالتزامها أرقى معايير النزاهة والحياد والشفافية الكاملة في المفاضلة بين المتنافسين، استنادا إلى معايير مهنية وعلمية واضحة ودقيقة، يقوم عليها مجلس إدارة موقر يضم رموز العمل الصحافي في العالم العربي، وكذلك أكثر من محكم، وهم محكمون يتمتعون بأرفع درجات التمكن المهني والكفاءة، ما أكسب الجائزة احترام المجتمع الصحافي وتقديره، وجعلها محط أنظار المنتسبين إليه بوصفها أرقى شكل من أشكال الحفاوة والتقدير يطمح إلى نيله أغلب العاملين في الحقل الصحافي العربي بمختلف فروعه ومساقاته، والجائزة شهدت هذا العام أكبر عدد من المشاركات في تاريخها، حيث تسلمت أمانتها العامة ما يزيد على 4500 عمل، وهو الرقم الأكبر منذ انطلاق »جائزة الصحافة العربية« في عام 1999 . وقد لاحظت الأمانة العامة للجائزة ولجان التحكيم ارتفاعا لافتا في مستوى الموضوعات وأسلوب الطرح والتناول والأدوات المختلفة التي يوظفها الكاتب في العرض والمعالجة، ويمكننا القول إن على مدار أكثر من 13 سنة كان للجائزة إسهامها الواضح في تحفيز عنصر الجودة، وتشجيع التحسين والتطوير المستمر، ليس فقط على مستوى الكتابة، ولكن أيضا في المجالات والفنون الصحافية المختلفة، ومنها الصورة الفوتوغرافية والرسم الكاريكاتيري، وغيرهما من فئات، ونحن نعتز بإسهام الجائزة في تأصيل عنصر الجودة والاهتمام بالمنتج الصحافي على مستوى الكيف وليس الكم، ونؤكد التزامنا بالمضي قدما في هذا المضمار تأصيلا لشراكتنا البناءة مع مجتمع الإعلام العربي من الخليج إلى المحيط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.