تخليدا للذكرى الثالثة والخمسين لتأسيس إذاعة فاس الجهوية على يد جلالة المغفور له الحسن الثاني في 18 ابريل 1961، نظمت أسرة إذاعة فاس الجهوية ومنتدى أطر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة يوم الجمعة 25 أبريل 2014 بفضاء جنان السبيل بفاس، حفلا فنيا تكريميا تحت شعار: «إذاعة فاس الجهوية تاريخ من الوفاء ومستقبل واعد بالعطاء» استهل بتقديم شريط وثائقي يؤرخ لحدث تدشين إذاعة فاس من إنجاز الإعلامي عمر الرامي. وفي كلمة لها بالمناسبة، أبرزت مديرة محطة فاس الجهوية، مريم الصافي المسار المشع لهذه المنارة الإعلامية على مدار خمسة عقود ونيف من الزمن. وأضافت، الصافي، التي راكمت أكثر من 20 تكريما على مدى السبع سنوات الأخيرة من وزارات ومؤسسات ومنظمات غير حكومية ومجتمع مدني، آخرها تكريمها من قبل أسرة التعليم بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس بولمان، أن الحفل مناسبة لربط الماضي بالحاضر. واعتبرت مديرة محطة فاس الجهوية تكريم ثلة من قضاة الدائرة الاستئنافية بفاس ممن ساهموا في تنشيط برامج إذاعية ضمنهم الرئيسين السابقين لمحكمة الاستئناف بفاس المحالين على التقاعد الأستاذين امحمد برادة غزيول ومحمد النجاري، إلى جانب تكريم مجموعة من الأساتذة الأجلاء ممن قدموا خدمات جليلة لهذا المنبر الإعلامي، فضيلة العلامة محمد بن حماد الصقلي احد أعلام القرويين، العلامة الدكتور إدريس الفاسي الفهري أستاذ كرسي العقيدة بجامع القرويين،الأستاذ أحمد الورايني رئيس المجلس العلمي المحلي لتازة، الأستاذ الشاعر عبد الكريم الوزاني، الباحثة الجامعية الأستاذة جوهرة الفيلالي بابا، والباحث الجامعي الأستاذ المفضل الكنوني «لحظة اعتراف وتقدير، إذ بهم وبأجيالهم الممتدة، تظل إذاعة فاس الجهوية منارة إعلامية وقيمة صوتية توثيقية تاريخية حتى حق وصفها بالمدرسة والجامعة الموازية داخل الحاضرة الإدريسية» كما تم تكريم الكفاءات العاملة بإذاعة فاس الجهوية ومركزي الأجهزة الدافعة بسبع عيون وزرهون. ويحفل السجل الخاص للإعلامية المقتدرة مريم الصافي بأزيد من 120 شهادة تقديرية وتنويهات بالمجهودات المبذولة إعلاميا، من أجل الرفع من أداء المحطة الجهوية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بفاس، وهي شهادات لشخصيات بارزة في مجال الفكر والعلوم والفن على الصعيد المحلي والوطني والعربي والدولي ، وكذا جمعيات المجتمع المدني. من ناحية ثانية عكس الحفل لحظة وفاء للروح الخالدة لعدد من الإعلاميين الكبارالذين بصموا المسار الإعلامي لإذاعة فاس والإعلام الوطني عموما، نذكر الإعلامي القديرالمرحوم أحمد الأزمي، الإعلامي الكبير المرحوم مولاي المهدي العلوي والشاعر الزجال المرحوم محمد الراشق، وكذا الفنان القدير رائد الطقطوقة الجبلية المرحوم محمد العروسي. وعلى صعيد آخر أبان الطاقم الإعلامي للإذاعة والتلفزة بفاس من تقنيين وصحفيين عبد الحق بلوط عزيزة الغاوي أمال الشاوي عبد الرحمان التوزاني سعيد معواج مصطفى الزاهيري محمد نجيب فني أمين القادري وآخرون.. «عن احترافية وكفاءة مهنية عالية ودينامية ملحوظة في تغطية الحدث سواء على مستوى التنظيم وهندسة المجال، أو على صعيد التنشيط والربط بين الفقرات. الحفل الذي استمر إلى ساعة متأخرة أحياه جوق إذاعة فاس الجهوية بمعية عدد من الفنانين في مجال الأغنية العصرية والملحون والطقطوقة الجبلية قدم ثلاث قطع جديدة خاصة بمناسبة ذكرى تأسيس الإذاعة، كما استمتع الجمهور الحاضر بكشكول من روائع الأغنية المغربية مع الفنان عبد النبي الحافظي وارث سر أبيه المرحوم المعطي بنقاسم. كما وقف الجمهور النوعي والكثيف على القيمة التاريخية للإذاعة ودورها الإعلامي الوظيفي كبوابة للتواصل ونهج سياسة إعلام القرب من المواطن والانفتاح على قضاياه من خلال شهادات المحتفى بهم، تعكس بصدق عراقة الرصيد التاريخي الإعلامي الذي صنعته الإذاعة منذ النشأة إلى اليوم، والتي تجعل منها قيمة توثيقية تؤرخ لمحطات بارزة في تاريخ المملكة المغربية». ويعد ثامن عشر ابريل 1961 محطة بارزة في تاريخ الإعلام الوطني وجلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه يشرف على تدشين إذاعة فاس الجهرية معطيا بذلك الانطلاقة لشرارة إعلامية ساهمت في توهج وإشعاع الإذاعة الوطنية على مدار ثلاثة وخمسين سنة. حيث انطلقت مسيرة العطاء الإعلامي التي تواصلت بدون انقطاع حتى الزمن الحاضر في مواكبة مستمرة ودائمة لمختلف الأحداث والتظاهرات والوقائع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، إذ يكفي أن نذكر هنا بالحدث التاريخي العظيم الذي عرفه المغرب ذكرى المسيرة الخضراء والتي سجلت فيه إذاعة فاس الجهوية نفسها كأول إذاعة تنطلق في تغطية ومواكبة هذا الحدث وسط حشود المتطوعين. إلى جانب ذلك، تظل إذاعة فاس الجهوية منارة إعلامية وقيمة صوتية توثيقية تاريخية حتى حق وصفها بالمدرسة والجامعة الموازية داخل الحاضرة الادريسية وهي توثق لوقائع وأحداث تشكل اليوم مرجع الباحثين والدارسين في مجالات معرفية متعددة: التاريخ، السياسة، الثقافة والفن. يكفي أن نستحضر تسجيلات صوتية لخطب ملوك ورؤساء دول عربية وافريقية كالرئيس التونسي الراحل الحبيب بوركيبة والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مع تسجيلات كاملة لوقائع مؤتمرات عالمية احتضنتها مدينة فاس كالمؤتمر التأسيسي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الايسيسكو،المناظرة الدولية الثانية للمدن المصنفة تراثا عالميا. وعبر تاريخها التليد، أثرت إذاعة فاس الجهوية الخزانة الوطنية المسموعة بإنتاجات فنية متنوعة ومتميزة لعمالقة الأغنية المغربية وللطرب الشرقي والطرب الأندلسي، لتظل بحق مشتلا فنيا عريقا من خلال انتاجاتها الغزيرة للأغنية العصرية منذ ستينيات القرن الماضي بالإضافة إلى فن الأندلسي والملحون والطقطوقة الجبلية..." ويجمع كافة المهتمين بالشأن الإعلامي أن حراكا إعلاميا أخذ منحا متجددا مع حلول الألفية الثالثة دون الانسلاخ من هذه الهوية التاريخية التي جسدتها الإذاعة تماشيا وخصوصية المدينةفاس منحا راهن منذ البداية «على تجسيد مبدأ القرب والعدالة المجالية ونهج سياسة القرب من المواطن والانفتاح على قضاياه حقا إذاعة فاس الجهوية».