مبادرة جميلة أقدم عليها يوم الأحد 4 ماي 2014 الطلبة القاطنون بالحي الجامعي بمراكش، بتنظيم حملة نظافة تطوعية للمساهمة في تزيين فضاءات المؤسسة الجامعية التي تأويهم . وشارك في هذه الحملة التي جاءت في أعقاب الأحداث المؤسفة التي عاشها الحي الجامعي في الأيام الأخيرة ، أزيد من مائتي طالبة و طالب ، مُفَعّلين حماسهم من أجل ترسيخ حضور إيجابي للطالب في الحياة اليومية للمؤسسة الجامعية، عوض نشر الرعب بتوقيع أحداث أليمة مشحونة بطاقة من التدمير والعنف الأعمى . وعمل المشاركون في هذه الحملة على تهيئة جنبات ممرات الحي الجامعي وصباغة طوارها ، وتنظيف الفضاءات الخضراء من الأعشاب الزائدة وغرس شتلات جديدة . وقال طلبة مشاركون في هذه المبادرة «إن الرهان الأكبر من تنظيمها هو تغيير الصورة التي التصقت بالقاطنين بالحي الجامعي بمراكش باعتبارهم طالبي عنف ومحترفي إشعال فتيل الفتنة وهواة التناحر والاقتتال . وهي الصورة التي رسختها أحداث متوالية كان الصوت المسموع فيها هو التطرف والحقد والتدمير والتخريب مع العلم يقول الطالب المتحدث ، أن هذه ليست هي مهمة الطالب الجامعي ، الذي من المفروض فيه يمدد إشعاع الجامعة إلى محيطها ، وأن يكون عامل بناء فعال ليس فقط داخل فضاء الجامعة والمؤسسات المرتبطة بها ، ولكن في قلب المجتمع الذي من المطلوب منه أن ينشر فيه الطاقة الإيجابية التي تغلب كفة العمل والبناء عوض التخريب والتدمير . « وقالت طالبة شاركت في الورش التطوعي الذي بادر إليه الطلبة «إنه من المؤسف أن تصبح أخبار العنف هي الوحيدة التي تُعرّف بالجامعة المغربية والطالب فيها ، فهناك شريحة واسعة من الطلبة يملكون رؤية إيجابية حول مهمتهم في الفضاء الجامعي ، ينبذون العنف ويؤمنون بإمكانية التعايش مهما بلغت حدة الاختلافات « وختمت حديثها قائلة « الأجدى بنا أن نغرس الأشجار وشتلات الورود عوض أن نشهر السيوف والسكاكين في وجه بعضنا.» ويذكر أن فضاء الحي الجامعي بأمرشيش بمراكش كان مسرحا لأحداث عنف متوالية آخرها ما وقع من اقتتال بين مجموعتين طلابيتين مساء الجمعة 2 ماي 2014 ، عقب محاولة تحرش بإحدى الطالبات ليتحول الموقف إلى مستوى درامي استعملت فيه الأسلحة البيضاء والسلاسل والحجارة، وأصيب فيه طالب بجروح خلال المواجهات ، التي خفف من حدتها تدخل الأمن ، وتجددت المناوشات بين الطرفين في اليوم الموالي ، نتج عنها العبث بمحتويات مجموعة من غرف الحي وتخريب أثاثها واعتقال أربعة طلبة يشتبه في ضلوعهم في الاعتداء على الطالب المصاب .