مع اقتراب نهاية الدوري الاحترافي، ترتفع حرارة التشويق والإثارة، حيث الأمور لم تحسم بعد، سواء بالنسبة للبطل ووصيفه، أو بالنسبة للفريقين المغادرين لقسم الصفوة. ولعل الضغوطات والتخوفات وكثرة الحسابات، فرضت على المدربين التشدد في الصرامة التكتيكية، وهو النهج الذي تراجع معه العطاء، وكان وراء الشح في عدد الأهداف. فتح فريق الرجاء البيضاوي هامشاً جديداً من حظوظ التنافس على اللقب، وقلص فارق النقط الذي يفصله عن الصدارة إلى خمس نقط، وجاءت هذه الانتعاشة عقب الفوز الصغير للفريق الأخضر على حساب الفتح الرباطي، الذي يفتقد للسرعة النهائية، حيث حصد الخسارة الثالثة على التوالي، ليتجمد رصيده في 41 نقطة محافظاً على مركزه الرابع فوق خريطة الترتيب. ويمكن القول بأن مباراة الرجاء ضد الفتح لم يرق مستواها إلى الحد الأدنى من التطلعات، حيث رسم الفريقان صورة تقنية باهتة، لكن الرجاء حقق الأهم، وعزز رصيده بثلاث نقط متربصاً بالمتصدر ومعلقاً آماله على المباريات المتبقية لصنع مفاجأة الحفاظ على اللقب، ولو أن مصيره ليس بين يديه. فريق المغرب التطواني اكتفى بالتعادل أمام أولمبيك آسفي، وهي نتيجة لا تخدم مصالح الفريقين معاً، رغم تباين الطموحات، ومع ذلك، فقد اعتبر المدرب عزيز العامري التعادل منصفاً لفريقه، بالنظر لسوء أرضية الملعب التي لا تساعد على تقديم منتوج كروي راق، فيما عزا المدرب يوسف فرتوت نتيجة التعادل إلى الرياح التي كان لها تأثير على عطاءات اللاعبين. فريق أولمبيك آسفي مازال موقعه غير مؤمن، ذلك أن رصيده لا يتعدى 27 نقطة، وهو مطالب بتعزيز هذا الرصيد خلال المباريات المتبقية، خصوصاً وأنه يتموقع في الصف الرابع عشر، وهي رتبة تتهددها مخالب النزول. المستفيد الأكبر من الجولة السابعة والعشرين، هو فريق جمعية سلا الذي عرف كيف يستثمر امتياز الاستقبال، ويحول النتيجة لفائدته على حساب جاره النادي القنيطري، ليرفع رصيده إلى 28 نقطة، ومع ذلك، فمازال الفريق السلاوي معنياً بالحسابات الضيقة، لكن فوزه على الكاك أنعش حظوظه في البقاء، وجعل مصيره في الحفاظ على موقعه بأندية الصفوة بين يديه. وبدون رهانات كبيرة، واجه الجيش الملكي فريق الوداد البيضاوي في مباراة عرفت عزوفاً جماهيرياً، واحتجاجاً على الحكم الفاتيحي من قبل العسكريين، بل سجلوا اعتراضاً تقنياً على التحكيم. ويبدو أن نتيجة التعادل لم ترض الفريقين، حيث قاطع المدربان الشريف والطاوسي الندوة الصحفية، وهذا سلوك أضحى مألوفاً لدى عدد من المدربين الذين يعبرون عن استيائهم من النتيجة بمقاطعة التصريحات الصحفية. فريق الكوكب المراكشي تخلى عن مركز الوصافة لفائدة الرجاء بفضل النسبة، حيث اكتفى بالتعادل أمام نهضة بركان ليظفر بنقطة واحدة، وبذلك يصبح رصيده 46 نقطة، وهو نفس رصيد الرجاء، وكان المراكشيون يراهنون على هذه المباراة للاقتراب أكثر من صدارة الترتيب، لكن البركانيين فوتوا عليهم هذه الفرصة، بل كانوا الأقرب إلى صنع الفوز. ولعل غياب سفيان العلودي وسفيان البهجة كان له تأثير كبير على خط هجوم فريق الكوكب الذي يخشى مناصروه أن تخونه السرعة النهائية. قمة أسفل الترتيب التي جمعت فريقي أولمبيك خريبكة والمغرب الفاسي، آلت نتيجتها لفائدة المحليين، وهي نتيجة بقدر ما أنعشت حظوظ الخريبكيين بشكل نسبي، بقدر ما أبقت الفاسيين داخل جحر الفريق المهددة بالنزول، حيث تجمد رصيد الماص في 27 نقطة، وتنتظر الفريق الفاسي الأسبوع المقبل مباراة قوية أمام الرجاء، الأمر الذي يجعل لاعبي الماصي يخوضون المباريات المتبقية تحت ضغوطات كبيرة. الانتصار الثاني على التوالي لفريق أولمبيك خريبكة سيرفع من معنويات اللاعبين، ويحفزهم على مواصلة الصحوة، لتأمين البقاء وإن كانت مباراتهم الأسبوع القادم أمام المغرب التطواني صعبة للغاية. فريقان يتموقعان في وسط الترتيب، ويلعبان لأجل إتمام عقد البرنامج، ويتعلق الأمر بشباب الحسيمة وحسنية أكادير. ولعل التعادل كان منصفاً لهما خلال المواجهة التي جمعتهما بملعب ميمون العرصي. النتائج: أولمبيك آسفي المغرب التطواني:................................. 1 /1 شباب الحسيمة حسنية أكادير: ..................................1/1 الرجاء البيضاوي الفتح الرباطي:............................. 0 / 1 جمعية سلا النادي القنيطري:....................................1/ 0 نهضة بركان الكوكب المراكشي:................................. 0/0 أولمبيك خريبكة المغرب الفاسي:..................................2 /1 الجيش الملكي الوداد البيضاوي:.............................. 1 / 1