يضع المغرب يومه الاثنين بين يدي النائب العام للجمهورية لدى المحكمة العليا بباريس تقرير خبرة جديد بعد حوالي أسبوعين من تكليف وزير الداخلية، محمد حصاد، باسم الدولة المغربية، محامين بمباشرة متابعات قضائية ضد مقدمي شكاوى تتهم مسؤولين مغاربة سامين في ادعاءات بالتورط في ممارسة التعذيب مع معرفتهم بأن هذه الادعاءات غير صحيحة. وتهم الشكاية، التي وضعها بين يدي النائب العام للجمهورية لدى المحكمة العليا بباريس، مجموعة من المحامين المكلفين تتكون من الأساتذة رالف بوسيي، وإيف ريبيكي، وعبد الكبير طبيح، وعمر الطيب بالأساس بطل الملاكمة السابق، المغربي زكريا مومني، الذي حكم عليه بالسجن ثلاثين شهرا بتهمة النصب والاحتيال، والنعمة أسفاري، المواطن المغربي المتورط في أحداث مخيم إكديم إزيك قرب مدينة العيون، والفرنسي من أصل مغربي عادل لمطالسي الذي حكم عليه ب10 سنوات سجنا نافذا في قضية تهريب مخدرات، بالإضافة إلى جمعية المسيحي من أجل إلغاء التعذيب التي تهتم بداخلها هيلين لوغاي، ببرامج المغرب العربي والشرق المعروفة بعلاقاتها الوطيدة بأطر جبهة البوليساريو وعملها، غير ما مرة، على دعمهم في عدد من المحافل. وذكرت صحيفة «جورنال دو ديمانش»، وفقا لمعلومات توفرت عليها من مصادرها الخاصة، أن محامي المملكة المغربية سيقدمون الاثنين تقرير خبرة لملف الشكاية بالتشهير في فرنسا ضد جمعية المسيحي من أجل إلغاء التعذيب، هذه الجمعية التي تتهم مدير مديرية مراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي بتعريض عدد من المغاربة المقيمن في فرنسا للتعذيب. وكانت السلطات المغربية في شخص وزارة الداخلية قررت نهاية شهر مارس الماضي اللجوء إلى القضاء الفرنسي من أجل إزالة «الغموض» و«رد الاعتبار» لما تعرضت إليه أجهزة أمنية تابعة لوزارة الداخلية، ولا سيما المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من تشويش من قبل فرنسيين من أصل مغربي سبق وأدانتهم المحاكم المغربية المختصة بوقائع ثابتة مرتبطة بالنصب والاحتيال، والاتجار الدولي في المخدرات. وقالت الصحيفة الفرنسية إن المغرب، الذي لجأ إلى إحدى الشركات الفرنسية ذائعة الصيت عالميا، التي سبق وأن اشتغلت على قضايا تركيب الصور كانت قد استعملتها كوريا الشمالية في حملتها الدعائية كما اهتمت بافتحاص صور حول الحرب في سوريا، قدم تقريرا من 17 صفحة تدحض بالحجة والبرهان صحة ادعاءات المشتكين، السالف ذكرهم بتعرضهم لتعذيب، وتبين أن الصور التي قدموها لدعم «زعمهم تعرضهم للتعذيب»، «صور «مشكوك فيها» و«منقحة» طالتها روتوشات.