غادر كاتب الدولة الأمريكي جون كيري، مساء الجمعة الماضية المغرب ، في ختام زيارة رسمية قام بها لبلادنا وكان جلالة الملك قد استقبل جون كيري، نفس اليوم بالقصر الملكي بالدار البيضاء. وخلال هذا الاستقبال، أكد جلالة الملك ، تشبثه العميق بهذه الشراكة الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة، باعتبارها نتاج تحالف عريق ومتعدد الأبعاد والتي تستمد عمقها من الثقة والتضامن والقيم المشتركة و ذكر جلالته بأن السياق الإقليمي والدولي الراهن يعزز صواب وعمق هذه الشراكة، المدعوة الى التوسع والمساهمة في الاستقرار والأمن المستدام، والازدهار الاقتصادي المشترك والتنمية البشرية للقارة الإفريقية. من جهته، جدد كاتب الدولة الأمريكي، تشبث الرئيس أوباما بتعميق الشراكة الاستراتيجية المتفردة مع المملكة المغربية. كما أكد كيري، مجددا، حرص الولاياتالمتحدةالأمريكية، على مواصلة العمل مع المغرب، من أجل تعزيز السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي. وفي ما يتعلق بالقارة الإفريقية، على وجه الخصوص، فقد عبر كاتب الدولة الأمريكي عن تثمينه للالتزام القوي والدائم لجلالة الملك لخدمة قضايا الاستقرار والتنمية في إفريقيا، مجددا الدعوة لجلالة الملك للمشاركة في قمة الولاياتالمتحدة/إفريقيا، المزمع عقدها خلال شهر غشت المقبل. وقد أشاد كيري، كذلك، بالدور البناء والمساهمة الفعالة لجلالة الملك، بصفته رئيسا للجنة القدس، في الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية عادلة ونهائية وشاملة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، على أساس دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في أمن واستقرار، طبقا لقرارات الأممالمتحدة. وبهذه المناسبة، سلم جلالة الملك، رئيس لجنة القدس، لكاتب الدولة الأمريكي، ملفا بخصوص مختلف الخروقات الإسرائيلية المرتكبة في المدينة المقدسة، القدس الشريف، والتي تهدف إلى طمس هويتها الدينية وطابعها المعماري الأصيل». وقد ترأس جون كيري، إلى جانب صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الجمعة الماضية أشغال الدورة الثانية للحوار الاستراتيجي بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية,والتي انعقدت تحت شعار «تعزيز علاقات التعاون المتينة بين البلدين»، فرصة بالنسبة للجانبين لإعطاء دفعة للشراكة المتينة بين البلدين في جميع مجالات التعاون، السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية. وقد أكد بيان مشترك صدر في ختام الدورة أن التشكيلة الواسعة للقيم التي يتقاسمها المغرب والولاياتالمتحدة «تمثل ركيزة لتعاون أوسع يعتزم البلدان إرساءه في إطار شراكتهما الاستراتيجية». واتفق البلدان على مواصلة تفعيل التوصيات الواردة في المذكرة المشتركة التي تم توقيعها بمناسبة الزيارة الناجحة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس للولايات المتحدة في نونبر الماضي. و جددت الولاياتالمتحدة موقفها « الثابت « إزاء مخطط الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية ، واصفة إياه ب»الجاد، والواقعي وذي مصداقية «. وجاء في البيان المشترك أن « سياسة الولاياتالمتحدة بخصوص موضوع قضية الصحراء لم تتغير «. وشدد البيان على أن «الولاياتالمتحدة تؤكد بوضوح أن المخطط المغربي للحكم الذاتي جاد، وواقعي، وذو مصداقية «، ويمثل « مقاربة من شأنها الاستجابة لتطلعات سكان الصحراء في تدبير شؤونهم بأنفسهم في جو من السلم والكرامة «. بالإضافة إلى ذلك، جددت الرباطوواشنطن التأكيد على « التزامهما المشترك « من أجل تحسين ظروف عيش ساكنة الصحراء. وأضاف ذات المصدر أن كاتب الدولة الأمريكي جون كيري جدد تأكيد التزام واشنطن من أجل إيجاد حل سلمي، دائم، ومتوافق عليه لقضية الصحراء . وجددت الولاياتالأمريكية التأكيد على دعمها للمفاوضات تحت إشراف الأممالمتحدة، وللجهود التي يبذلها المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي، داعية في نفس الوقت الأطراف إلى العمل من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل دائم ومتوافق عليه .