تتواصل احتجاجات سكان مدينة وادي زم ضد الوضع الكارثي الذي غدت تعيشه في ظل تجربة التدبير المحلي لساكنتها من طرف حزب المصباح، الذي يكتفي كلما حلت المحطات الانتخابية بمساحيق المكياج على مخارج ومداخل المدينة أو من خلال غض الطرف عن البناء العشوائي من اجل استمالة الكتلة الناخبة من الأحياء الفقيرة والمهمشة مثل أحياء الحرشة ، الزيدانية ، دار الضو ، والمسيرة والتي انتفض سكانها مؤخرا ضد رئيس المجلس البلدي منددين بالإقصاء الممنهج الذي يعانون منه ، مطالبين بربط منازلهم بشبكتي الكهرباء والماء وكذا توفير قنوات المياه العادمة . رئيس المجلس البلدي المنتمي لحزب العدالة والتنمية، يحاول جاهدا أن يتملص من مسؤوليته في حل مشكل هذه الأحياء بادعائه أن السلطات المحلية هي التي ترفض معالجة هذا الملف. الرئيس يعرف جيدا أن هذا المشكل لاتسوِّيه السلطة المحلية بمعزل عن الأطراف المذكورة آنفا و وأن من ابرز اختصاصات المجالس المنتخبة توفير الخدمات الاجتماعية والمرافق الصحية بدل توفير شروط البناء العشوائي.. ومع ذلك يستمر في حملته الميؤوسة لعله يجد بعض الآذان الصاغية في الأحياء الهامشية التي أوصلته إلى التسيير بالمدينة . الرئيس لم ينفرد بحملته ، بل سخر أتباع حزبه لثني المحتجين عن الاستمرار في وقفتهم الاحتجاجية السلمية ومنهم من حاول الاعتداء على أحد المشاركين المردد لشعار : « الرئيس سير فحالك البلدية ماشي ديالك » ... وبالإضافة إلى البلطجية، حاول الرئيس أن يستعين بمستشاري حزبه في إقناع المحتجين بأن الرئيس والبرلماني يقف إلى جانبهم وان لجنة ستزورهم في عين المكان لحل جميع مشاكلهم . للإشارة كان قصر البلدية محاطا بسبع سيارات للقوات المساعدة وسيارتين للأمن الوطني وقوات التدخل السريع دون أن يسجل أي حادث يذكر . فهل تستحق مدينة وادي زم التي لعبت دورا محوريا في عودة الملك الشرعي من منفاه واستقلال البلاد، كل هذا الإهمال؟