أكد الباحث وعضو المكتب التنفيذي لمركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، عبد الحق ساعف، أن إعلان إسبانيا والمغرب عن تنظيم ورشة، الصيف القادم، من قبل مركزي أبحاث مغربي وإسباني، مخصصة لدور المرأة في الوساطة في المنطقة المتوسطية، شكل الحدث الرئيسي في الندوة التي نظمت في بردو (30 كلم شمال لوبيانا عاصمة سلوفينيا) يومي 11 و12 مارس الجاري. وأوضح ساعف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية ونظيره الإسباني (مركز طليطلة الدولي للسلام) مكلفان بتنظيم هذه الورشة، مضيفا أن المركزين اللذين يرتبطان بشراكة، شرعا في إجراء الاتصالات الأولية لتنظيم هذه الورشة في الصيف القادم. وبعد أن ذكر بأن المركزين المغربي والإسباني قاما بتفعيل برنامج أنشطة يتوخى النهوض بالوساطة في المنطقة المتوسطية ، سجل ساعف أن المشاركين في هذه الندوة التي انعقدت في سلوفينيا حول موضوع «النهوض بثقافة الوساطة والوقاية من النزاعات في المنطقة المتوسطية»، أبرزوا دور المغرب الفاعل بشراكة مع إسبانيا في إطلاق هذه الدينامية . كما ذكر بأن هذه الدينامية التي تهدف إلى النهوض بالوساطة في حل الأزمات والوقاية من النزاعات سبق أن أطلقتها وزارتا الشؤون الخارجية المغربية والإسبانية في شتنبر 2012 ، لتفعيل الآليات الدولية التي طورتها منظمة الأممالمتحدة في عام 2012 ، وخاصة التوصيات الواردة في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، مبرزا أن خصوصية المبادرة المغربية الإسبانية تكمن في كونها استهدفت منطقة محددة وهي المنطقة المتوسطية. وكان ساعف قد أعرب في مداخلة خلال مناقشات الندوة، التي عرفت مشاركة ممثلين مؤسساتيين وعن المجتمع المدني من أزيد من 26 بلدا بمنطقة المتوسط وممثلي منظمات دولية، خاصة أممية، عن ارتياحه لاختيار موضوع «النهوض بثقافة الوساطة والوقاية من النزاعات» كوسيلة لإرساء السلام في منطقة المتوسط، بالنظر لتأثير الثقافة على طرق التفكير وكذا على العادات وسلوكيات الأفراد والشعوب. وأشار إلى الدور الحاسم الذي يمكن أن تضطلع به مجموعات التفكير في نشر مقاربة ومبادئ الوساطة والوقاية من النزاعات على المستويين الوطني والدولي على حد سواء ، وفي مساعدة صناع القرار بوضع رهن إشارتهم العناصر الضرورية من أجل اتخاذ قراراتهم . وأبرز أنه من أجل النهوض بدور مجموعات التفكير في هذا المجال، يبدو أن فكرة إنشاء وتطوير مثل هذه الشبكة على مستوى منطقة المتوسط تفرض نفسها ويتعين تجسيدها في المرحلة المقبلة . كما أكد عبد الحق ساعف ، الذي مثل مدير مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية عبد الله ساعف، في أشغال هذه الندوة، على الأهمية التي يتعين أن تعطى لتعزيز قدرات المجتمع المدني في مجال الوساطة والوقاية من النزاعات ، إلى جانب التعليم ، وذلك بالنظر لموقع مكونات هذا المجتمع المدني في بلدان المنطقة المتوسطية. وأضاف أنه يتعين وضع برامج لتعزيز القدرات لفائدة المجتمع المدني في مجال مقاربات وآليات الوساطة وأيضا في مجال قيم حقوق الإنسان والمواطنة والحوار والتسامح . وشارك في هذه الندوة، التي تعتبر الأولى من نوعها التي تنظم في سلوفينيا، وفد مغربي برئاسة الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، امبركة بوعيدة .