تمنح بطولة القسم الوطني الثاني، دورة بعد أخرى، تشويقا وإثارة لما يطبع جل مبارياتها من حدة وقوة في التنافس على مختلف المستويات، الأمر الذي يجعلها محط تتبع من طرف عدد كبير من الجماهير. هذا العدد يتصاعد من أسبوع لآخر، والأكيد أنه يفوق عدد الجماهير التي تحضر مثلا مباريات البطولة الاحترافية. في هذا السياق، سجلت الدورة 20 التي جرت نهاية الأسبوع، أكبر عدد من الجماهير، إذ تتحدث الأرقام عن عشرين ألف مثلا في طنجة، وما بين ألفين إلى أربعة آلاف في أغلب الملاعب الأخرى، والأكيد أن الجمهور استمتع بمشاهدة مباريات قوية عرفت تسجيل 19 هدفا كرقم جيد يؤشر على رغبة كل الأندية في تحقيق الفوز. في تمارة، سجلت ثلاثة أهداف كانت كلها لفائدة الفريق الزائر اتحاد الخميسات الذي تمكن بانتصاره العريض على مضيفه اتحاد تمارة، من ضرب عصفورين بحجر واحد، المحافظة أولا على صدارة الترتيب، وثانيا إزاحة تمارة من صف المطاردة والابتعاد عنه بعشرة نقط. والملاحظ أن اتحاد تمارة الذي صال وجال في الشطر الأول من البطولة الذي ظهر فيه قويا متقدما في سبورة الترتيب، تلاشت قوته مع انطلاق الشطر الثاني من البطولة، وتراجع أداء وترتيبا، في الوقت نفسه الذي عرف تقدم أندية أخرى كالنادي المكناسي الذي استرجع مقوماته وتغلب على مجموعة من مشاكله وانطلق يحصد النتائج الإيجابية كان آخرها بميدانه بانتصار عريض بثلاثة أهداف لصفر على حساب اتحاد المحمدية. هذا الأخير، وأمام استغراب كبير لجمهوره، استسلم منذ انطلاق المرحلة الثانية من البطولة، للهزائم وبحصص لم يسبق أن تعرض لها في مشواره منذ سنوات طويلة، ولعل مرد الاستغراب يكمن في كون الفريق مايزال يلعب مباريات بنفس اللاعبين وبنفس المدرب وبنفس الشروط التي حقق بها أفضل نتائجه في بداية البطولة، فماذا تغير عنده حتى تحول لقنطرة تمر فوقها وعبرها كل الفرق الأخرى؟ نفس الأمر ينطبق على مولودية وجدة الذي راهن في بداية الموسم على التنافس على الصعود، ليجد نفسه تائها في تغيير مدربيه كل فترة، مما انعكس سلبيا على أدائه، بحيث توالت هزائمه التي كانت آخرها أمام اتحاد طنجة بهدفين مقابل لاشيء، في مباراة استقبله فيها اتحاد طنجة مؤازرا بقرابة عشرين ألف مشجع. بدوره، بدأ إشعاع شباب خنيفرة يخفت بخلاف ما قدمه من صورة جيدة في مرحلة الذهاب، وتراجع أداؤه ولم يعد قادرا على تجنب الهزيمة، كما حدث وهو يحل ضيفا على يوسفية برشيد وينهزم بهدف للاشيء. على مستوى أسفل الترتيب، مايزال اتحاد أيت ملول يعاني وحيدا في ذيل الترتيب، بل ولم يعد قادرا على استغلال لعبه بميدانه، إذ اكتفى مرة أخرى بنتيجة التعادل وهو يستقبل رجاء بني ملال الذي مايزال يراوده طموح الصعود، وهو الذي تفصله عن الصف الأول تسعة نقط. بدوره، عاد الراك للمعاناة بعد فترة قصيرة تنفس خلالها نعمة الفوز، وتفاقمت وضعيته بعد سقوطه في مباراة الديربي التي حل خلالها ضيفا على جاره الرشاد البرنوصي المتفوق بهدف لصفر. بعكس ذلك، يبدو أن قدوم المدرب نورالدين الحراف كان فأل خير على شباب هوارة الذي تنفس بعضا من هواء الانعتاق بعد سلسلة من النتائج الايجابية كانت آخرها عودته بفوز ثمين من أمام اتحاد وجدة الغارق في أسفل الترتيب. في قصبة تادلة، تمكن شباب المسيرة من العودة بتعادل إيجابي بهدف لمثله في مباراة عرفت تكافؤ الفريقين على مستوى الأداء. النتائج: ا.تمارة - ا.الخميسات...........................0 - 3 ا.وجدة - ش.هوارة...............................1 - 2 ي.برشيد - ش.خنيفرة...........................1 - 0 ا.أيت ملول - ر.بني ملال.......................2 - 2 ش.قصبة تادلة - ش.المسيرة...................1 - 1 الكوديم - ا.المحمدية.............................3 - 0 الرشاد - الراك......................................1 - 0 ا.طنجة - م.وجدة..................................2 - 0