علمت الجريدة، من مصادر خاصة ، أن عائلة صحراوية تعتصم بمقر مفوضية اللاجئين بالشهيد ألحافظ، بمخيمات الاحتجاز القسري فوق التراب ألجزائري، في محاولة لإثارة أنظار الرأي العام الى حالة ابنتها الصغيرة المصابة بثقب في القلب، والطفلة الرضيعة تسمى شيلالة احمدو سالم بركة أصيبت بثقب في القلب وانسداد الشرايين حسب التشخيص الطبي للأطباء بمستشفى « النعجة» بالجزائر، لتعود للمخيمات على أمل حصولها على ما تسميه قيادة الجبهة بترخيص « للإجلاء الصحي وهو الترخيص الذي يمكن صاحبه من السفر للخارج قصد العلاج، اٍلا أن قيادة الجبهة رفضت الترخيص لهذه العائلة رغم الحالة الصحية الخطيرة للرضيعة، ورغم أنها قدمت الطلب منذ 2013 دون رد . وحسب مصادر الجريدة فالطفلة معرضة لموت محقق إذا لم يتم تداركها، في أقرب الآجال ، وهي ليست الحالة الوحيدة بل واحدة من مئات الحالات التي تعرفها المخيمات لأن مسلحي الجبهة يخافون عودة كل شخص تمكن من اجتياز ا لحدود الى المغرب، مما يدفعها لمنع حرية التنقل إلا لفائدة المقربين من سلطات قصر الرابوني، حيث ينعم عبد العزيز المراكشي وحواريوه في نعيم الترف على حساب المحاصرين هناك، والذين لا يجد أغلبهم ما يقتاتون به في الوقت الذي تتحدث مصادر ومؤسسات دولية عن عملية إعادة ملايين الدولارات من المساعدات في الاسواق السوداء للمهربين والارهابيين وتجار المخدرات بالصحراء تحت مرأى السلطات الجزائرية التي تغض الطرف عن هذه الممارسات فهل تتدخل السلطات المغربية والمنتظم الدولي لحل مشكلة الطفلة ، في الوقت الذي تتباكى الجمعيات عن حقوق الانسان وتدافع حتى عن القتلة والمجرمين ؟ وهل يستيقظ الضمير العالمي ضد هذه التعسفات.؟ وعلى صعيد آخر وفي موضوع حقوق الانسان دائما، أكد مناضلون في مجال حقوق الإنسان، يوم الثلاثاء الماضي بجنيف، أن مخيمات تندوف جنوبالجزائر تعد تجسيدا صارخا لانتهاك حرية جيل بكامله من النساء والاطفال في التعبير والتنقل. جاء ذلك خلال لقاء حول «الحق في حرية التعبير والتنقل» نظم على هامش الدورة ال25 لمجلس حقوق الإنسان، وشارك فيه فاعلون من المجتمع المدني من مختلف الآفاق. وفي هذا الصدد، أكدت المديرة التنفيذية للمركز الأوروبي للتنمية البشرية (السويد) السيدة خضرة الهير أن الحق في حرية التعبير والتنقل «لا يعادله سوى الحق في الحياة، وهو أساس التمتع الكامل بباقي الحقوق في كل دولة تعتبر نفسها ديمقراطية». وأشارت هذه المناضلة السويدية على الخصوص، إلى «الحالة الصادمة» التي تمثلها مخيمات تندوف، بالجزائر، «حيث يرزح آلاف الأطفال منذ عقود تحت ظروف لا إنسانية، ويقبعون تحت الحصار والمعاناة دون أن يحرك العالم ساكنا». وقالت إنه «من غير المعقول أن يعيش آلاف الأشخاص منذ 39 سنة في مخيمات متهالكة، محاصرين ومحرومين من أي حق في التعبير أو التنقل بحرية». وسجلت الهير، خلال عرض بالمناسبة، أن الوضع مؤسف للغاية وأن المنتظم الدولي «يملك الوسائل لمساعدة هاته الساكنة». وأثارت عائشة الدويهي، رئيسة جمعية الساقية الحمراء للدفاع عن حقوق الإنسان، من جانبها، قضية أولئك، من بين أبناء الصحراء المغربية، الذين يعانون من أسوأ القيود المفروضة على حقوقهم في التنقل والتعبير بمخيمات تندوف. وتطرقت، في هذا الصدد، للعديد من التقارير التي كشفت عن انتهاكات خطيرة ضد الصحراويين، الذين حرموا من الحق الأساسي المتمثل في الالتحاق أو الاتصال بأسرهم. وأعربت الدويهي عن اسفها لكون المنظمات غير الحكومية، بدورها، غالبا ما تمنع من الوصول إلى منطقة المخيمات، في جنوب غرب الجزائر ، واصفة أجواء المراقبة الصارمة المفروضة حول المخيمات من قبل ميليشيات البوليساريو المدعومة من قبل وحدات الجيش الجزائري. واعتبرت الناشطة الصحراوية أنه آن الأوان ليتدخل المجتمع الدولي من أجل كسر جدار الصمت لتمكين لجان تقصي الحقائق من تسليط الضوء على وضع حقوق الإنسان هناك. وخلصت إلى أنه «يتعين أن تتمكن الساكنة من تقرير مصيرها : إما البقاء أو الالتحاق بالوطن الأم».