حل جلالة الملك عشية الثلاثاء، بباماكو، في زيارة رسمية لدولة مالي، المحطة الأولى من جولة إفريقية تقود جلالته إلى كل من الكوت ديفوار وغينيا كوناكري والغابون. ووجد جلالة الملك في استقباله لدى نزوله من الطائرة بمطار باماكو سينو الدولي، الرئيس إبراهيم بوبكار كيتا. وقدمت لجلالة الملك بالمناسبة، ثمرة «الكولا» جريا على التقاليد المالية ، فيما كانت المدفعية تطلق 21 طلقة ترحيبا بمقدم جلالته. وقد خصص العشرات من أفراد الجالية المغربية المقيمة في مالي والمواطنين الماليين، استقبالا حارا ومتميزا لجلالة الملك بالمطار. ومنذ الإعلان عن زيارة جلالة الملك لمالي، زينت شوارع العاصمة باماكو وساحتها بالأعلام الوطنية وصور جلالته، وبلافتات الترحيب. ويرافق جلالة الملك خلال هذه الزيارة، وفد هام يضم على الخصوص، مستشاري جلالة الملك الطيب الفاسي الفهري وفؤاد عالي الهمة، وعدد من الوزراء بالإضافة إلى وفد من المسؤولين والفاعلين الاقتصاديين يمثلون القطاعين العام والخاص ، وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية. وقد خصت ساكنة مدينة باماكو لجلالة الملك استقبالا خاصا وحارا يعكس متانة روابط الصداقة والأخوة العريقة التي تجمع البلدين. وحول أهمية هذه الزيارة قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بدولة مالي زاهابي ولد سيدي محمد إنها تمثل انطلاقة لتعاون أشمل وأعمق بين بلدين شقيقين.وأبرز ولد سيدي محمد في تصريح للصحافة، قبيل وصول جلالة الملك، أهمية هذا الحدث وإسهامه على صعيد تعزيز العلاقات الثنائية. وأعرب من جهة أخرى عن الأمل في أن يكثف الفاعلون الاقتصاديون المغاربة من اهتمامهم بفرص الاستثمار التي يوفرها بلده في مختلف المجالات كالصناعة والصناعة التقليدية والثقافة والفلاحة. وتعليقا على هذا الحدث أبرزت صحيفة (هافينغتون بوست) الأمريكية، واسعة الانتشار، يوم الثلاثاء، الدينامية التي أطلقها جلالة الملك في مالي من أجل إقرار سلام واستقرار دائمين بهذا البلد، مؤكدة أن الدور القيادي متعدد الأبعاد لجلالة الملك يساهم بشكل كبير في التوصل إلى حل توافقي للأزمة المالية. وأكدت الصحيفة الأمريكية، في مقال بعنوان (المملكة المغربية والوعد المالي)، أن «المغرب اضطلع، تحت قيادة جلالة الملك، بدور حيوي في محاربة التطرف الديني بمالي، كما عبر عن التزام ثابت تجاه الحكومة المركزية بهذا البلد، حتى بعد التدخل العسكري الفرنسي والمساعدة التي قدمتها الولاياتالمتحدة». وذكرت الصحيفة الأمريكية في هذا السياق، بالمبادرة الملكية الرامية إلى تكوين ما لا يقل عن 500 إمام بالمغرب، لإبراز سماحة الدين الإسلامي الحنيف، وقطع الطريق على التطرف الديني، عبر تجفيف منابعه الإيديولوجية. ولاحظ كاتب المقال، أحمد الشرعي، ناشر وعضو بمجلس إدارة العديد من مجموعات التفكير الأمريكية، أنه بفضل مبادراته المتبصرة في المجالات الدينية والاقتصادية والعسكرية والإنسانية، التي تنسجم وروح المقاربة الملكية المتشبعة بالنوايا الحسنة، والمزايا الفريدة، تمكن المغرب من الاضطلاع بدور الوسيط بين مختلف الأطراف المالية. وذكر في هذا الصدد ب»الشراكة الوثيقة» التي أقامها جلالة الملك والرئيس إبراهيم بوبكار كيتا، والاستقبال الذي خص به جلالة الملك السيد بلال أغ الشريف، الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد، الذي كان مرفوقا بالمتحدث باسم الحركة موسى أغ الطاهر. وأبرزت (هافينغتون بوست) أن «الحركة الوطنية لتحرير أزواد، أعربت، اليوم، عن انخراطها في طريق المصالحة السياسية، على أمل منح حقوق أكبر وفرص أكثر لأعضائها»، معتبرة أن هذا الاستقبال الملكي يعد بمثابة خطوة «هامة نحو تحقيق الاستقرار في مالي».