نجح القائد الجهوي للوقاية المدنية بالدار البيضاء، أول الأربعاء 9 يماير الماضي, في إقناع « إ.عثمان» عنصر الوقاية المدنية بالمحمدية عن العدول عن فكرة الانتحار، بعدما استمع إلى شكايته واطلع على كل عناوين التسيير السيء الذي تدار به شؤون ثكنة المحمدية. كما استجاب القائد الجهوي، حسب «إ.عثمان» في اتصال هاتفي بالجريدة، لطلبه وقام في الحين بتوقيع قرار نقله لثكنة منطقة البرنوصي بالدار البيضاء التي اختارها رجل الإطفاء للابتعاد - كما قال- عن أجواء الاحتقان واللامسؤولية في ثكنة المحمدية. وكانت جريدة الاتحاد الاشتراكي قد تابعت محاولة إقدام « إ.عثمان» على الانتحار صباح نفس يوم الأربعاء، ونجحت في الاتصال به مباشرة عبر الهاتف وهو خارج شرفة نافدة في الطابق العلوي ببناية ثكنة المحمدية، حيث أكد أنه لن يتراجع عن رمي نفسه من الطابق العلوي، إلا إذا حضر وزير الداخلية أو أحد كبار مسؤولي الوقاية المدنية من الرباط. وشرح عضو الوقاية المدنية في الاتصال الهاتفي أسباب إقدامه على الانتحار ، وفي مقدمتها الحكرة والظلم، محملا كامل المسؤولية لرئيس الثكنة الذي يتخذ - حسب قوله - قرارات غير قانونية ومزاجية كقرارات التوقيف مثلا والتي لا تصدر قانونيا إلا بعد عقد مجلس تأديبي وبتوقيع من القيادة العامة. وعاد « إ.عثمان» في اتصاله صباح أمس, إلى التأكيد على أن رئيس ثكنة المحمدية يقف وراء تكهرب الأجواء واحتقانها داخل الثكنة، مما يؤثر سلبيا على ظروف العمل معتبرا أن تجاوب القائد الجهوي مع مطالبه ورد الاعتبار له، يعتبر إدانة واضحة لتصرفات رئيس ثكنة المحمدية، مضيفا أنه لن يسكت عن فضح سلوكيات المسؤول إياه وسيكاتب من جديد القيادة العامة للوقاية المدنية لتفتح تحقيقا في الموضوع. ولحدود اليوم, مايزال الرأي العام في مدينة المحمدية, ورجال الوقاية المدنية ينتظرون نتائج التحقيق الذي تأكد أن الإدارة العامة للوقاية المدنية قد فتحته بخصوص أسباب إقدام الإطفائي على الانتحار, والبحث فيما يتم تداوله بشأن سلوكيات رئيس ثكنة الوقاية المدنية, وأسباب الاحتقان السائد داخل الثكنة, خاصة بعد إقدام رئيس الثكنة على تلفيق ملفات أدت بعدد كبير من رجال الوقاية المدنية للمثول أمام المجالس التأديبية وصدور قرارات تنقيلية في حقهم مما خلق لهم مشاكل أسرية كثيرة.