تزوِّر »جبهة الصحوة الحرة الإسلامية« الجزائرية نصاً تسميه »قصيدة« وتنسبه إلي. وهو نص لا أعرفه أبداً. هي تدعو إلى إحراق كتبي. الدعوة إلى الإحراق أسهل عليَّ من هذا التزوير. لا أريد أن أرد عليها، إنما أرجو قادتها وأعضاءها أن يلتفتوا إلى ثلاثة أمورٍ، خدمةً لدينهم واحتراماً لأنفسهم. أولاً - لا يليق بمسلم عربي يتحدث باسم الإسلام وكتابه المُعجِز، أن يكون جاهلاً باللغة العربية. لذلك أوصيهم بأن يدرسوا هذه اللغة العظيمة. فما يكتبونه بها، إنما هو في النتيجة استهزاءٌ بها، وامتهانٌ لها. والأجدر بهم، إذاً، أن يحفظوا لغتهم لكي يعرفوا كيف يحافظون على دينهم، وكيف يدافعون عنه. البيان الذي أصدرته هذه الجبهة أحزنني، ليس لأنه يهاجمني، بل لأنه كارثة لغوية، وهو في ذلك ضد الدين ولغة الدين في المقام الأول. ثانياً - لا يليق بمسلمٍ، وبخاصة إذا كان مؤمناً يسمي نفسه »مجاهداً«، أن يُزوِر وينسب إلى الآخرين كلاماً ليس لهم. المؤمن المسلم ينتقد من يخالفه الرأي، وهذا من حقه، لكن ليس من حقه أن يفتري عليه، وأن يتهمه زوراً وعدواناً بكلام لم يَقُلْه أبداً. ثالثاً - لا يجوز للمؤمن أن يتحدث بما لا يعرف، لئلا يُنسَبَ إلى أهل الجهل. الدين ثقافة ومعرفة، إلى جانب كونه إيماناً. وأمثال هؤلاء يعطون صورة عن الإسلام بأنه دينٌ بلا ثقافة. وهذا خطأٌ كبير في حق الإسلام والمسلمين. وبعد، فإنني أسامحهم جميعاً، وأتمنى أن يتثقفوا، راجياً لهم الهداية، لكي يكونوا جديرين بالإسلام، وبالتحدث باسمه، وبالدفاع عنه. هذا نص »القصيدة« التي نُسبَتْ إلي: ( قال المجرم المُلحد الباطني: فلتحترق، احترقي يا دمشق... أبي جهل ومعاوية وعهر يزيد احترقي يا حلب... إجرام صلاح الدين احترقي يا حمص... المُكناة بإجرام ابن الوليد احترقي يا درعا ... البداوة والجهالة والثأر والضباع المناكيد... لتحترق كل هذه الهياكل... لو كانت من الطيِّبات ما أنتجت كل هذه الرزايا) هذا نص-كارثة لغوية وشعرية، وهو قبل كل شيء: كارثة عقلية. كيف يمكن المسلم المثقف المناضل الداعية أن » يدبِج » نصاً في هذا المستوى؟ وما هي طبيعة تصوره لعالم الثقافة العربية والقراء العرب؟ اسمه الكامل، للمناسبة، كما يذكره في بيانه: »مسؤول جبهة الصحوة الحرة الإسلامية السلفية العبد الضعيف عبد الفتاح زراوي حمداش الجزائري«.