أخيرا تقرر جامعة كرة القدم، أن تحترم الأصول، معلنة من خلال وفد يمثلها ويقوده كريم عالم، عن مشاركة حسنية أكادير في افتتاح الملعب الكبير، ملعب أدرار، من خلال مواجهة فريق أوربي كبير لم يتم تحديد هويته بعد، وذلك خلال اجتماع عقد بمقر ولاية الجهة بأكادير، يوم الجمعة 28 شتنبر الماضي، والذي حضره والي الجهة وبرلمانيو المدينة، بالاضافة إلى ممثلي ساكنة أكادير ومنتخبيها وفعالياتها الرياضية وبعض أعضاء اللجنة المغربية لتنظيم كأس العالم للأندية. وقد شكل موضوع إقصاء الحسنية وحرمانها من أن تكون طرفا في حفل افتتاح الملعب الكبير النقطة الأساسية التي انصب عليها النقاش. فمن خلال مداخلتين ناريتين لكل من طارق القباج، رئيس المجلس البلدي، وسعيد ضور، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بأكادير، تمت إدانة الإقصاء الذي تعرض له فريق المدينة ومنطقة سوس الأول، نادي الحسنية، من المشاركة في افتتاح معلمة رياضية كبرى تبقى ملكا للمدينة وساكنتها، ولا يعقل أن يحرم أهل الدار من عرس يقام بين حيطانهم. ممثل الجامعة، كريم عالم، الذي جاء فيما يبدو لتهدئة الخواطر، ساير الاتجاه العام للتدخلات التي عرفها اللقاء، ليعلن أن فريق الحسنية سيكون طرفا في حفل افتتاح الملعب يوم 11 أكتوبر القادم، حيث سيواجه في رفع ستار المباراة التي تقررت بين المنتخب الوطني ومنتخب جنوب إفريقيا، فريقا أوربيا لم يتم تحديده بعد، وإن كانت الفرضيات في هذا الصدد تتأرجح بين فياريال الاسباني وأولمبيك ليون الفرنسي. وكيفما كان الحال، فنعتقد أن مسألة افتتاح معلمة رياضية كبرى في مستوى ملعب أكادير، كان من الممكن أن تدبر بشكل أكثر جدوى وأكثر ذكاء. وكان من الممكن أن يستحضر في هذا الافتتاح ليس فقط الجانب الرياضي، بل كذلك وبالأساس الجانب السياحي. فمن المعروف أنه حتى عهد قريب كانت أكادير تشكل الوجهة السياحية المفضلة لدى الألمان. ولسبب من الأسباب، وهو بالتأكيد سبب يعرفه ويعيه مهنيو السياحة بمدينة الانبعاث، تراجعت بشكل مقلق أعداد السياح الألمان الذين يأتون إلى أكادير. وقد ارتفعت أصوات إعلامية بالمدينة تدعو إلى أن يتم استغلال افتتاح الملعب الكبير، وكذا احتضان المباريات الأولى لكأس العالم للأندية للترويج للوجهة السياحية أكادير. وفي هذا الصدد كان من الأجدى أن يواجه الفريق السوسي في مباراة الافتتاح فريقا ألمانيا، لو أن الجهات المسؤولة والفاعلة سياحيا (المجلس الجهوي للسياحة مثلا) فكرت في الأمر. لكن هذا لم يتم. وتبقى بالنسبة للقيمين على السياحة مناسبة واحدة ووحيدة لتدارك الموقف، وتتمثل في استغلال تواجد نادي بايرن ميونيخ خلال محطة كأس العالم للأندية القادمة للقيام بمبادرة ما، كاستضافة المدينة لوجه معروف في الكرة الألمانية بتكريمه كضيف شرف للمدينة. فما الذي يمنع من الاقدام على مبادرة من هذا القبيل، سيكون لها بالتأكيد الأثر الإيجابي والملموس في الدعاية للمنتوج السياحي للمدينة. وللقيام بمثل هذه المبادرة، نتمنى أن لا يكون ملعب أدرار الكبير مجرد بناية ضخمة توجد على تخوم المدينة. فأكادير ينبغي أن تستعيد ملعبها بمضاعفة المجهودات بتأهيل محيط الملعب، وبضمان ربطه بشبكة النقل الحضري حتى يسهل على الجمهور التنقل إليه، بيسر وبكثافة، ودون كبير عناء. هذا طبعا دون التفريط في ملعب الانبعاث الذي يعتبر جزءا من ذاكرة المدينة، والذي يوجد بشأنه شبه إجماع على ضرورة محافظته على صبغته الرياضية وأن لا يسقط، لا قدر الله، بين أيدي لوبي العقار.