دعا عضو المكتب السياسي للإتحاد الاشتراكي مصطفى المتوكل الساحلي الشباب إلى الانخراط بقوة ودينامية في العمل السياسي النبيل،عبرا لمشاركة الإيجابية والتكوين والتأطير من أجل امتلاك معرفة من جهة، وتحصين ذواتهم من الأفكار التضليلية والهدامة والمحبطة من جهة ثانية، والاستعداد لتحمل المسؤولية مستقبلا في مختلف الواجهات من جهة ثالثة. وقال في عرضه القيم الذي ألقاه في افتتاح اليوم الدراسي لفائدة الشباب،بحضور عضو المكتب السياسي عبدالله العروجي وأعضاء اللجنة الإدارية،والمنظم من قبل فرع الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجماعة بلفاع بإقليم اشتوكة أيت باها،يوم السبت 25ماي2013، تحت شعار:»الشبيبة الاتحادية ومعركة التغيير الديمقراطي»:إذا كنا نخاطب فئة الشباب فلأنها تمثل في الهرم السكاني للمغرب 60في المائة،مما يعني أن هذه الفئة التي تمثل حسب الإحصائيات غالبية سكان المغرب،هي التي ستدبر أمور البلاد بعد 15أو20سنة كأقصى تقدير. وهذا يعني ، يضيف المتوكل ، أن الشباب إن لم يحصن ذاته بالدراسة والتكوين والتحصيل العلمي والمعرفة الحقة في عدة مجالات علمية واقتصادية ودينية وثقافية لن يكون مؤهلا مستقبلا لكي يلعب دورا رياديا في تدبير شؤون البلاد،وإذا بقي مهمشا أو هامشيا ومحبطا ويائسا بفعل تخديره بأفكار هدامة،فهذا مؤشر خطير على أننا سنعيش أزمة مبكرة ينبغي أن نصدى لمسبباتها بشتى الوسائل الممكنة لحماية شبابنا من كل الأفكار المخربة والتضليلية ووقايته من الإنزلاقات السياسية والفكرية والإيديولوجية التي سوف تقوده إلى اليأس والتذمر. وأكد عضوا لمكتب السياسي في العرض الذي تتبعه حوالي 160شابا وشابة من مختلف فروع الشبيبة الاتحادية ومن القطاع التلاميذي بتارودانت وإنزكَان وأكَادير وتزنيت وإنزكَان أيت ملول واشتوكة أيت باها،أن هناك أمثلة عديدة عن نماذج شبابية تحملت مسؤولية وطنية وسياسية ببلادنا سواء في عهد الإستعمارأو الاستقلال،حيث ذكر أن من الموقعين على وثيقة الاستقلال سنة 1944،شابين هما المهدي بنبركة وعبد الرحيم بوعبيد اللذين قاوما الاستعمار الفرنسي وقادا معركة النضال الديمقراطي في عهد الاستقلال. وأعطى مثالا بالمجاهد محمد منصور،الذي أدين في عهد الاستعمار بالإعدام وعمره لا يتجاوز 17سنة،ولم ينفذ فيه الحكم لأن عمره لم يتجاوز سنة 1955 ، ثمانية عشر وبقي في السجن إلى أن جاء الاستقلال،واستدل بمثال المجاهد عبد الرحمن اليوسفي الذي خاض معركة النضال النقابي في عهد الاستعمار في الأربعينات من القرن العشرين وهو في ريعان الشباب. هذا فضلا عن كون الذين أسسوا العمل النقابي والبديل الديمقراطي بالمغرب في أواخر الخمسينيات من القرن العشرين أو الذين أسسوا نقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل سنة 1978 أو الذين خاضوا إضراب 1979من رجال التعليم، كانوا كلهم شبابا لأنهم كانوا يدركون ويعون تمام الوعي أن معركتهم لم تكن لوحدهم بل هي معركة جميع المغاربة الذين احتضنوها ودافعوا عنها والتفوا حول حزبهم الوحيد الذي دافع عن حرية وكرامة المغاربة في سنوات الجمر والرصاص . وحث مصطفى المتوكل الشباب والتلاميذ على الإنكباب أيضا على قراءة تاريخ حزبهم باعتباره جذورا ومرجعيات لا محيد لنا عنها،حتى وإن حاول المخزن ومعه الظلاميون أن ينسوننا في جذورنا وأصولنا وتاريخنا العميق،تاريخ الإتحاد الاشتراكي،باعتباره مرجعا حزبيا لنا منه استمدينا ثقافتنا السياسية التي هي أشبه بالثقافة الدينية التي ورثناها واستمدناها من آبائنا وأجدادنا وأسلافنا،لأن بهذه الثقافة نستطيع خلق دينامية جديدة اليوم في القطاع التلاميذي وخلق نواة طلابية قوية في الجامعة المغربية. واستدل على هذه الثقافة الموروثة التي ينبغي الحرص عليها،بأمثلة كثيرة من التراث الإسلامي ،بعيدا عن التفاسير العقيمة والتأويلات المغرضة التي يخوض فيها بعض الفقهاء المضللين اليوم أصحاب الفتاوى التكفيرية البعيدة كل البعد عن جوهر الإسلام الحقيقي. وقال عضو المكتب السياسي إن وطننا في حاجة ماسة اليوم إلى تدبير الشباب لشؤون البلاد لكن بمسؤولية ونجاعة ووعي وكفاءة عالية،وهذه تأتي انطلاقا من التكوين الذاتي الجيد والتسلح بمختلف المعارف والعلوم،والثقة في النفس والمستقبل والاطمئنان والاستقرار الداخلين بعيدا عن ثقافة التشاؤم والإحباط واليأس والقنوط التي تحاول بعض التيارات الدينية زرعها في نفوس الشباب الذين أمامهم فرص طويلة في حياتهم لتحسين أوضاعهم الاجتماعية والمادية عوض أن يقعوا ضحية أفكار هدامة وإرهابية تقودهم إلى الهلاك. ودعا الشباب المشارك في اليوم الدراسي وورشاته إلى التكوين المستمر والدائم لأن العلم والمعرفة لا حدود لهما في الزمن والمكان،وإلى التسلح بمعرفة حقيقية علمية وفكرية وفلسفية وجمعوية أيضا حتى يستطيع مواصلة بناء المجتمع على أسس قوية. ولهذا خاطبهم بقوله:»الذي يجب أن يحكم ويُسيّر في المستقبل بعد 10سنوات على أقل تقدير،هم أنتم سواء في الحزب أو النقابة أو الجمعيات أو الجماعات المحلية أوالبرلمان أوالحكومة،لذلك يتطلب منكم مواصلة دراستكم في التعليم الثانوي والجامعي حتى تكون لكم معرفة واعية وقوية تميزون من خلالها بين الخير والشر بأنفسكم والجهر بالحق كما مارسه ويمارسه الإتحاد الاشتراكي . وفي معرض حديثه عن حكومة بنكيران،أضاف عضوا لمكتب السياسي،نحن لسنا ضد الحكومة في حد ذاتها وضد الوزراء كأشخاص ذاتيين،بل ضد سياسة الحكومة التي ستقود المغرب إلى أزمة خانقة،وستتحكم في المجتمع انطلاقا من الدين عبر التطاول والهيمنة على اختصاصات أمير المؤمنين ومنازعته في هذه الإمارة الدينية من خلال الخلط بين السياسة والدين ، والسماح بإصدار فتاوى هنا وهناك تذهب أحيانا إلى حد تكفير من يخالف الحزب المهيمن على الحكومة في الرأي،وكأن هؤلاء صاروا أوصياء على الدين وهذا منحى خطير ستكون له تداعيات كارثية على البلاد،إن لم يوضع لها حد،بإبعاد المساجد عن السياسة وإلا لأصبح لكل حزب من هذه الأحزاب السياسية مسجده وفقيهه الخاص يذكرنا بالفرق الدينية والسياسية والمذهبية التي عاشها أسلافنا في العصر الأموي،بعد مقتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه. فهل نحتاج في ظل الحكومة الحالية من يقول لنا:هل نحن مسلمون أم لا؟يتساءل المتوكل قبل أن يجيب ،بل نحتاج أن تجيبنا الحكومة على أسئلة حقيقية مرتبطة بالاقتصاد والمشاكل الاجتماعية من أبرزها انسداد آفاق الشغل،وارتفاع الأسعار والزيادات غير المرتقبة في المحروقات وارتفاع سقف المديونية وتسجيل التقليص من نسبة النمو في مقابل ارتفاع نسبة العجز المالي والتراجع الملحوظ في الحريات العامة في مجال الحقوق كمكتسبات أدى عليها المغاربة ضريبة كبيرة في الماضي. وعليها إذن أن تعمل لتحقيق كل مطالب الشعب المغربي وإيجاد حل لأزماته الخانقة بدل أن تتبجح بإصدار قوانين مع أنها وضعت في عهد عبد الرحمن اليوسفي ،لهذا يضيف المتوكل ، نؤكد أننا نعيش اليوم في ظل هذه الحكومة غير المنسجمة على مشارف سكتة قلبية ودماغية وجيبية بسبب الزيادات الحارقة واللافحة لجيوب المواطنين في المواد الغذائية والمحروقات والاقتطاعات من أجور الموظفين كعنف رمزي ومعنوي استهدف مختلف فئات المجتمع المغربي، فعندما نسمع رئيس الحكومة في الجلسات الشهرية بالغرفتين،يقول المتوكل،نراه يتحدث في كل شيء وهو لا يفهم أي شيء،ونطالبه اليوم بأن يجيبنا بوضوح هل المغرب يسير إلى الأمام أم إلى الوراء ؟لأن جميع المؤشرات تنبئ بكارثة اقتصادية نتيجة هذا العبث في تسيير الشأن العام وغياب الانسجام بين مكونات الأغلبية بسبب ضعف شخصية رئيس الحكومة، وهذا خلافا للوزير الأول عبد الرحمن اليوسفي الذي كان يتمتع بشخصية كارزمية وقوية وبشخصية رجل دولة بامتياز،لذلك استطاع بحنكته وحنكة حكومته إنقاذ المغرب من السكتة القلبية وإنجاح الانتقال الديمقراطي بسلاسة وثبات. هذا وتميزت الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي بكلمات مختلفة كلمة الكتابة الجهوية للحزب التي ألقاها نائب الكاتب الجهوي خنفر البشير وكلمة عضو اللجنة الإدارية الحسين أزكاغ، وكلمة الكتابة الإقليمية للإتحاد الاشتراكي باشتوكة أيت باها الحسن الشلاغم وكلمة كاتب الفرع الحزبي ببلفاع الحسين الشلاغم أكدت كلها على أهمية اليوم الدراسي الذي سيمكن المشاركين عبر الورشات الخمس من امتلاك معارف ومهارات في مجالات مختلفة ستكون بدون شك زاد معرفيا وثقافيا لهؤلاء الشباب. كما عرفت الورشات مشاركة قوية للشباب سواء من خلال التجاوب مع موضوعاتها أومن خلال طرح أسئلة أو التعقيب على العديد من الأفكار أو على سبيل الإضافة وإغناء النقاش في الورشة الأولى التي أطرتها فدوى الرجواني في موضوع»المناصفة وتكافؤ الفرص» ،والورشة الثانية التي أطرها عمادي يوسف وأحمد موشيم حول»الإعلام والتواصل». والورشة الثالثة التي أطرها سيدي علي ماء العينين في موضوع»دورا لشباب في التغيير الديمقراطي»،والورشة الرابعة التي أطرها جواد فرجي ومحمد بوعود في موضوع»مهام الشباب في تدبير الشأن العام المحلي»والورشة الخامسة التي أطرها مصطفى المرتقي في موضوع»العمل الجمعوي».