في ديربي رباطي بأنفاس إفريقية، سيجد أحد قطبي العاصمة نفسه مجبرا على الخروج من المنافسات القارية، بعدما وضعت قرعة ملحق ثمن نهائي كأس الكاف الفتح الرباطي في مواجهة جاره الجيش الملكي من أجل مقعد واحد بالمجموعة الثانية. هذا النزال الحارق ستجري فصول مرحلة ذهابه مساء اليوم، ابتداء من الساعة الثامنة ليلا، بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، وسيديره طاقم تحكيم كاميروني، بقيادة الحكم الدولي جينكو واندجي أورليان. لا خيار أمام الفتح والجيش الملكي مساء اليوم سوى إخراج كافة أسلحتهما التقنية والتاكتيكية من أجل تعزيز فرص المرور إلى دور المجموعتين، وخوض مباراة الإياب، في التي ستجري في مستهل الشهر المقبل بذات الملعب، بكل ارتياح. فرغم أن الفريقين يعرفان بعضهما البعض، ورغم أن الجيش الملكي يتواجد في أوج عطائه حيث يحتل الرتبة الثانية في البطولة الوطنية، بفارق نقطتين عن الرجاء المتصدر، فإن هذه المباراة ستخضع لا محالة لطقوس خاصة، وتبقى مفتوحة على كل الاحتمالات، لأن هدوء الأعصاب، وعدم ارتكاب الأخطاء، سيكون معطى حاسما في ترجيح كفة فريق على الآخر، في أول مواجهة بين الطرفين في هذه المسابقة القارية. ومن المتوقع أن تشهد هذه المواجهة سجالا تاكتيكيا بين المدربين جمال السلامي وعبد الرزاق خيري، خاصة وأن ترسانتهما البشرية تعج بالعديد من الخيارات، رغم أن الفريق العسكري سيكون محروما من خدمات ثلاثة من أبرز قطع غياره، في مقدمتهم الحارس علي الكروني والمدافع يونس بلخضر بداعي الإصابة، والمدافع عبد الرحيم الشاكير، التي أوقفه الاتحاد الدولي لكرة القدم، على خلفية طرده في مباراة المنتخب الوطني المغربي أمام نظيره التانزاني، برسم تصفيات مونديال البرازيل 2014. وفي المقابل سيكون الفتح مكتمل الصفوف، باستثناء غياب اللاعب سعدان، الذي تعرض لإصابة بليغة على مستوى أربطة الركبة، والذي مازال يخضع للفحوصات من أجل معرفة درجة خطورتها، وكذا فترة الراحة، الأمر الذي من شأنه أن يخدم مصالح المدرب جمال السلامي، الذي يتوفر على تركيبة متجانسة، استعادت توازنها بعد مرحلة فراغ طويلة على مستوى البطولة الوطنية. وسيراهن المدرب عبد الرزاق خيري على سرعة يوسف القديوي وصلاح الدين عقال، وكذا فعالية مصطفى العلاوي من أجل إحراج خط الدفاع الفتحي، خاصة وأنه يراهن على تحقيق أكثر من لقب في هذا الموسم، وفي المقدمة لقب البطولة، الذي سيكون بوابة نحو كأس العالم للأندية، وبالتالي، فإن أي نتيجة سلبية في هذه المواجهة قد تكون لها آثار جانبية على التوازن النفسي للاعبين، لذا سيكون الفوز دافعا معنويا لمواصلة التربص بالرجاء، وانتظار فرصة الانقضاض على الصدارة. وعموما، فإن المباراة تعد بالفرجة والندية، التي دائما ما تحفل بها مواجهات الفريقين، وستهدي الجماهير طبقا فرجويا مثيرا، يعيد الدفء إلى مدرجات المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله. تجدر الإشارة إلى أن فريق الفتح الرباطي، الذي سبق له أن توج في سنة 2010 بلقب هذه المسابقة، خرج من مسابقة دوري أبطال إفريقيا بعد تعادله ذهابا وإيابا أمامن سيوى سبور الإيفواري (1 - 1 و 0 - 0)، فيما تأهل الجيش الملكي لهذه المرحلة بعد تغلبه على فريق عزام التانزاني ( 0 - 0 و 2 - 1). يذكر أن المتأهل عن المباراة سيأخذ مكانه ضمن المجموعة الثانية، التي ستضم المتأهل من مباراة الإسماعيلي المصري والبنزرتي التونسي، وكذا الفائز في لقاء وفاق سطيف الجزائري وبيتام الكونغولي، والمنتصر في لقاء مازيمبي الكونغولي وليغا موسولمانا الموزمبيقي.