احتج عشرات من أساتذة كلية العلوم بمكناس، مؤازرين ببعض من زملائهم بكليتي الحقوق والآداب والعلوم الإنسانية، أمام مقر جهة مكناس تافيلالت الذي كان يحتضن فعاليات «المنتدى الدولي الأول في الهندسة والابتكار». ورفع المحتجون شعارات تستنكر استفراد رئاسة الجامعة بالقرارات وإقصاء الأساتذة الباحثين وهدر المال العام. وجوابا على اتهامات الأساتذة، قال رئيس الجامعة أحمد لبريهي إن للدولة مؤسساتها من وزارة ولجان التفتيش والافتحاص، وهناك مساطر وجب اتباعها للوصول إلى حقيقة ما يدعونه، أما عملية الإقصاء فإن هذا المنتدى منظم من طرف مصلحة خاصة بالجامعة تقترح وتواكب أنشطة الجامعة في مثل هذه المجالات وهي من قررت تنظيم هذا المنتدى. أما عن منع الأساتذة من ولوج قاعة العروض، فأوضح رئيس الجامعة أن الباب مفتوح في وجه كل من سجل نفسه عبر موقع الجامعة، كما هو معمول به في كافة المنتديات والمؤتمرات، تيسيرا للتنظيم ليس إلا. كما أبرز لبريهي في كلمته الافتتاحية أن الجامعة تعد محورا من محاور البحث العلمي والابتكار والتنمية، جهويا ووطنيا، مشيرا إلى أن جامعة مولاي إسماعيل عرفت، خلال السنة الجارية، تسجيل 24 براءة اختراع كأول جامعة على الصعيد الوطني في هذا المجال.فيما أكد عبد الواحد الزرفي، رئيس قسم التوقعات والخبرات بمديرية التكنولوجيا بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، أنه تم وضع مخطط عمل للبحث 2013/2016 يتضمن عدة محاور ومشاريع تروم تنمية منظومة البحث العلمي والتكنولوجي والابتكار، وتقوية البنية التحتية المتعلقة بتثمين نتائج البحث العلمي، إضافة إلى تقوية التعاون في المجال مع القطاعين العام والخاص والتعاون الدولي خاصة مع الدول الصاعدة. وللإشارة فإن الأساتذة المحتجين غادروا مقر انعقاد المنتدى مباشرة بعد انطلاق أشغال المنتدى الذي اختير له عنوان « كيف نجعل من الابتكار رافعة للتنمية «، واعتبره المنظمون فرصة لتبادل الآراء والتجارب والمقترحات المتصلة بالعولمة وتطوير الابتكار ودور الجامعات في نقل التكنولوجيا. ويأتي تنظيم هذا المنتدى، الذي التأم فيه ثلة من الخبراء والباحثين من داخل المغرب وخارجه - حسب بلاغ الجامعة - في سياق يتسم بسعي المغرب إلى تطوير المناخ الملائم لحفز البحث والابتكار، وكذا توفير المقومات الأساسية لتقوية نسيجه الاقتصادي والصناعي. ومن شأن ذلك كله تحقيق وقع إيجابي على الابتكار وتطوير إطار التنافسية من خلال التعبئة والتحسيس من جهة وتعزيز التكوين من جهة أخرى. وسيشكل هذا المنتدى مناسبة لمناقشة التدابير الكفيلة بتعزيز البعد الجهوي في هذا الصدد، والتعريف بالإمكانات المتاحة من خلال التعاون الدولي لتحقيق الكفايات التي من شانها تيسير إعداد المشاريع والاستفادة من الفرص المتاحة. وتم منح جوائز لفائدة الباحثين وحاملي المشاريع لكل من ذ.عبد الغني النحلي من جامعة المولى إسماعيل لابتكاره منظم « مستشعر كهرومغناطيسي « يستعمل على نطاق واسع نذكر منه على سبيل المثال قياس جميع الوحدات الفيزيائية، و ذ. لمحمد أطرشون من خلال مشروعه « حماية الأجهزة الكهربائية والإلكترونية من فرط التوتر» مشروع تم تسجيله وطنيا. وتأتي هذه الابتكارات حسب ذ.النحيلي ضمن الأعمال العادية للأساتذة الباحثين، وهذه الأعمال هي التي بوأت جامعة المولى إسماعيل المرتبة الأولى وطنيا في مجال الابتكار. تجدر الإشارة الى أن هذه التظاهرة العلمية التي تختم فعالياتها يومه الأربعاء، عرفت مشاركة باحثين ومختصين وخبراء وطلبة الدكتوراه من المغرب وفرنسا والولايات المتحدة.