ككل موسم مسرحي، وفي كل مهرجان لأب الفنون، يعود الممثل والمخرج والمؤلف سعد الله عبد المجيد بعمل جديد. هذا الموسم سجل حضوره بمسرحية «الدنياجات» من تأليفه وإخراجه، ومن تشخيص جميلة مصلوح، مصطفى اهنيني، أحمد زولاد وعلاء الدين الحواصي. سينوغرافيا للفنان التشكيلي أحمد اجبيل، التقنيات سعد الله سامي، إدارة التواصل للدكتور والأستاذ الجامعي والصحفي عبد اللطيف تنير، الإنارة لابن هباش أيوب، إدارة الخشبة للبشيري بن رابح والملابس لنبيلة العامري. النص المسرحي حسب سعد الله عبد المجيد، يجسد مشاهد المرأة التي عاشت في بداية القرن التاسع عشر، وسط الأسر وبالضبط بمدينة فاس، التي كانت تخلق الفرجة وسط البيوت بتقنية الحلقة، وفي نفس الوقت، تعددت وظائف هذه المرأة، مرة تقوم بدور فقيهة في الدين وفي بعض الأحكام الشرعية المتعلقة بالمعاشرة، وكانت تعلم البنات والعروس كيف يتعاملن في ليلة الدخلة، وكانت تحسس بمسألة المعاشرة الجنسية، وكانت أيضا تقوم بدور الخاطبة، من خلال توسطها بين الأسر للزواج، وكانت تضاهي في ذاك الزمن مجموعة من الشيوخ، الذين يطلق عليهم بشيوخ البنيقة، وتخالفهم في أمورهم، حيث كان معيارهم الغني يتزوج بالغنية والفقير بالفقيرة، وكانت المرأة، التي كانت تلقب بمولاة السر، تقوم بنوع من الوساطة الغرامية، يعني ما يسمى بالرقاصة، وكانت بمدينة فاس تلقبت بمولاة السر، لأنها تعلم مكامن وأسرار جميع الأسر، باعتبارها تدخل كل البيوت وتحاور النساء وتقوم بفرجات،.. المرأة في المسرحية ..كان لها طموح كبير، وسعي في تحقيق مبتغاها، وأصبحت كمحامية، تدافع عن المرأة الضعيفة والسيدات المقهورات، وأصبحت مناضلة وملتزمة وحاول رجال مدينة فاس بأن يدبروا لها مكيدة على أساس إدخالها لدار الطاعة قصد العقاب. وكانت دار الطاعة في القرن التاسع عشر مخصصة للنساء المتزوجات، وهي مكيدة من طرف الرجل الغني، وهو الشهبندر، وكانت مولاة السر تعلم علم اليقين أنه عاقر، وحتى لا يتم فضحه، ... وتوجد بدار الطاعة سيدة تدعى بالعريفة، والتي تسهر على عقاب كل من دخلت دار الطاعة. حين ذلك، سقط من المرأة مولاة السر سلطتها، وحنكتها ومكانتها، ولم تستطع القيام بعد ذلك بالفرجة، وهو ما دفع بالعديد من الناس إلى التساؤل حول أسباب عدم قيامها بالفرجة، فهناك من قال بأنها أصبحت حمقاء، وآخر قال بأنه تم نفيها. وقد أشار سعد الله عبد المجيد إلى أنه كتب هذا النص المسرحي لتقديم هذه الصورة لهذه الشخصية من خلال نبش في الذاكرة، في أسطر لأبناء الأسر التي كانت تحكي لهم الجدة خلال سنوات مضت، وفي غياب التلفزيون. وقد جسدت الممثلة جميلة مصلوح دورها بامتياز.. يوم ثلاثاء ماضي بقاعة المركب الثقافي سيدي بليوط أمام لجنة المهرجان لوزارة الثقافة، في إطار المهرجان المسرحي الربيعي الذي تشرف على تنظيمه مقاطعة سيدي بليوط.