من يكون «أبو سلمى» الذي تأسر شبكاته المسهمة ملايين القراء بالمغرب وخارجه، دون أن يكلوا وهم يحاولون فك شفرات كلماته من سبْر أغوار ما يدور في خُلْد هذا المبدع الخجول والمؤدب جدا.. إنه الدكتور عبد القادر وساط: الشاعر والمترجم والرسام، لكنه أيضا طبيب الأمراض العقلية، والذي حاولت مجلة «هسبريس» «الاشتباك» معه عن كثب لفهم شبكاته أكثر. في قرية صغيرة تسمى «لَمْزينْدَة» قرب مدينة اليوسفية، ولد عبد القادر وساط يوم التاسع من ماي 1958، وكان هو الطفل الثاني لأسرة ستصير مكونة من سبعة أبناء... كان عبد القادر وساط، منذ مطلع شبابه، يحب الكتابة في الصحف وترجمة الأشعار والقصص، وذلك بدافع الحب الشديد للأدب لا غير، وكان ينشر ضمن مجموعة من الشباب مقطوعاته الأدبية الأولى بجريدة «المحرر»، ثم في جريدة «الاتحاد الاشتراكي»، فكان طبيعيا أن تتوثق علاقته بهذه الجريدة على نحو تدريجي إلى أن وجد نفسه مكلفا ضمن أشياء أخرى بإعداد الشبكات المسهمة على صفحاتها. لكن.. لماذا اللجوء إلى كنية «أبو سلمى» في توقيع الشبكات المُسهمة؟ يجيب وساط بأنه «أراد الإبقاء على مسافة معينة بين نشاطين مختلفين، رغم أنهما متكاملان في حقيقة الأمر، ألا وهما: الكتابة الأدبية والاشتغال على الكلمات المسهمة». الرجل الذي يوقع باسم ابنته شبكاته المسهمة، التي يتابعها آلاف المغاربة بلهفة، يدرك تماما أن هناك تداخل بين عالمه وعالم ابنته سلمى». مقلدو أبو سلمى في شبكاته الشهيرة لا يدربون دماغهم على التفكير والابتكار، وشيئا فشيئا يصيرون عاجزين عن الخروج من شرنقة التقليد التي سجنوا أنفسهم فيها، كما أن القراء سرعان ما يفطنون إلى التقليد والسرقة في هذا المجال.