بعد ردود الفعل القوية التي أثارها التصريح الصحفي الأخير للفنانة المغربية، فاطمة وشاي، حول الموجة الجديدة من الأفلام السينمائية المغربية التي تخدش الحياء والذوق العام. بين من يرحبون بما ذهبت إليه وشاي في موقفها الرافض لأفلام العري والكلام الساقط وساندوها فيه، وبين من يرفض ما ذهبت إليه وأن مبدأ الحرية في الإبداع وأنه لا يمكن عزله عن الواقع المعاش.. تمسكت بطلة المسلسل التلفزيون التراثي الشهير «حديدان» بما سبق وصرحت به في لقاء خصت به «القدس العربي» وقالت الفنانة الكبيرة فاطمة وشاي: «الحمد لله، ردود فعل أغلبية المواطنين كانت مع ما عبرت عنه، ويستنكرون خدش الحياء ويستنكرون خدش ملامح خصوصيتنا كمغاربة، ويستنكرون قتل الهوية والقيم الأخلاقية». وأضافت وشاي: «أنا أتحدث عن أفلام ونقول ليس عندنا سينما مغربية، يجب أن تكون عندنا سينما مغربية تعنى بقضايا وهموم المواطنين المغاربة، وما أكثر قضايا وهموم المغاربة...«حنا راه عندنا تبارك الله ..عطا الله ما يتقال.. في القضايا وفي المشاكل اللي كاينة عند الناس .. فما نمشيوش دايما نبقاو نقلدو تقليد أعمى.. أو نجيو نخدمو واحد الإيديوليجة معينة من أجل الكسب المادي ونضربو الهوية ديالنا والقيم والأخلاق» ... ونقول زيفا وبهتانا أنه يجب علينا أن نتكلم عن الإبداع كإبداع، وأن لا نتكلم عن الهوامش.. متى كانت القيم والأخلاق والدين هوامش؟ نحن ننتمي إلى خصوصية مغربية إسلامية، وليس الدين والقيم والأخلاق مجرد هوامش. ومؤكدة: «علينا أن نضع هذه القيم أمام نصب أعيننا عندما نريد تصوير أي عمل إبداعي، سواء في السينما أو التلفزيون، ونصب أعيننا دائما القيم والدين والأخلاق التي تربينا عليها. فاطمة وشاي أشارت من جهة أخرى، إلى أنه إذا كان هناك من يقول أن ما تقدمه هذه الأفلام من حوارات وألفاظ نابية هي ألفاظ المغاربة، فإن تلك الألفاظ التي أصبحت مستعملة اليوم في بعض أفلامنا السينمائية، هي تكريس للانحلال والتفسخ. ولو أن أصحاب هذه الأفلام يقولون أنهم درسوا في الخارج، وأنا اعرف أناسا تربوا في الخارج، وعلى رأس هذه القائمة، المخرج المغربي إسماعيل السعيدي، ولد وتربى ودرس بالخارج، وثقافته فرنسية، ولكنه يجيد اللغة العربية ويجيد الدارجة، ولا زال متشبثا بالقيم والأخلاق المغربية، ولما يأتي إلى بلده المغرب ليبدع فيلما يتناول فيه هموم المواطن المغربي، أو يتطرق فيه إلى هموم المغربي في الغربة. هذا ليس مبررا، وعندما نقول أن هذه هي لغة وألفاظ المغاربة، فلا أحد من المغاربة سيتجرأ ويتكلم مع أمه أو مع والده بتلك اللغة وتلك الألفاظ. أو أنه سيتكلم عبر وسائل الإعلام بتلك اللغة. وهؤلاء الذين يقترفون هذه الأفلام هم أنفسهم يتحدثون عبر وسائل الإعلام في القنوات والإذاعات، وللصحف بكلام طيب وجيد ولبق. ويقولون هذه هي لغة المغاربة؟؟ إذن هؤلاء يسبون المغاربة ويشوهون صورتهم. المال العام لا يجب أن يضيع في هذه الخزعبلات، علينا أن ننتج سينما مغربية حقيقية التي تتكلم عن الحقيقة وعن الواقع. وللأسف، أن المركز السينمائي المغربي يدعم بواسطة المال العام هؤلاء، وأنا لا أدري ما الغرض من ذلك؟ ولكن أعتقد أن في رؤوسهم شيئا من حتى. وتعتبر فاطمة وشاي من ابرز الممثلات المغربيات الشهيرات، ولدت سنة 1955 مدينة أسفي بوسط المغرب. ونشأت ?وشاي? في بيت مولع بالفن، حيث كان والدها فنانا وشاعر الملحون، وكان يصطحبها معه إلى المسرح والسينما، وكذا الحفلات الموسيقية، وتولدت لديها الرغبة في اقتحام هذا العالم الفني. وكانت انطلاقة فاطمة وشاي الفنية من خشبة المسرح، وتألقت في أعمال فنية متميزة، كان أبرزها في الميدان التلفزيوني، من خلال مسلسل «سرب الحمام»، و«دواير الزمان»، و«المصابون»، و«ووجع التراب» وفي التحفة التلفزيونية المسلسل التراثي «أحديدان». وغيرها. وفي السينما، شاركت الكبيرة فاطمة وشاي التي تعرف في الوسط الفني بالمرأة الحديدية لمواقفها الصلبة ومبادئها التي لا تفرط فيها مهما كان الثمن، في فيلم «المطرقة والسندان»، وفيلم «ياريت»... أما في المسرح، فشاركت فاطمة وشاي في مسرحيات «مولاي إدريس» و«أين الرؤوس»، و«البغلة هذا شهرها»، و«شعيبة ياوليدي»... كما شاركت هذه النجمة القوية في عدة سيتكومات، مثل «عائلة محترمة سنة 2005»، سلسلة «رمانة وبرطال» ولديها أيضا عدة أفلام ناجحة مثل «رحيمو». اشتهرت عند الجمهور المغربي بأدوارها المتميزة، إذ تتألق في أداء أدوار المرأة المغلوب على أمرها، كما تتميز أيضا بأداء أدوار المرأة المتسلطة في فيلم «الحي الخلفي» وأيضا الفيلم الناجح «عويشة دويبة». ولها مشاركات مميزة في برنامج «مداولة» الذي يعرض على شاشة القناة الأولى المغربية، وهو برنامج يهدف إلى تحسيس المواطنين بالقضايا العامة التي يترافع بشأنها أمام المحاكم.