تعد الرهبة نوعا من أنواع الخوف ، والتي تتعدد أسبابها، فهناك من له رهبة من الأماكن العالية والمرتفعات، وهناك من ترهبه أنواع معينة من الحشرات، وتصبح هذه الحالة عائقا أمام الشخص، حين تفرمل وتحد من تحقيق رغباته والشعور بالانتشاء خلالها والاستمتاع بها. يكون المريض بالرهاب الإجتماعى، قلقا خوفا من أن يجعل من نفسه أضحوكة أو مجالا للسخرية أمام الآخرين، وتنتابه حالة من القلق الشديد قبل الذهاب إلى أي لقاء يضم أشخاصا آخرين، بحيث يعيش همّا يمثل له عبئا نفسيا قبل الحضور إليه، ويستعرض في مخيلته التفاصيل الدقيقة لكل الأشياء المخجلة التي قد تحدث له، كما يكون غير قادر على تطبيق أفعاله أو التعبير عما يخالجه. وتنتاب المريض بالرهاب الإجتماعى أعراض عضوية كذلك، من بينها جفاف شديد في الحلق، التعرق، خفقان القلب مع الشعور بعدم انتظام دقاته، الرغبة في التبول بطريقة غير معتادة، التنفس بسرعة مع الإحساس بالاختناق، ارتجاف اليدين و احمرار الوجه، بالإضافة إلى نوبات من الهلع. كيف يمكن أن تتأثر حياة الأشخاص بهذا المرض؟ كثير من المرضى يتكيفون مع هذا المرض بتنظيم حياتهم، بحيث يتفادون التعرض للمواقف التي تتسبب لهم في القلق، وقد يصل الأمر، في بعض الحالات بالمريض كي يتفادى حتى أسباب النجاح في عمله والتي قد تؤهله لتحمل المسؤولية. كما أن حوالي نصف الذين يعانون من هذا المرض ، خاصةً من الذكور، يجدون صعوبة بالغة في تكوين علاقات طويلة الأمد. وتشير التقديرات إلى أن 5 من بين كل 100 شخص يصابون بالرهاب الاجتماعي، وتتضاعف نسبة الإصابة لدى الإناث مرتين إلى ثلاث مرات أكثر من الرجال، مع العلم بأنه لا يوجد سبب معروف لهذا المرض، ولكنه عادة ما يصيب الأشخاص الذين عانوا من مرض التأتأة في طفولتهم. ومن مضاعفاته إصابة الشخص بالإحباط والاكتئاب. يعالج مرض الرهاب الإجتماعي عن طريق العلاج النفسي أو مع العلاج الدوائي، وهناك طرق عدة من العلاج النفسي، وأهمها العلاج عن طريق التدريب على المهارات الإجتماعية، والعلاج السلوكي، خاصة العلاج المعرفي السلوكي. ويستخدم العلاج الدوائي إذا لم ينجح العلاج النفسي، أو لم يرغب المريض في أن يجربه، أو إذا كان المريض في حالة اكتئاب. و تستخدم مضادات الإكتئاب لعلاج هذا المرض ، حيث يبدأ المريض في التحسن في غضون ستة أسابيع، ولكن قد يستغرق العلاج 12 أسبوعا لتتحقق الفائدة الكاملة من الدواء.