عكس أرضية ملعب ميمون العرصي بالحسيمة التي ظلت باردة/جامدة، اشتعلت مدرجات هذا الأخير بتشجيعات من نوع خاص على هامش إجراء مقابلة شباب الريف الحسيمي التي جمعته بضيفه فريق حسنية أكادير، خلال آخر جولة من بطولة الخريف للدوري المغربي لكرة القدم للمحترفين، وذلك أول أمس الأحد 6 يناير الجاري، حيث رفع المشجعون صورا متعددة للمجاهد عبد الكريم الخطابي، في حين غابت «التيفوات» المناصرة للفريق لكن حضر بالمقابل «تيفو» من نوع خاص أنجزه مشجعون ينتمون إلى «إلترا لوس ريفينيوس»، وهو عبارة عن صورة مجسدة للراحل، وإلى جانبها عبارة «لن ننساك». إقدام جماهير شباب الريف الحسيمي على هذه الخطوة، جاء كرد فعل عن تصرف «غير محسوب» لأحد العناصر الأمنية، الذي قد يكون تلقى تعليمات دفعته إلى إزالة لافتة تحمل صورة المجاهد عبد الكريم الخطابي من على الشباك الفاصل بين مدرجات ملعب المسيرة وأرضيته، خلال المقابلة التي جمعت الفريق الريفي بالفريق المضيف برسم الدورة 14 من البطولة المغربية، وهو التصرف/ السلوك الذي خلق ردة فعل غاضبة قوية من الجماهير الريفية، سيما أن الأمر لم يكن يتعلق بسابقة في التعاطي مع هذا الموضوع!؟ مباراة الاحد التي اكتفى فيها شباب الريف الحسيمي وحسنية اكادير بالتعادل السلبي، محافظا بذلك الفريق الأول على رتبته الثامنة ب 19 نقطة، كما احتفظ فريق الحسنية بمركزه التاسع، غاب عنها البعد الرياضي وتحكمت في الاعداد لها وفي مجرياتها حمولة / نفحة سياسية، اتضح من خلالها أن أبناء منطقة الريف كانوا عازمين على نصرة رمزهم في المقاومة والانتصار له وهو ماتمكنوا منه بالفعل. أما بالنسبة للسلوك الأمني الذي كان بمثابة الشرارة التي أوقدت هذا الغضب فهو يطرح أكثر من علامة استفهام، حول دوافعه وحول استحضار تبعاته التي قد لاتنتهي بانتهاء بطولة الخريف وإنما قد تستمر إلى ما أبعد من ذلك، سيما أن مدرجات الملاعب أضحت عبارة عن فضاءات لتمرير عدد من «الميساجات» السياسية والتعبير عن مواقف مختلفة في هذا الصدد، بلغت أوجها خلال مرحلة الحراك المغربي مع حركة 20 فبراير وهي مستمرة اليوم إلى نقطة لايعلم أحد نهايتها ورسّوها.