التغذية السليمة للأطفال هم يشغل جميع الآباء والأمهات ، إلا أن تحقيقها لا يجب أن يرتبط بما يتناوله الطفل داخل البيت فقط، بل يجب أن يمتد الاهتمام والمراقبة الى خارج هذا المحيط وأولها المدرسة، حيث يقضي أغلب الأطفال التلاميذ يومهم بما فيه الفترة الزوالية. ماذا يتناول أبناؤنا في المدرسة؟ هل تحقق هذه التغذية التوازن اللازم من أجل التحصيل الجيد والاستيعاب التام؟ أسئلة حاولنا الإجابة عنها في الورقة التالية. يمثل أطفال المدارس ( ما بين 4-10 سنوات) فئة مهمة من المجتمع، حيث تظهر عليهم اثار سوء التغذية بسهولة، وتبين في جميع أنحاء العالم أن أكثر من نصف الوفيات من الاطفال تعود الى سوء التغذية، ونقص الفيتامينات والمعادن الضرورية لبناء ونمو الجسم. ويحتاج تلاميذ المدارس إلى تناول كمية كافية من النشويات، والبروتينات ذات القيمة الحيوية العالية، والدهون، والفيتامينات، والمعادن من أجل النمو السوي ومن أجل تزويد الجسم بالطاقة اللازمة لعمل الجسم ونشاطه وحمايته من الأمراض. وتعتمد الاحتياجات اليومية من المغذيات للأطفال في سن المدرسة على عوامل عدة منها كتلة الجسم، ومعدل النمو، ومدى النشاط البدني. الاحتياجات الغذائية لأطفال المدارس: *الطاقة: تقدر السعرات الحرارية اليومية من الطاقة للطفل في هذا العمر بكمية ما يتناوله من الطاقة اللازمة للنمو الطبيعي، ويلاحظ عدم وجود فرق في الاحتياجات اليومية من الطاقة بين الذكر والانثى في هذه المرحلة من العمر. ومتوسط المخصصات اليومية من الطاقة هي ما بين 1800-2000 سعر حراري /اليوم. وتوزع هذه السعرات بحيث تكون: 50-60 % من النشويات، 25-30 % من الدهون، 10-15 % من البروتين. *البروتين: يحتاج الطفل في هذه المرحلة العمرية الى كمية بروتين أكثر من الشخص البالغ بسبب معدل النمو السريع وبنية الجسم حيث تبلغ 0.95 غم لكل كغم من الوزن. ويعتمد تقييم ما يتناول من البروتين على معدل النمو السوي، والقيمة الحيوية للبروتين، وتنوع مصادر البروتين. وتعتبر الفيتامينات والمعادن مغذيات ضرورية للنمو السوي وتطور الطفل. . تلاميذ لا يتناولون إفطارهم: تمثل وجبة الإفطار أهمية خاصة بالنسبة للتلميذ للاستيعاب والفهم والتحصيل الدراسي، ولتلافي هذه المشكلة يمكن للأم أن تهتم بإعداد الافطار قبل وقت كاف من الذهاب إلى المدرسة، كما يمكن أيضا اشراك الابناء في إعداد وجبة الافطار إذا كانت الأم تعمل خارج المنزل، ويجب أن يكون سهل التحضير ومتنوعا، ويفضل تناول الإفطار مع العائلة. لتحسين تغذية أطفال المدارس الاهتمام بالتغذية السليمة منذ مرحلة الرضاعة وما قبل المدرسة، وذلك حتى يبدأ الطفل المرحلة الدراسية وهو في صحة جيدة عقليا وجسميا. *تعليم الاطفال في المدرسة القواعد الاساسية للتغذية السليمة، بطريقة بسيطة ومسلية، مع المواد العلمية الاخرى، وذلك بطريقة مباشرة او تطبيقية. *تصميم لوحات إرشادية في المدارس وداخل الصفوف توضح أهمية تناول الافطار بالمنزل، لضرورة هذه الوجبة في امداد الجسم باحتياجاته اثناء الدوام المدرسي، وفي المساعدة على مقدرة التلاميذ على الاستيعاب والحضور الذهني اثناء اليوم المدرسي وعلى الاحتفاظ بالنشاط المناسب خلال الفترة الصباحية. -التشجيع على جلب مكونات الوجبة الخفيفة من المنزل، لضمان النظافة الصحية، وبهدف تنفيذ الاسرة للبرنامج الغذائي اليومي للأطفال. * مراعاة الشروط الصحية للمطاعم في المدارس ، حيث أن المطعم المدرسي جزء من النشاط التعليمي للتلاميذ، وان وجود مطاعم ذات مستوى صحي سيء قد يعطي انطباعا سيئا للتلاميذ. *تصحيح بعض العادات الغذائية الخاطئة. مثل عدم تناول الخضار والفواكه أو تناول كميات كبيرة من الحلويات أو الدهون، لتجنب الزيادة في الوزن والتي يعاني منها كثير من تلاميذ المدارس. *إدخال التثقيف الصحي في المنهاج الدراسي كموضوع مستقل بذاته، مع التركيز على الارتقاء بالعادات الصحية المرتبطة بالأغذية والصحة الشخصية، وعلى أهمية غسل الايدي قبل وبعد الأكل.