انتقد أعضاء مجلس مدينة الدارالبيضاء خلال الجلسة الثانية للدورة الاستثنائية التي انعقدت يوم أمس، شركة صوناداك ومحمد ساجد رئيس مجلس المدينة، في تعاطيهما مع مشكل الدور الآيلة للسقوط. وامتنع الأعضاء عن الاستماع إلى العرض الذي أرادت شركة صوناداك تقديمه في هذا الباب، معتبرين أن على الشركة ومسؤولي المدينة أن يأتوا بحلول عملية لضحايا هذه الدور. لا أن يأتوا في دورة لتقديم عرض نظري، إذ في الوقت الذي يكتفي فيه المسؤولون بالعروض، هناك أزيد من 150 عائلة مشردة ومئات الأرواح مهددة داخلها مازالت لم تبرحها. واعتبرت بعض المداخلات أن شركة صوناداك غير مرحب بها في المجلس، مادامت هي المعنية بهذا الموضوع منذ 1989 ولم تحقق فيه أي تقدم، وبأن تدبيرها للمحج الملكي كان فاشلا، ومع ذلك تحضر اليوم إلى المجلس بدون بديل، فيما ذهبت مداخلات أخرى إلى انتقاد محمد ساجد، خصوصا بعد أن غادر القاعة دون الاستماع إلى النقاش المتداول بين الأعضاء حول هذه المعضلة، معتبرة أن ساجد لا يهتم إلا بالمناطق الراقية، إذ لا يبرح كرسي رئاسته في الدورة كلما تعلق الأمر بطرقات تهم كورنيش عين الذئاب أو آنفا أو كاليفورنيا ويغادره كلما تعلق الأمر بمعضلة تهدد مئات الفقراء تحت سقوف مهترئة، علما بأن الفصل 52 من الميثاق الجماعي، يحمله المسؤولية في حماية المواطنين القاطنين في مثل هذه الدور، وبالتالي كان من المفروض، أن يوفر على الأقل مع الشركة المعنية بيوتا احتياطية تابعة للسلطات الجماعية تكون تحت إشارة المواطنين في حال وقوع كوارث لا قدر الله. مسؤولو المقاطعات الذين يضم تراب مقاطعاتهم هذه الدور، أدلوا بدلوهم في الموضوع، حيث اعتبر رشيد بوحوص النائب الأول لمجلس مقاطعة مرس السلطان أن مسؤولي المدينة ومعهم صوناداك، يفتقدون لسياسة واضحة في الموضوع. فمنذ 1996 والناس يعيشون في المدارس بعد سقوط منازلهم ولم نجد لهم حلا، في الوقت الذي يشتري فيه نازح من منطقة أخرى رقم البراكة وتمنحه بقعة؟! وطالب بمحاسبة صوناداك متسائلا يجب أن نبحث هل استفاد المواطنون المهددة منازلهم بالسقوط من مشاريعها أم أناس خارج هذا الإطار؟. كمال الديساوي، رئيس مقاطعة سيدي بليوط، رأى أن سياسة التجديد العمراني في المناطق المعنية بالدور الآيلة للسقوط يجب أن يقدم فيها مجلس المدينة مقترحات لحل هذه المعضلة، بما فيها المقترحات التمويلية مع إبرام اتفاقات مع الوزارة المعنية، إلا أن مجلس المدينة صدر الإشكالية إلى متدخلين آخرين من خلال برمجة عرض شركة »صوناداك« وعرض لوزارة الإسكان، في غياب أي عرض للمجلس، المعني المباشر بالمعضلة انطلاقا من الاختصاصات، التي يمنحها له الميثاق الجماعي. إذ من المفروض أن تكون هذه المعضلة من أولى أولوياته، لأن أرواح المواطنين وأبناءهم في خطر. وتنتظر حلولا آنية وليس عروضا شكلية.