السينما والقراءة خطان متوازيان: ومن المفروض على السينمائي أن يكون قارئا بالمثابرة، وعلى هذا الأساس، فرض السؤال نفسه على مجموعة من السينمائيين المغاربة - عشرون بالتمام والكمال - ماذا تقرأ، أو تقرئين في الفترة الراهنة؟ أثبتت الإجابات ساعة طرح السؤال أن الكل يقرأ عملا إبداعيا ما باستثناء واحد منهم الذي اعترف بأنه لا يقرأ شيئا في هاته الفترة بالذات... المخرجون المستجوبون أفصحوا بالواضح بأنهم يقرؤون كتابات أجنبية بعيدة عن الحدود باستثناء واحد يقرأ كتاب فتيحة مرشد باللغة العربية... أما الآخرون، فبعضهم يقرأ المغاربة يكتبون بلغة موليير: فؤاد لعروي بالنسبة لمحمد عبد الرحمان التازي، وعبد الحق سرحان بالنسبة للمخرج الجيلالي فرحاتي، أما قراءة الأغلبية الساحقة فتصب لحظة طرح السؤال على كتاب من قبيل إدغار موران وشارل أندري جوليان وكريستيان أوتيي وسيرة كودار وماتيوريكار وسيكوس كازانتزاكي وبول أوستر وجوليا كريستيفا وكريستيان بوبا وسالفادور سيطا وآخرين من الأدباء الأجانب... ومن هو كاتبكم العالمي المفضل؟ سألناهم سؤالا آخر، باستثناء المخرجة فريدة بليزيد التي أعلنت تفضيلها اللامشروط للكاتب المغربي المهدي المنجرة، فكل السيمائيين قطعوا البحر في اتجاهات مختلفة و بعيدة ومتباعدة. فلوبير وألبير كامو وكارسيا مركيز ودوستويفسكي وفوكنر وبول بولص وبوكوفسكي وجورج أمادو وسانت إيكبيري وطوماس برنار وشكسبير، ومن ضمن هذه الأسماء من تردد أكثر من مرة.. الكاتب أمين معلوف هو العربي الوحيد الذي طل من خلال الأجوبة بكاملها.. وكان لابد أن نبحث ونجد أسماء كتاب مغاربة، وفرضنا على أنفسنا طرح السؤال التالي: من هو كاتبك العربي المفضل؟ يحضر نجيب محفوظ ككاتب كبير خالد، ويتقفى خطاه الأدبي الكبير جبران خليل جبران، الشاعر الأزرق محمد خيرالدين له مكانة لا يستهان بها إلى جانب صاحب »الخبز الحافي« محمد شكري وصاحب »الأيام طه حسين، وصاحب »الماضي البسيط« إدريس الشرايبي، وصاحب »الجارات« أحمد توفيق، إلى جانب صاحب »المقامات« عبد الفتاح كليطو.. وصاحب »مدن الملح« عبد الرحمان منيف، وصاحب »اللجنة« صنع الله إبراهيم، وصاحب »الموسم »الطيب صالح«. السيمائيون المغاربة لا يضعون الكاتب المغربي في حلقة الكتاب العالميين، ويجدون لهم مكانة لافتة في إطار الكتابة من الحبر إلى البحر، ولهذا، يمكن القول إنه حان الوقت لتعريف السينمائيين بأسماء إبداعية أخرى في حقل الكتابة المغربية. وما أكثرها.. فيبدو أن ا لمخرجين مستعدون لهذا اللقاء وهذا الإلتقاء، ولن يكون هذا إلا مكسب كبير للسينما وللأدب سيان...