اعتقلت السلطات الأمنية الألمانية الاثنين الماضي، فرنسيا من أصل مغربي بمطار ميونيخ الدولي. وجاء هذا الاعتقال بناء على مذكرة بحث دولية، سبق أن أصدرتها السلطات المغربية، عقب اعتداءات ماي الدارالبيضاء 16 ماي 2003 التي أسفرت عن مقتل45 شخصا ، بينهم 12 انتحاريا. وقالت الشرطة الاتحادية في تصريح لها لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، إن عملية توقيف «فؤاد ش»، تمت في مطار ميونيخ في ظروف سلسة. وأن المتهم لم يبد أية مقاومة، بل أنه كان متعاونا بشكل كبير. وذلك عند توقيفه في مطار ميونيخ التي كان قادما إليها من باريس في طريقه إلى دبي. وقد علمت «الاتحاد الاشتراكي» من مصدر صحفي بالشرطة الاتحادية في ميونيخ، أن فؤاد ، كان رفقة زوجته وثلاثة أبناء. وأضاف المصدر قائلا: إن الموقوف أحيل على قاضي التحقيق، الذي أصدر قراره بحبسه وإيداعه السجن المحلي لعاصمة بفاريا. هذا، وقد باشرت النيابة العامة الألمانية إجراءات التسليم، حيث صرح لنا نفس المصدر، أنه جرت مكالمة هاتفية بين السلطات الألمانية ونظيرتها المغربية لترتيب تسليم المتهم. ويذكر في هذا الصدد أنه لا توجد اتفاقية تعاون بين المغرب وألمانيا خاصة بالتسليم. وفي هذه الحالة يكون التسليم بناء على طلب من السلطات المغربية. وفي سياق متصل أوضح مصدر أمني مغربي ومصدر من الشرطة الفرنسية في وقت لاحق من الاعتقال، أن الأمر يتعلق بفؤاد الشروالي، البالغ من العمر اليوم سنة 37، الذي أدين في فرنسا بتهمة دعم منفذي اعتداءات ماي 16، والانتماء إلى تنظيم إجرامي على علاقة بمخططات إرهابية. وكان فؤاد الشروالي، الذي تتهمه النيابة العامة المغربية، بالانتماء إلى الجماعة الاسلامية المقاتلة المغربية، حكم عليه بالسجن لثماني سنوات في 11 يوليوز 2007، بعدما أدين في باريس لمشاركته في خلية دعم منفذي اعتداءات الدارالبيضاء وإيواء أعضاء من الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة في فرنسا. هذا ولا يزال التاريخ الذي غادر فيه الشروالي السجن بعد قضائه عقوبته، غير معروف. ويذكر أن قاضي التحقيق المكلف بمكافحة الإرهاب، جان لوي بروغيير، كان قد فتح، في 18 ماي 2003، التحقيق ضد مجهول بتهمة القتل والمشاركة في القتل ومحاولات القتل ومخالفة القانون المتعلق بالمتفجرات وتشكيل عصابة أشرار، مما أسفر عن اعتقال سبعة مغاربة بضواحي باريس، وتحديدا بمناطق مونت لاجولي وأولني سوبوا، من بينهم فؤاد الشروالي. وقد اشتبه حينها المحققان الفرنسيان، جان لوي بروغيير وفيليب كوار، في أن فؤاد الشروالي مثله مثل الموقوفين الآخرين كان على علاقة بنورالدين نافع الذي يعتبر من زعماء الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة، وقد أدين ب 20 سنة سجنا نافذا. ويشار إلى أن الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة، تنظيم محظور، أسسه سنة 1998 مغاربة توجهوا إلى افغانستان لمساعدة تنظيم القاعدة. هذا واعتبر تقرير التحقيق وقتها أن فؤاد الشروالي، يشكل رفقة اعضاء الخلية الفرنسية للجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة، القاعدة اللوجستيكية لمنفذي اعتداءات 16 ماي بالدارالبيضاء (2003)، وكذا لمنفذي اعتداءات مدريد (2004) .