استقبل جلالة الملك أول أمس بالقصر الملكي بالرباط، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بقضية الصحراء، كريستوفر روس. وذكر بلاغ للديوان الملكي أن هذا الاستقبال الملكي جاء تبعا للمكالمة الهاتفية التي جرت بين جلالة الملك وبان كي مون في 25 غشت 2012 ، والتي أكد خلالها الأمين العام للأمم المتحدة أن وساطة منظمة الأممالمتحدة تتوخى إيجاد حل سياسي لهذا النزاع ، مقبول من لدن الأطراف، مضيفا أن مبعوثه الشخصي سيضطلع ضمن الإطار المحدد من قبل مجلس الأمن الدولي، بمهمته المتعلقة بتقدم مسلسل التسوية والمساهمة في إقامة علاقات ثنائية منشودة مع الجزائر. وخلال استقبال جلالة الملك لروس، أكد جلالته أن المغرب الذي ما فتئ يعبر عن التزامه بالقيم الكونية للسلام التي تدعو إليها الأممالمتحدة، يبقى ملتزما بالبحث عن حل لهذا النزاع المصطنع على أسس سليمة ودائمة، وفي إطار المقترح المغربي للحكم الذاتي الموسع الذي حظي بإشادة المجتمع الدولي كحل جاد وذي مصداقية. وجدد جلالة الملك أيضا تشبث المغرب الدائم بإرساء علاقات أخوية ونموذجية مع الجزائر، تعد لبنة أساسية لبناء مغرب عربي موحد، في ظل مناخ إقليمي يشهد تطورا مستمرا، ويطبعه على الخصوص تنامي التهديدات الأمنية بمنطقة الساحل والصحراء. من جهته أكد روس أن مناقشاته مع جلالة الملك محمد السادس وبعض أعضاء الحكومة «قدمت مساهمة قيمة في البحث عن وسيلة ناجعة للمضي قدما في تسوية نزاع الصحراء». وأوضح روس في تصريح للصحافة أن زيارته للمغرب تأتي في إطار مواصلة المهمة التي كلفه بها الأمين العام للأمم المتحدة قبل ثلاث سنوات ونيف ، و»الهادفة ، وفق ما حددته قرارات مجلس الأمن المتتالية ، إلى تسهيل المفاوضات المباشرة بين جميع الاطراف للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول «. وأضاف روس أنه «رغم مضي أربع جولات من المفاوضات الرسمية تحت رعاية سلفه، وتسع جولات من المحادثات غير الرسمية تحت رعايته شخصيا ، لم يتم إحراز أي تقدم يذكر نحو هذا الهدف» ، مضيفا أن جولته الحالية في المنطقة تتوخى «المساهمة في تقييم السنوات الخمس الأخيرة من المفاوضات المباشرة والتماس الافكار حول أفضل السبل لإحراز تقدم حقيقي في عملية التفاوض ، والنظر في تأثير التطورات الاخيرة في شمال افريقيا والساحل على قضية الصحراء «. وأكد المبعوث الشخصي للأمين العام الاممي أنه «يريد شخصيا المساهمة في التوصل الى حل ينهي معاناة الأسر المشتتة منذ 37 سنة ، حل يجعل من الممكن إكمال بناء اتحاد المغرب العربي ، وحل يعزز الأمن والاستقرار في شمال افريقيا والساحل» . وقال روس إنه سينقل استنتاجاته إلى الامين العام للأمم المتحدة لدى عودته لنيويورك . كما سيقدم تقريرا لمجلس الامن في أواخر شهر نونبر المقبل. وكان رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران استقبل مساء أول أمس الاثنين بالرباط ، كريستوفر روس الذي أجرى أيضا مباحثات مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، ووزير الداخلية امحند العنصر، والوزير المنتدب لدى وزير الداخلية الشرقي الضريس.