قام سعيد شباعتو، رئيس مجلس جهة مكناس تافيلالت، وعضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بتفقد المناطق الأكثر تضرراً من كارثة الفيضانات التي ضربت ضواحي بومية، إقليم ميدلت، والتقى بعدد من مكونات المجتمع المدني، حيث اطلع على تفاصيل الكارثة الطبيعية التي ضربت المنطقة، كما قدم المواساة للمنكوبين والتعازي لأسر الضحايا، بينما ساهم بتقديم مساعدات رمزية، مؤكداً أن مجلسه الجهوي سيبذل ما بوسعه من أجل وضع المنطقة بعين الاعتبار، ولم يفته التعبير عن مساندته لقرار المستشارين الاتحاديين بالمجلس القروي لبومية الذين طالبوا بعقد دورة استعجالية استثنائية لتدارس وضعية المنطقة المنكوبة، كما لم يفت سعيد شباعتو دعوة الجهات المعنية والمسؤولة إلى الإنصات لمكونات المجتمع المدني. الكارثة الطبيعية دفعت بعدة نشطاء مدنيين ومتتبعين للشأن المحلي إلى إلقاء اللوم على الجهات المسؤولة والسلطات الإقليمية التي تعاملت مع الوضع باللامبالاة والاستخفاف، وكأن الأمر لا يهمهما في شيء، حيث لم تكلف نفسها حتى عناء تفقد المنكوبين والمشردين والمتضررين في حينه، أو تشكيل لجنة للوقوف على المشاكل، والتخفيف من معاناة السكان، واتخاذ ما يلزم من الحلول والقرارات والمساعدات، علما بأن المنطقة تعاني مما يكفي من ظروف العزلة والإقصاء والتهميش على مستوى البنية التحتية والصحة والطرق، ومن حق أحد الفاعلين اختصار الوضع في عبارة: «الدَّولة غايْبَة»، وهو ما أكده سعيد شباعتو في اتصال ل»الاتحاد الاشتراكي» به، هذا الأخير الذي لم يفته التنويه بالتضامن القوي الذي أبان عنه سكان المنطقة مع المتضررين من الفيضانات. رئيس مجلس جهة مكناس تافيلالت، سعيد شباعتو، وقف ميدانيا على مخلفات الكارثة الطبيعية، حيث اطلع على أحوال العائلات التي ظلت بدون مأوى جراء انهيار مساكنها بسبب السيول الطوفانية، من بينها ثلاث أرامل لا معيل لهن، حيث بادر بعض المحسنين والجيران إلى استضافتهن، منهم المستشار الاتحادي بجماعة بومية، م.الحفيظ بادي، هذا الأخير الذي تكفل بمواطنة قضى زوجها وابنتها في الفيضانات، قبل نقلها لبومية للسهر على رعايتها، وإلى جانب ذلك اطلع سعيد شباعتو على حالة المواطن محمد أوجعفر الذي تعرض لخسارة كبيرة بنفوق 24 رأسا من الأغنام جرفتها السيول الطوفانية، والتي كان يعدها لأسواق عيد الأضحى المقبل. ويذكر أن شخصين من عائلة واحدة، ضواحي بومية، كانا قد لقيا مصرعهما، جراء الأمطار العاصفية التي تهاطلت، بعد زوال الأربعاء عاشر أكتوبر 2012، على إقليم ميدلت، ونتج عنها فيضان شعبة وادي «تبلخيرت» بدوار «بولبزوز»، الذي يبعد عن بومية بإقليم ميدلت بحوالي 10 كيلومترات، حيث غمرت مياهه الطوفانية سكنا بالدوار، وجرفت كل ما فيه من أفراد، بينهم شابة (فاطمة كوكو- 20 سنة) جرفتها السيول لمسافة أربع كيلومترات، حيث عثر عليها جثة هامدة بعد أن عجزت عن مقاومة التيار الجارف، وإلى جانبها والدها المسن (الحسين كوكو -60 سنة) الذي باغته الطوفان ولم يترك له أدنى فرصة للنجاة، وعلقت جثته تحت أنقاض جزء من حائط بيته الذي انهار بالكامل، فيما نجت زوجته بصورة وصفها أهالي المنطقة بالمعجزة الإلهية. وصلة بالموضوع، أفادت مصادر متطابقة أن الأمطار الطوفانية تسببت بالتالي في انهيار منزلين بمنطقة الحادث، ونفوق 24 رأسا من الأغنام وإتلاف مساحات زراعية وفلاحية واسعة، منها مزارع البطاطس وأشجار التفاح التي تميز المنطقة، إلى جانب عدة آبار تعرضت للخراب، والتي قدرها أحد الفاعلين المحليين بأزيد من 60 بالمائة من مجموع آبار المنطقة، بالإضافة إلى أن الكارثة الطبيعية رفعت من درجة العزلة والحصار على المنطقة، ومن سخط الساكنة حيال التجاهل الذي تتعامل به السلطات المركزية مع انتظاراتها وحاجياتها، وكم كان غضب هذه الساكنة شديدا إزاء عدم إنذارهم لا من جانب هذه السلطات ولا من طرف الأرصاد الجوية.