بعد التجربة التي راكمتها قافلة المحبة بمبادرة من جمعية مآوي الشباب بإقليم ورزازات بمشاركة ثلة من الفنانين والجمعويين المحليين والوطنيين؛ جابت مجموعة من المناطق الحضرية والقروية بالاقليم بمناسبة الملتقى السنوي الهادف الى الكشف عن الطاقات الفنية بمختلف الفئات العمرية ناهيك عن التأسيس لنشر القيم الإنسانية المثلى بين الشباب و حثهم على التفاعل مع الطبيعة وحماية البيئة ، خاصة في المناطق النائية، وفي أوساط ساكنة المناطق القروية والجبلية التي تعاني من الفقر والهشاشة، لتحط الرحال في دورتها الرابعة بين 23 و29 شتنبر 2012 بالجماعة القروية «إمي نولاون» كأكبر الجماعات بإقليم ورزازات، أنشئت في عهد الاستعمار وتبلغ ساكنتها حوالي 25 الف نسمة مقسمة على 60 دوارا ، تقع في الشمال الغربي لمدينة ورزازات على بعد 76 كلم، بالإضافة إلى مسافات أخرى يقطعها القرويون في الدواوير النائية عبر مسالك طرقية جبلية وعرة غير معبدة، طريق بالاسم فقط، الكلمترات الأولى تعطيك صورة أخرى عن طبيعة الطرق المعبدة في المنطقة التي لايتجاوز عرضها أكثر من مترين ونصف ، كما أنها تعد أفقر جماعة بالإقليم بنسبة 36,5 في المائة مقارنة مع باقي الجماعات المجاورة ، كل شئ يوحي فيها بالبؤس والحرمان . أعضاء قافلة المحبة وقفوا على شهادات النساء اللواتي اشتكين من قلة الأدوية وارتفاع تكاليف العلاج أثناء التنقل، ومن الأمراض المنتشرة بكثرة كأمراض المعدة وأمراض العيون والأمراض الجلدية بسبب تلوث مياه الشرب التي مصدرها الاودية والسواقي رغم الحملات الطبية النادرة للدوار التي تكتفي بتوزيع بعض الادوية ويتم استعمالها دون تشخيص للامراض المنتشرة بكثرة بين صفوف الأطفال والنساء خصوصا الحوامل منهن اللواتي يعانين أثناء الولادة في غياب مولدة يضطر اهل الدوار الى حملهن على ظهور البغال الى مقر الجماعة. ولامجال للحديث عن الجانب التعليمي ، حيث المستوى الابتدائي كأول وآخر محطة تعليمية خصوصا لدى فتيات الدواوير لامتناع أهاليهن عن إلحاقهن بالإعدادي بعيدا عن الدوار، كما أن غالبيتهن غادرن فصول الدراسة لضعف الإمكانيات لشراء اللوازم المدرسية من جهة ومن جهة اخرى لمساعدة عائلاتهن المعوزة في الرعي او التحطيب للطهي والتدفئة في أماكن نائية ببن الجبال متحديات قساوة الطبيعة، حيث تستيقظن فجرا ولا تعدن إلى الدوار الا في وقت متأخر من المساء، زادهن اليومي قليل من الخبز والماء ولا يخفين أحلامهن في إتمام تعليمهن ومغادرة الدوار للبحث عن آفاق جديدة وغالبيتهن لم يفارقن الدوار منذ ولادتهن . الإمكانيات الطبيعية والجبلية التي تجمع القرى بايمينولاون تفسح المجال امام التفكير في مشاريع سياحية تنموية باستغلال تلك الفضاءات فيما يصطلح عليه بالسياحة القروية والجبلية التي تعود بالنفع على تلك الدواوير وتشغيل شبابها.