استغرب العديد من الآباء والأمهات عملية استفادة تلميذات وتلاميذ المدارس الابتدائية من الكتب و اللوازم المدرسية في إطار مبادرة المليون محفظة، ذلك أن أغلب المتعلمين لم يتمكنوا من الحصول ولو على ثلث المقررات ناهيك عن الدفاتر التي لم يتعد حجم أوراقها 48 صفحة أو 98 صفحة ولوحة كارتونية. تجدر الإشارة إلى أن هناك من فضل شراء المستلزمات الدراسية من جيبه كما كان عليه الحال في العهود السابقة دون أن تطاله هذه الإعانة التي تجهل أسباب خروجها إلى الواقع على هاته الشاكلة التي يستفيد من حسناتها البعض ويركن إلى تتبعها بعض آخر ممن لحقهم الإقصاء بشكل أو بآخر. تساءلت أخريات من اللواتي يعانين صروف الدهر من طلاق أو ترمل أو مسؤولية - غالبيتهن من مستخدمات المعامل التي تمص ساعات الجهد والكبد دماءهن من أول الصباح الى ظلمة المساء مقابل دريهمات تغطي بالكاد بعضا من متاعب الحياة وغلاء العيش- ،عن شروط ومعايير الاستفادة من هذه الكتب واللوازم المدرسية وعن عملية تعميمها على الجميع من أبناء الطبقة التي تعاني ضعفا في القدرة الشرائية أمام ارتفاع أثمنة الكتب واللوازم الدراسية بالمكتبات والاكشاك الخاصة. وعند معاينة عمليات التوزيع بإحدى المدارس العمومية تبين أن أعداد المتمدرسين تفوق بكثير الكتب واللوازم الموجودة وسط علب كارتونية يظهر من أول وهلة أنها بعيدة جدا عن تغطية الاكتظاظ الذي تعرفه الحجرات والذي يفوق 45 تلميذا للفوج الواحد. وفي سياق آخر استفاد متعلمو المستوى الأول من المحفظة كاملة وهو ما عمق هذا الجدال الدائر بخصوص العملية، سيما و أن بعض الأوساط التي يعاني أصحابها الأمية المطلقة يفهمون هذا الإجراء على أنه نوع من التمييز المقصود من باب الزبونية أو المحسوبية وليس لهم أي استعداد لسماع شروحات الإدارة بهذا الخصوص، وهو ما يجر المدرسة إلى مشاهد مرعبة من الملاسنات والشجار وأشياء أخرى لا تمت للتربية والتعليم بصلة وتفضي بالتالي إلى عداوات مجانية يتحمل تبعاتها الأطر التربوية التابعة للمؤسسة من اعتداءات وتصفيات حسابات شهدتها بعض المدارس خلال المواسم الدراسية السابقة. كان من المفروض الانطلاق من سياسة استراتيجية تعتمد التشخيص اولا ثم التخطيط مع برامج تنفيذية أكثر مرونة تشرك القطاعات الأكثر حيوية والمؤسسات غير الحكومية بالتدخل في الإسهام بما يعبد الطريق لإنجاح موسم دراسي كالذي نحن في بداياته والذي يؤشر على تفاعل مريح بين قرارات الوزير محمد الوفا وآباء و أولياء التلاميذ. مدرسة النجاح مشروع نموذجي يحتاج إلى تضافر الجهود وتكامل المهام والسير بخطى ثابتة مع اعتماد شروط مادية تجعل الإقبال على المدرسة العمومية مطلب الجميع وغاية الأسر المغربية التي تحلم بغد مشرق لفلذات أكبادها، وحتى يعود للمدرسة إشعاعها الوطني والاجتماعي والثقافي والحضاري الذي ميزها عبر تاريخها الكبير.